مكتبة التداول

الدولار والبنك الفيدرالي – الحدث الأهم بنهاية 2018

0

شهدت جلسات بداية الأسبوع تقدم الأسهم الأمريكية المستقبلية مع الأسهم في اليابان وأستراليا في حين تذبذبت الأسهم في شنغهاي وهونغ كونغ. وارتفعت أيضاً العقود الآجلة الأوروبية بعض الشيء، وهذا بعد أن أشارت تقارير حكومية توصل رئيس الوزراء الإيطالي جيسيبي كونتي إلى اتفاق مع النواب لويجي دي مايو وماتيو سالفيني على اقتراح الميزانية لعام 2019 ليتم إرسالهما إلى بروكسل بوقتاً لاحق.

ليأتي الحدث الرئيسي هذا الأسبوع مع قرار سعر الفائدة الفيدرالية والمؤتمر الصحفي، وقد يحصل المستثمرون على بعض الدلائل على مسار السياسة من اجتماع الفيدرالي الأخير في عام 2018 والمؤتمر الصحفي من رئيس الفيدرالي جيروم باول.

تداول الدولار على ضوء قرار الفيدرالي المنتظر لنسبة الفائدة. افتح حسابك التجريبي الآن!

هذا في ظل مخاوف توقعات النمو العالمي لعام 2019 وسط تصارع التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد تداول الأسهم العالمية مع أسوأ أداء منذ عام 2011 مع انخفاض بنسبة 9٪ وسط القلق المحيط بتوقعات الأرباح.

مؤشر MSCI مقياس المؤشر العالمي لجميع الدول يظهر تراجع معدل الأسهم العالمية بأكثر من 9% في عام 2018

وارتفع مؤشر الدولار عند أعلى مستوى له في 19 شهراً خلال جلسات الأسبوع الماضي، وهذا الارتفاع على مدى الثلاثة أشهر الماضية دفع صناديق التحوط إلى تقليص المراهنات الصعودية على العملة.

حيث وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن لجنة تداول العقود الآجلة بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستند إلى ثمانية أزواج من العملات، قد خفضت الصناديق من المراكز التي تراهن على المزيد من المكاسب في العملة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يونيو.

يرتفع الدولار عند أعلى مستوى منذ مايو 2017 وصناديق التحوط تقلص مرهانات الصعود للعملة نحو أدنى مستوى منذ يونيو

هذا على الرغم من تجاوز توقعات السوق مقدار 70% نحو رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض في اجتماعه هذا الأسبوع، وتشير تقديرات المستثمرين بأن يكون هناك وتيرة أبطأ لارتفاعات سعر الفائدة في العام المقبل، بعد سحب المتداولين توقعاتهم برفع أسعار الفائدة الفيدرالية للسنة المقبلة وسط مخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، لتقفز الرهانات الصافية قصيرة الأجل لأكثر من 100 ألف عقد في الأسبوع الماضي وفقاً لآخر بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع. حيث إنخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية عشر نقاط أساس هذا الشهر، وذلك بعد تصريح رئيس الفيدرالي جيروم باول في نوفمبر بأن سلسلة الزيادات في سعر الفائدة وضعت السياسة أقل بقليل من نطاق التقديرات المحايدة.

استفادت صناديق التحوط من الإنخفاض الأخير في العائدات من أجل رفع رهاناتها الهبوطية

ووسط توقعات بأن البنك الفيدرالي قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في العام المقبل، ارتفع الرهان الصعودي لمديري صناديق الإستثمار على المعدن النفيس ليتفوق على الرهانات الهبوطية لأول مرة منذ خمسة أشهر، حيث تشير البيانات الحكومية إلى أن معنويات المستثمرين باتجاه الذهب قد تحولت إلى إيجابية مع ارتفاع الأسعار لأعلى مكسب ربع سنوي لها منذ مارس 2017.

صناديق التحوط تتجه نحو المراهنات الصاعدة للذهب لأول مرة منذ يوليو مع ارتفاع صافي المراكز الأسبوعية

ماذا نراقب في اجتماع البنك الفيدرالي؟

من المتوقع أن يرفع البنك الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الرابعة في عام 2018 بإجتماعه الأخير يوم الأربعاء القادم ما بين 2.25% و2.50%، وبذلك يتجاهل رئيس الفيدرالي جيروم باول وزملاؤه انتقادات ترامب المعارض لتوجهات التشديد. حيث أطلق باول على هذا المستوى النطاق الواسع لما هو محايد أو عادي بالنسبة للإقتصاد وليس تقييد ولا محفز للنمو.

كما قد يوضح مخطط النقاط المحدثة للتوقعات المقبلة بأن صانعي السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي يفعلون نفس الشيء، وهذا ما ينتظره المتداولين لتأكيد توقعاتهم نحو إبطاء رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في العام المقبل.

