مكتبة التداول

الدولار يعود للقمة! فماذا ينتظره بنهاية 2018؟

0

ما زالت تشهد الأسهم الآسيوية مع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية والأسواق الناشئة خلال جلسات هذا الأسبوع بعض الإشارات الإيجابية على التوقعات للمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. حيث ساعدت هذه الأخبار لتعزيز الشعور بعد منح كندا المديرة المالية لشركة هواوي الصينية خروج بكفالة، والتي تم اعتقالها بناء على طلب من الولايات المتحدة.

وأضاف أيضاً الرئيس دونالد ترامب المزاج الإيجابي للأسواق مع تصريحاته لرويترز بإنه يفكر في التدخل في القضية للحصول على صفقة للصين، وسوف يجتمع مع الرئيس شي جين بينغ إذا لزم الأمر لدفع محادثات التجارة.

ما زال مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية يشهد تراجع للربع الرابع منذ تصعيد أزمة الحرب التجارية

شهدت وول ستريت في الجلسة الافتتاحية يوم الثلاثاء ارتفاع ﻣؤﺷر داو ﺟوﻧز ﺑﻧﺳﺑﺔ 1.4٪ وارﺗﻔاع ﻣؤﺷر أس آﻧد ﺑﻲ 500 ﺑﻧﺳﺑﺔ 1.3 ٪, وﻣؤﺷر ﻧﺎﺳداك ﺑﻧﺳﺑﺔ 1.3 ٪ ﺑﻌد ﺧﻣس دﻗﺎﺋق ﺑﻌد دﻓﻊ اﻟﺟرس قبل أن ينهي السوق على تراجع مع إرتفاع الدولار.

أتى هذا بعد أنباء عن مناقشة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو القضايا التجارية مع وزير الولايات المتحدة منوشين، وإفادته بأن الصين ستخفض التعريفات الجمركية على السيارات الأمريكية من 40 ٪ إلى 15٪. وغرّد أيضاً الرئيس ترامب على تويتر بأن محادثات مثمرة للغاية مستمرة مع الصين.

تشهد مؤشرات الأسواق الأمريكية الرئيسية تداولات إيجابية خلال جلسات هذا الأسبوع مع تفاؤل المحادثات الأمريكية الصينية

كما كان يوم الثلاثاء يوماً إيجابياً لأسواق الأسهم الأوروبية مع ارتداد مؤشر يوروب ستوكس 600 القياسي من أدنى مستوى له منذ عامين. مع ذلك، لم يكن الإرتفاع كافياً لعكس ما شهده المؤشر من خسائر ينسي بها مستثمري الأسهم ما تكبدوه.

حيث خسر المؤشر 12% في 2018 مع أكبر إنخفاض سنوي له منذ الأزمة المالية العالمية قبل عقد من الزمان، وأدت التوترات التجارية والأزمات السياسية المختلفة إلى نفور المستثمرين.

أما حالياً ما زال يتابع المستثمرون أيضاً مجموعة كبيرة من المخاطر السياسية، في حين تكافح المملكة المتحدة لإعادة صفقة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي إلى مسارها ولكن ما زالت رئيسة الوزراء تواجه تحديات بعد دعوة للتصويت غداً لسحب الثقة منها. بالإضافة إلى ذلك، ما زال من الممكن لحركة الإحتجاج الفرنسية أن تتصاعد أكثر مع عدم التوصل لحل يرضي المطالبات الشعبية.

يتراجع المؤشر الأوروبي يوروب ستوكس 600 على أساس سنوي نحو أسوأ مستوياته منذ الأزمة العالمية في 2008

الدولار

من جهة أخرى، عاد الدولار ليستقر بالقمة ليحقق أعلى مستوياته في 4 أسابيع وبالقرب من أعلى مستوياته هذا العام، محققاً أفضل أداء له حتى الآن للعام الجاري مقابل سلة من العملات الرئيسية. هذا بعد أن أظهرت البيانات مؤشر أسعار المنتجين ضغوط تضخمية واسعة، حيث ارتفعت أسعار المنتجين الأمريكيين في نوفمبر بسبب التقدم في الأغذية وخدمات النقل. في حين تسارع مقياس التكاليف الأساسية مما عرض بعض الإشارات المحتملة لظهور ضغوط التضخم في الإقتصاد. فقد إرتفع مؤشر أسعار المنتجين على أساس شهري بمقدار 0.1% في نوفمبر متجاوزاً توقعات 0.0%، وأتى المؤشر الأساس الذي يستثني الغذاء والطاقة عند 0.3% في نوفمبر.

يسجل الدولار أفضل أداء نسبي للعام الجاري حتى 12 من ديسمبر مقابل سلة من العملات الرئيسية والمعادن

ومما يبدو أثّر الانخفاض الأخير في أسعار النفط على أسعار المنتجين الرئيسية في نوفمبر، وبلغ متوسط ​​أسعار المنتجين في الولايات المتحدة 109.17 نقطة من 2009 حتى 2018. حيث بلغ أعلى مستوى على الإطلاق عند 117.30 نقطة من المؤشر في نوفمبر من عام 2018 مقارنة بمستوى قياسي عند 100.20 نقطة في نوفمبر 2009.

مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي على أساس شهري يتجاوز التوقعات ويحقق مقدار 0.1% في نوفمبر

بذلك تشير الأرقام التي تقيس تكاليف البيع بالجملة وغيرها من تكاليف البيع في الشركات إلى أن الأسعار بدأت في الاستقرار، وقد يخفف هذا من القلق بعد إجراءات أخرى أخيرة من أن التضخم ينحرف دون هدف الإحتياطي الفيدرالي عندما ظن صانعي السياسة أنه ثابت حول هدفه البالغ 2%.

بينما تترقب الأسواق اليوم بيانات التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين مع تقديرات تشير إلى بعض التراجع على أساس سنوي وشهري.

مع ذلك، تشير النقاط الكامنة بالتحليل الأساسي إلى زيادة الضغوط التضخمية في قطاع الخدمات، ويدعم هذا رأي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأن المسيرة التدريجية نحو تطبيع السياسة النقدية مناسبة حتى مع اعتدال النشاط الاقتصادي في العام المقبل. مما عزز الدولار من قوته هذا العام مقابل سلة من العملات الرئيسية في ظل الثبات الاقتصادي واستمرار السياسة التشديدية من قبل الفيدرالي.

 

يحقق متوسط أسعار المنتجين أعلى مستوى في أكثر من عقد من الزمن

الفيدرالي بمواجهة ترامب!

في ظل ارتفاع التقديرات بتحرك البنك الفيدرالي لرفع الفائدة باجتماعه الأخير لهذا العام بالأسبوع المقبل، عاد الرئيس دونالد ترامب ليحث الفيدرالي على عدم المضي قدماً في زيادة معدل الفائدة المتوقعة عندما يجتمع الأسبوع المقبل ليواصل بذلك حملته العامة ضد المزيد من رفع أسعار الفائدة.

تشير آخر التقديرات ما يتجاوز نسبة 70% بأن البنك الفيدرالي الأمريكي سوف يتحرك لرفع الفائدة للمرة الرابعة خلال عام 2018 كما وعد بالسابق، وهذا الذي يضعه في مواجهة مباشرة مع السياسة الإقتصادية للبيت الأبيض.

مخطط النقاط لتحركات رفع الفائدة المستقبلية من البنك الفدرالي في آخر تحديث منذ اجتماع سبتمبر

حيث صرّح ترامب في مقابلة مع رويترز في البيت الأبيض يوم أمس الثلاثاء “أعتقد أن هذا سيكون أمراً غبياً، ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟”. مع العلم أنه انتقد رئيس الفيدرالي جيروم باول في التغريدات والتعليقات العامة لشهور متهماً البنك الفيدرالي بتقويض النمو الإقتصادي من خلال رفع أسعار الفائدة، وقد امتنع رؤساء الولايات المتحدة عادة عن التعدي على إستقلال الإحتياطي الفيدرالي.

لكن بالفترة الماضية كان يقوم جيروم باول بتعزيز الإتصالات الفيدرالية لبناء الثقة العامة والمساعدة في عزلها عن الهجوم السياسي. ففي الأسابيع الأخيرة أعلن البنك الفيدرالي عن سلسلة من المبادرات بما في ذلك عرض تقديمي لمراجعة السياسة النقدية، وتقييم نصف سنوي للاستقرار المالي وتقرير الإشراف والتنظيم الإفتتاحي ومضاعفة مؤتمراته الصحفية التي تبدأ في العام المقبل.

حيث تهدف هذه المبادرات من رئيس الإحتياطي الفيدرالي إلى توسيع نطاق الدعم العام في وقت يقوم فيه البنك الفيدرالي بزيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات، ولقد اتخذت مهمة باول مزيداً من الإلحاح في ضوء هجمات الرئيس دونالد ترامب والشكوك المتبقية في الكونغرس بشأن سلطة الإحتياطي الفيدرالي.

النظرة الفنية

وضحنا منذ بداية نوفمبر أن الدولار إذا ما حافظ على تداولات أسبوعية أعلى مستوى 96.00 فسيعزز فرص الصعود للمؤشر، وهو ما تحقق على مدى الأسابيع الماضية حيث لم ينجح حتى الأن بالإغلاق ما دون هذا المستوى.

حالياً ما زال يحافظ مؤشر الدولار على إغلاق أسبوعي أعلى نسبة 50.0% مستويات فوبوناتشي إرتداده من قمة يناير 2017 حتى قاع فبراير 2018. حيث يواجه المؤشر مستوى مقاومة أولية عند 97.50، وباختراقها قد يستهدف مؤشر الدولار مستوى 97.87 نسبة 61.8% تصحيح مستويات فوبوناتشي وبإغلاق يومي أعلاها قد يستهدف مستوى 98.40.

يتداول مؤشر الدولار ضمن نطاق صاعد في جلسات ديسمبر وقرب نهاية 2018 (مؤشر زمني يومي)

بينما إذا عاد وفقد الدولار مكاسبه قد يعود لإختبار مستوى 96.46 متوسط متحرك 50 يوم، وما دون هذا المستوى سيواجه مستوى دعم 96.00 وقرب نسبة 50.0% مستويات فوبوناتشي. حيث باختراق هذا المستوى سيختبر متوسط متحرك 100 يوم عند 95.79، ولكن مع إغلاق أسبوعي ما دونها قد يدفع بالمؤشر للمزيد من التراجع نحو 94.17 متوسط متحرك 200 يوم وقرب نسبة 38.2% مستويات فوبوناتشي.

Leave A Reply

Your email address will not be published.