مكتبة التداول

كيف سيؤثر قرار الفدرالي على الأسواق الناشئة؟

0

منذ بداية عمليات البيع في عام 2013 بدا أن السندات العالمية للدول الناشئة جذابة للغاية بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل, ولقد كانت هذه رحلة قوية لأصول الدول الناشئة هذا العام. حيث أدى التوتر التجاري المتزايد بين الولايات المتحدة والصين وإرتفاع الدولار إلى خفض الشهية للمراهنات على المخاطرة.

كما واصلت العملات والسندات الناشئة خسائرها خلال هذا الربع بسبب تأجيج المخاوف الإئتمانية في الأرجنتين والإضطرابات المالية في تركيا والمخاوف من العدوى. أيضاً زاد الدولار الأمريكي من حدة التوتر حيث إرتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له في أكثر من عام في الشهر الماضي وسط رهان على أن البنك الفيدرالي سوف يستمر في رفع أسعار الفائدة الأمريكية.

إذاً هل يستمر ذلك الضغط مع تحرك البنك الفدرالي برفع معدل الفائدة للمرة الثالثة؟

 

قد وضحنا بمقالتنا هذه بالأمس (الدولار يعزز من مكانته كملاذ آمن, والأسواق تترقب قرار الفدرالي غداً) بما يخص رفع البنك الفدرالي معدل الفائدة للمرة الثالثة خلال 2018 بإجتماع سبتمبر المقرر اليوم الأربعاء.

وفي الأجابة على ما يخص إستمرار الضغط على الأسواق الناشئة في الآونة الأخيرة يبدو إن الأسوأ ربما يكون قد إنتهى, وذلك بعد أن إرتفعت عائدات السندات الدولارية في الأسواق الناشئة بمقدار 75 نقطة أساس خلال الربع الثاني من هذا العام مما يمثل أكبر زيادة منذ الربع الثاني من عام 2013. أيضاً إرتفعت الأصول الناشئة بقوة الأسبوع الماضي, ونعتقد أن هذا يمثل بداية فترة من الإستقرار والأسواق المربوطة بالأسواق الناشئة.

  • عائدات السندات بالدولار في الأسواق الناشئة تحقق أفضل أداء لها في 5 سنوات بالربع الثاني

حيث هذا يؤكد الإرتفاع في شهية المستثمرين, وأرتفعت القيمة السوقية لأضخم صناديق الإستثمار المتداولة في البورصات الناشئة في الدول النامية إلى رقم قياسي في نهاية الأسبوع الماضي. أما تحرك اليوم من قبل البنك الفدرالي قد لا يكون له أثر كبير على الأسواق الناشئة كما حدث منذ بداية العام الجاري مع تحرك البنك الفدرالي لرفع الفائدة مرتين في النصف الأول بعام 2018.

حيث ساعدت إستجابات السياسة المتزايدة من البنوك المركزية في الإقتصادات الناشئة للتحرك ورفع معدلاتها للفائدة بما في ذلك إندونيسيا وروسيا وتركيا على التخفيف من عمليات البيع التي دفعت الأسهم والعملات إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام في وقت سابق من هذا الشهر.

قد أرتفع مؤشر عملات الأسواق الناشئة للأسبوع الثاني حتى الجمعة الماضية مستكملاً أفضل أداء أسبوعي له منذ فبراير, وإرتفع مؤشر بلومبرغ باركليز على السندات الحكومية بالعملة المحلية للأسواق الناشئة بمقدار 0.5% الأسبوع الماضي, وهو أكبر مقدار منذ مارس الماضي.

  • عملات الأسواق الناشئة تحقق أفضل أسبوعي لها في سبتمبر بعد التراجعات الحادة منذ بداية العام

مع ذلك, يتخذ صانعو السياسات الآسيوية خطوات لتعزيز الثقة, وقد حددت الهند أهدافاً لخفض واردات السلع بما في ذلك الإلكترونيات للحد من الطلب على الدولار ودعم الروبية. كما يتوقع الإقتصاديون بأن يتحرك بنك أندونسيا لتشديد السياسة النقدية في مراجعة يوم الخميس بعد رفع أسعار الفائدة بما مجموعه 1.25% منذ منتصف مايو لتستقر عند 5.50%.

في حين أن البعض يتوقع أن يكون الضغط على الأسواق الناشئة وعودة الإنخفاض في الأسواق الناشئة إذا ما تصاعدت الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة, والذي ظهر خلال اليومين الماضيين ما زال يشكل خطراً بالنسبة للكثيرين.

أيضاً مع إحتمالية محدودة لتحسن التوقعات الخاصة بالتجارة الدولية والتباطؤ المتوقع في الصين فإن الشهية لأصول الأسواق الناشئة ستكون ضعيفة في الأشهر القادمة كما يتوقع بعض الإقتصاديين.

كما كتب الإستراتيجيون في مورغان ستانلي بما فيهم جيمس لورد يوم الإثنين أنهم ما زالوا يعتقدون أن هذا لا يزال يمثل عالماً صعباً بالنسبة لـلأسواق الناشئة, ولكنهم قد عدلوا من تقيمهم ما يكفي في الوقت الحالي مع التحسن بعض الشئ بالفترة الماضية. قالت مورجان ستانلي إنها أصبحت محايدة في الأسواق المحلية والائتمانية.

حيث يزداد تعرضها للعملات ذات العائد المرتفع بما في ذلك العملات الموجودة في الأرجنتين وإندونيسيا وروسيا “لإبداء الإعجاب” وإزالة “عدم الإعجاب” بالبرازيل وفقًا للمذكرة.

بهذا نستنتج أن مديرون المحافظ الإستثمارية لا يندفعون إلى دفاتر شيكاتهم للتعرف على المنطقة سريعة النمو, وحتى مع إنخفاض العملات ذات العائد المرتفع. وكما نرى فإنهم يضعون أنفسهم أمام المزيد من توقع الضعف مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والدولار القوي المتوقع أن يظل موضوعاً مستمراً كملاذ آمن.

Leave A Reply

Your email address will not be published.