مخطط النقاط لتحركات رفع الفائدة المستقبلية من البنك الفيدرالي في أخر تحديث منذ اجتماع سبتمبر

وإلى جانب رفع معدلات الفائدة يوم الأربعاء من الممكن أن يتخذ صانعي السياسة خطوة أخرى نحو التطبيع عن طريق تغيير بيان السياسة العامة الخاص بهم لإستبعاد توقعاتها بشأن الزيادات التدريجية الإضافية في المعدلات، وسيمثل ذلك إستراحة من إستراتيجية التوجيه الآجل المستخدمة خلال الأزمة المالية وعواقبها في تشكيل توقعات السوق.

حيث يوضح الفهرس الفيدرالي هذه النقطة فمنذ أبريل 2012 كان أدنى تقدير للسعر المحايد من قبل صانعي السياسة هو 3.5٪، ولكن في سبتمبر كان أعلى. بينما من المحتمل أن يبطئ البنك الفيدرالي حملته لرفع سعر الفائدة رداً على ذلك، ويتوقع الاقتصاديون الآن أن تزيد معدلات الفائدة مرتين في العام المقبل وليس أكثر من ثلاثة التي رأوها سابقاً.

معدل سعر الفائدة المحايدة للبنك الفيدرالي كانت ما بين 2.5% و3.5% (مقارنة) المعدل الحالي عند 2.25% قبل اجتماع الأربعاء

من جهة أخرى، قد وضحنا سابقاً نقطة مهمة تخص توجهات الفيدرالي المستقبلية مع زيادة الإنتقادات من الرئيس ترامب، وهذه هي لعبة باول الطويلة.

فإن خلفيته كمصرفي سابق في وول ستريت جعل التواصل أكثر إستجابة من الرؤساء السابقين مع بن برنانكي وجانيت يلين الذان قطعا شوطاً طويلاً من عتامة عصر آلان غرينسبان.

وفي مواجهة الشعبوية التي يوجهها ترامب أعلن البنك الفيدرالي عن سلسلة من المبادرات بما في ذلك عرض تقديمي لمراجعة السياسة النقدية، وتقييم نصف سنوي للاستقرار المالي، وتقرير الإشراف والتنظيم الإفتتاحي. هذه هي متابعة وعد باول بها ومضاعفة مؤتمراته الصحفية التي تبدأ في العام المقبل.

سيكون لدى باول ميزة واحدة كبيرة في محاولة شرح ما الذي سيصل إليه البنك الفيدرالي، وسيعقد مؤتمراً صحفياً بعد كل اجتماع لصانعي السياسة وهو ضعف العدد هذا العام.

تهدف هذه المبادرات إلى توسيع نطاق الدعم العام في وقت يقوم فيه البنك الفيدرالي بزيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات. بعد أن إتخذت مهمة باول مزيداً من الإلحاح في ضوء هجمات الرئيس دونالد ترامب والشكوك المتبقية في الكونجرس بشأن سلطة الفيدرالي.

تشير تلك الإستراتيجية إلى الخروج عن موقف البنك الفيدرالي الرهيب عادة عندما يتعرض لهجوم من الخارج، وإذا نجحت هذه الخطوات فإن هذا من شأنه أيضاً أن يبني الثقة قبل الركود القادم. عندما يحتاج الفيدرالي مرة أخرى إلى إستخدام سياسات طارئة مثيرة للجدل مثل شراء السندات التي أغضبت بعض المشرعين الأمريكيين.

صورة عامة

مازال يتداول الدولار ضمن نطاق إيجابي حيث قد تعزز تحركاته مستقبلياً على أساس البيانات الواردة من اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، وبشكل عام إذا نجح المؤشر في إغلاقاته بنهاية 2018 أعلى مستوى 96.90 قد يعزز من مكاسبه مع بداية جلسات العام الجديد في 2019.

بينما نهاية العام الجاري ما دون مستوى 96 قد يضع الدولار تحت الضغط والتراجع في الأشهر الأولى من العام الجديد في 2019، وللمزيد من المستويات المتوقعة للدعم والمقاومة للمؤشر يمكنك الإطلاع عليها من خلال مقالتنا السابقة (الدولار يعود للقمة! فماذا ينتظره بنهاية 2018؟).

كما يقل جدول البيانات دائماً في نهاية العام مما يمنح الأسواق عادةً فترة راحة قبل أن يرتفع مجدداً في يناير. مع ذلك، فإن التهدئة ستقابلها زيادة كبيرة في مخاطر الأحداث حيث لا يزال الغموض السياسي يسيطر على المستثمرين. فهناك المزيد من التغييرات في الموظفين داخل إدارة ترامب والإرتباك لا يزال على علاقة بريطانيا المستقبلية مع الإتحاد الأوروبي.

أيضاً قد يبدأ إغلاق جزئي لحكومة الولايات المتحدة هذا الأسبوع إذا فشل المشرعون والرئيس ترامب في حسم مقدار الأموال التي سيتم تخصيصها لجدار ترامب على طول الحدود المكسيكية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.