عزز الدولار الأمريكي من مكاسبه عند أفضل مستوى منذ 10 أسابيع مع نهاية جلسات الأسبوع الماضي, ولكن ما زالت مؤشرات الأسهم الأمريكية تشهد تراجع حاد للتراجع نحو أقل مستوياتها في 15 أسبوع. ووضحنا بمقالتنا التالية (أسواق الأسهم العالمية بدأت تستوعب أثار الحرب التجارية) بالأسبوع الماضي أغلب الخسائر لأسواق الأسهم العالمية.
حيث إنخفضت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بعد أن أنهى مؤشر ستاندارد آند بورز 500 يوم الجمعة إنخفاض أقل من نسبة 10% من أعلى مستوى سجله في سبتمبر, والتي تعتبر وتيرة أسوأ شهر منذ عام 2009.
وكانت الخسائر التي تكبدتها الأسهم الأمريكية في شهر أكتوب صدى لأدائها قبل 10 سنوات خلال ذروة الأزمة المالية, وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على إنخفاض 15 مرة هذا الشهر وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرج.
- مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يعاني من أكبر خسائر يومية في شهر واحد منذ الأزمة المالية لعام 2008
أما مع جلسات بداية هذا الأسبوع أغلقت أغلب الأسهم الأسيوية على أنخفاض حيث أغلقت الأسهم في طوكيو على إنخفاض بعد إرتفاعها بأكثر من 1%, وفي حين تسارع الإنخفاض في الصين وكوريا الجنوبية مع مرور اليوم. كما كانت أسهم هونج كونج منخفضة بشكل طفيف في حين تفوقت الأسهم الأسترالية.
فقد فقدت الأسهم على مستوى العالم من قيمتها ما يقرب من 8 تريليونات دولار هذا الشهر, وهي أكبر عملية تصفية منذ ذروة الأزمة المالية قبل عقد من الزمان بسبب المخاوف التي كانت تتراوح بين ما يتعلق بنمو الأرباح والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين حتى نهاية مرحلة التيسيير الكمي من قبل البنوك المركزية.
- أغلب الأسهم العالمية تشهد أكبر خسائر منذ الأزمة العالمية في 2008 قدرت بخسائر ما يقارب 8 تريليون دولار
أما مكاسب الدولار قد تراجعت بعض الشئ يوم الجمعة الماضية, وذلك بعد أن قلص المتداولون الرهان على رفع أسعار الفائدة الفيدرالية للسنة المقبلة. حيث تتوقع الأسواق الآن أقل من زياداتان بمقدار ربع نقطة في عام 2019 مقارنة مع ثلاثة توقعها صناع السياسة. حيث لم تنجح بيانات النمو الأمريكي بالربع الثالث من تعزيز تلك المكاسب للدولار.
حيث أظهر التقديرات أن الإقتصاد الأمريكي حقق نمواً سنوياً بنسبة 3.5% على أساس ربع سنوي في الربع الثالث من عام 2018 متجاوزاً توقعات السوق عند 3.3%, ويتبع ذلك نمواً بنسبة 4.2% في الفترة السابقة التي كانت الأعلى منذ الربع الثالث من عام 2014.
- معدل النمو الأمريكي بالربع الثالث الأفضل مقارنة بالنسبة للأعوام الثالثة الماضية
كان رد فعل السوق هادئاً على الرغم من قوة الناتج المحلي الإجمالي الأفضل من التوقعات, وفي البداية تغيرت العائدات على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة قليلة حول 3.09٪.
إلا أن ضعف السوق في سوق الأسهم وضع ضغطاً هبوطياً على كل من العوائد والتوقعات لسياسة البنك الفدرالي بعد ساعة واحدة من التقرير, وإنخفض إحتمال رفع سعر الفائدة في ديسمبر إلى 67٪ من حوالي 75٪ في اليوم السابق قبل أن يستقر عند نسبة 70% حالياً.
النظرة الفنية
عزز الدولار من مكاسبه بالأسبوع الماضي عند أعلى مستوياته في 10 أسابيع, ونجح بإغلاق أسبوعي للمرة الأولى منذ أغسطس فوق مستويات 96.00, وعلى أساس تقني ما زال يتداول المؤشر ضمن نطاق إيجابي.
ذكرنا سابقاً أنه إذا ما نجح بإغلاق أسبوعي أعلى نسبة 50.0% مستويات فوبوناتشي إرتداده من قمة مارس 2017 حتى قاع فبراير 2018 قد يعزز بالزخم التصاعدي نحو 96.98 أعلى قمة في 2018, وبإختراقها قد يستهدف مؤشر الدولار مستوى 97.87 نسبة 61.8% تصحيح مستويات فوبوناتشي
- مؤشر الدولار الأمريكي يحافظ على تداولاته الأسبوعية أعلى مستوى 38.2% نسبة فوبوناتشي للمرة الأولى منذ أغسطس
بينما إذا عاد وفقد الدولار مكاسبه وتداول ما دون مستوى 96 مع إغلاق أسبوعي ما دونها قد قد يواجه السعر مسنوى دعم عند 95.50, وبإختراقها قد يختبر متوسط متحرك 100 عند 95.08. أما ما دون هذا المستوى سيواجه مستوى دعم عند 94.21 قاع 27 سبتمبر وقرب نسبة 38.2% إرتداد فوبوناتشي من قمة يناير 2017 حتى قاع فبراير 2018.
