حالة عدم اليقين تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في أسبوع عند 1218.36 دولار للأوقية مع تزايد حالة عدم اليقين بالأسواق إزاء الخروج “الصعب” لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد أبدى العديد من صناع القرار البريطانيين استيائهم من مسودة تيريزا ماي لاتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يرونه أنه لا يجعل المملكة المتحدة دولة ذات سيادة مستقلة، وتقدم العديد من الوزراء باستقالتهم وعلى رأسهم مفاوض البريكست دومنيك راب، وفي حال خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق جيد فمن المتوقع أن يكون هناك العديد من العقبات الاقتصادية والسياسية في المملكة المتحدة.

 

دفعت هذه العوامل المستثمرين إلى اللجوء إلى الملاذات الآمنة ولا سيما المعدن الأصفر، ولهذا من المتوقع أن يتلقى الذهب المزيد من طلبات الشراء عند مستويات منخفضة خاصة في حال استمر تراجع مؤشر الدولار الأمريكي.

الجدير بالذكر أن الأسواق تراقب أيضاً تطورات الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وما إذا احتد الصراع بينهما، الذي سيلقي بدوره على النمو الاقتصادي العالمي والصين على وجه الخصوص التي تعد من أكبر مستهلكي الذهب وتستورد حوالي ثلثي ما تستهلكه من الذهب بحوالي 984 طن سنوياً.

 

في سياق متصل، لوحظ زيادة إقبال المستهلكين على الذهب وزيادة البنوك المركزية من مشترياتهم للذهب خلال الربع الثالث من العام الجاري بشكل قوي، فقد ارتفعت عمليات شراء البنوك المركزية للذهب بنسبة 22% على أساس سنوي وهي أعلى نسبة على أساس ربع سنوي منذ 2015، ويلاحظ استمرار زيادة روسيا من حيازتها للذهب بشكل قوي في إطار خطتها لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي، وقد سجل معدل الطلب الروسي على الذهب أعلى مستوى ربع سنوي له على الإطلاق وبلغ حجم الاحتياطي لديها 2.000 طن للمرة الأولى.

 

من الناحية الفنية، يلاحظ استقرار تداولات أسعار الذهب أعلى خط اتجاه صاعد على الإطار الزمني اليومي دعم تلقيه المزيد من طلبات الشراء قرابة الحاجز النفسي 1200 دولار، ليجري تداوله حاليًا قرابة المستوى 1216 دولار للأوقية، وفي حال أغلقت الأسعار على الإطار الزمني اليومي أعلى المستوى 1217 دولار للأوقية فمن المتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها إلى المستوى 1224 دولار للأوقية.