أسعار النفط تهوي بعد إلقاء الحرب التجارية بظلالها على سوق الطاقة

 

تراجعت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من سبعة أسابيع حيث طغى الخلاف التجاري المتصاعد بين أكبر الإقتصادات العالمية على إنخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية, وإنخفضت أسعار النفط أكثر من 3.2٪ تقريباً خلال جلسات أمس الأربعاء.

بعد أن كان النفط محصناً إلى حد كبير من النزاع التجاري المتصاعد إلا أن تطبيق التعريفات الأخيرة من جانب الصين على المنتجات البترولية الأمريكية يمثل تغيراً تدريجياً في سوق الطاقة. حيث شهدت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إنخفاض بمقدار 1.351 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 3 أغسطس 2018, وذلك بعد إرتفاع 3.803 مليون في الأسبوع السابق.

• معدل التغيير بمخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسابيع الماضية

حيث صرحت الصين إنها ستفرض رسوم إستيراد إضافية تبلغ 25٪ على سلع أمريكية بقيمة 16 مليار دولار, وبما فيها النفط والديزل. يأتي هذا رداً على التعريفات الأمريكية الجديدة على الواردات الصينية. كما أثرت بيانات الواردات الضعيفة من الصين وتراجع مخزونات النفط الأمريكية بشكل أقل من المتوقع. في حين توسع فائض البنزين لأول مرة منذ يونيو حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

هذا دفع بأسعار العقود الآجلة للنفط الخام بالتراجع كأكبر إنخفاض في أكثر من أسبوعين, ويتداول خام غرب تكساس الوسيط ما دون مستوى 67 دولاراً للبرميل خلال جلسات اليوم الخميس. أيضاً تم يتداول خام برنت لتسوية أكتوبر عند مستويات 72.20 دولار للبرميل, وذلك بعد أن إنخفضت الأسعار بمقدار 2.37 دولار تقريباً يوم أمس الأربعاء.

• إستهداف الصين بالتعريفات على واردات الطاقة الأمريكية تدفع بأسعار النفط الخام وبرنت للتراجع

كافحت  أسعار النفط للعودة إلى مستوى 70 دولار للبرميل هذا الشهر بعد التراجع من أعلى مستويات يونيو. حيث لم تظهر الولايات المتحدة والصين أي إشارة إلى التراجع عن قتال التجارة, وهذا أثار المخاوف بشأن النمو الإقتصادي العالمي. هذا دفع بالمستثمرون للتركيز على القضايا الجيوسياسية التي يواجهها السوق في الوقت الحالي, وخاصة التعريفات الصينية على البنزين والمنتجات المكررة بشكل عام التي يمكن أن تؤثر بالتأكيد على الأسعار على المدى القريب.

في غضون ذلك, يراقب المستثمرون عن كثب ما إذا كانت السعودية والمنتجون الآخرون سيزيدون إنتاجهم ليحلوا محل الخسائر المحتملة في الإمدادات من إيران, ومن المتوقع أن يفرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات على صادرات البلاد النفطية في نوفمبر.

الحرب التجارية مستمرة

كانت الولايات المتحدة قد أشارت إلى أنها مستعدة لإستئناف المفاوضات الرسمية مع الصين, ويجري ممثلون عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي محادثات خاصة في الوقت الذي يبحثون فيه عن سبل للإنخراط في المفاوضات بعد انهيار المحادثات الشهر الماضي.

على الرغم من أن الصين تسعى على فتح أسواقها لمزيد من المنافسة ووقف الإنتقام من إجراءات التجارة الأمريكية, وبالإضافة إلى تعهدها بمقاومة ذلك. إلا إنها تركت الصين الباب مفتوحاً لإستئناف المفاوضات كما إستبعد البيان أيضاً اللغة التي تم إستخدامه سابقاً للرد على إستخدام “نفس الحجم ونفس الكثافة” إتجاه الإجراءات التجارية الأمريكية.

في حين أن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض رسوم بنسبة 25% على واردات صينية إضافية بقيمة 16 مليار دولار في غضون أسبوعي في 23 أغسطس مما يزيد من حدة الحرب التجارية بين أكبر إقتصادين في العالم.

قالت إدارة ترامب يوم الأربعاء إنها تدرس زيادة التعريفة المقترحة على 200 مليار دولار من الواردات الصينية إلى 25٪ من 10٪ في محاولة لإجبار الصين على العودة إلى طاولة المفاوضات. طلب الرئيس دونالد ترامب من الممثل التجاري الأمريكي روبرت لفتايزر التفكير في رفع الرسوم, والتي يمكن تنفيذها في وقت مبكر من الشهر المقبل.

النظرة الفنية

بعد أن كافحت أسعار النفط الخام للعودة نحو مستويات 70 دولار للبرميل عادت وفقدت تلك المكاسب مع التصعيد بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بإستهداف سلع الطاقة.

حالياً ما زال يتداول النفط بنطاق القناة السعرية الصاعدة ويتداول فوق مستوى 66.67 فوبوناتشي 50.0%, وإذا ما نجح بإغلاق يومي دونها قد يدفع بالأسعار لإستهداف مستوى الدعم 65.80 قاع القناة الصاعدة. حيث إختراقها قد يضع المزيد من الضغط للتراجع وإستهداف مستوى الدعم 64.64 فوبوناتشي 61.8% ثم 64.05 متوسط متحرك 200 يوم.

• النفط الخام ما زال يتداول ضمن القناة السعرية الصاعدة بعد التراجعات الحادة (مؤشر زمني يومي)

بينما إذا ما عاد النفط وشهد إيجابية وحافظ على تداولاته أعلى 66.50 قد يعود السعر لإستهداف مستوى المقاومة الأولي 67.50, وإذا نجح بإختراقها قد يستهدف مستوى 68.25 متوسط متحرك 100 يوم ثم 68.81 متوسط متحرك 50 يوم.