مكتبة التداول

نهائي كأس العالم لمن الغلبة رياضياً وإقتصادياً ؟

0

ستتواجه كلاً من فرنسا وكرواتيا في المباراة النهائية بنهائيات كأس العالم يوم الأحد المقبل, وهي مباراة غير متوقعة تجمع بين واحدة من الدول المؤسسة للإتحاد الأوروبي ضد أحدث عضو مقبل في الإتحاد.

حيث مفاجأة كأس العالم لكرة القدم كرواتيا التي تضيء على منطقة اليورو كهدف قادم, ومن المتوقع أن يساند المشرعون رئيس البنك المركزي الموالي لليورو اليوم الجمعة مع سعي العضو الأحدث في الإتحاد الأوروبي إلى دخول غرفة إنتظار اليورو بحلول عام 2020.

تأثير كأس العالم إقتصادياً

لم يقرر بعد من هو أفضل في كرة القدم, ولكن من حيث التوقعات الإقتصادية خلال العام المقبل من الواضح جداً من هو الفائز. حيث ستحدد بطولة كأس العالم في روسيا لعام 2018 من يرفع كأس الذهب عيار 18 قيراط.

لكن من ناحية التوقعات الإقتصادية على المدى القريب فإن كرواتيا تتمتع بالميزة, ومن المتوقع أن ينمو الإقتصاد الكرواتي بنسبة 2.6% هذا العام و 2.5% في عام 2019 متقدمة على وتيرة النمو في فرنسا.

  • إستطلاعات النمو الإقتصادي تشير إلى غلبة النمو الكرواتي على الفرنسي خلال عام 2018 و 2019

على الرغم من تلك التقديرات الإقتصادية الإيجابية لصالح كرواتيا إلا أن الفرنسيين هم مجموعة أكثر سعادة حيث يحتلون المرتبة الثالثة والعشرين في تقرير السعادة العالمي مقارنة بالمركز الـ82 في كرواتيا.

  • تقرير السعادة العالمي في 2018 أظهر أن كرواتيا سجلت أدنى معدل في دول الإتحاد الأوروبي بعد أن تأهلت لكأس العالم

فهل يمكن أن يؤدي فوز كرواتيا في كأس العالم لأول مرة برفع معدل السعادة بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 4.2 مليون نسمة فإن كرواتيا ناجحة بشكل مذهل في الرياضة, وإلى جانب كرة القدم فهي أيضاً تضم فرق كرة الطائرة متقدمة في كرة اليد وكرة الماء وكرة السلة كما أن لاعبي التنس الكرواتيين جزء من النخبة العالمية.

فرنسا

  • إحتفال صامويل أومتيتي الفرنسي بهدف التأهل للنهائي

أن التأثير الذي يترقبه المستثمرون هو الوضع السياسي أولاً, والذي قد يكون له أثاره الإقتصادية المستقبلية مع توجهات الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون حيث إن 70٪ من الفرنسيين يعتقدون أن فرنسا في حالة تراجع في ظل إدارته, وإنخفضت الثقة في الرئيس الفرنسي عشر نقاط.

حيث إنتخب الفرنسيون قائداً معولاً ورفض كره الأجانب في مارين لوبان, ولكن من الجدير بالذكر أنه من بين ناخبيه أشار الثلثين إلى أنهم إختاروه أكثر من غيره  من منطلق إعتقادهم في أفكاره.

قد تكون الأشهر المقبلة أكثر تعقيداً بالنسبة لحزبه حيث أن الإصلاحات المقبلة مثيرة للإنقسام خاصة بين السكان الفرنسيين. على الرغم من أن الرأي يؤيد بشكل واضح تخفيض الإنفاق العام إلا أن لا أحد يوافق على مكان تنفيذ التخفيضات, وهي فعلياً مطلوبة إذا كان سيحدد أهداف ميزانية فرنسا.

وعلاوة على ذلك, وعد ماكرون بإصلاح نموذج الإستحقاقات لجعله أكثر فعالية في مكافحة الفقر وتشجيع العمالة. بما أن الفرنسيين مرتبطون بشدة بنظامهم السخي م الضمان الاجتماعي. فإن هذه التغييرات قد تكون صعبة حتى أن حزب اليمين كان يفتقر إلى الشجاعة لإجراء تغييرات في هذا المجال.

سيكون على ماكرون أيضاً الدفاع عن موقفه المؤيد لأوروبا, ويشعر العديد من الفرنسيين بالإحباط بسبب عدم قدرة الإتحاد الأوروبي على حل أزمة المهاجرين. بعد أن أظهرت إنتخابات إيطاليا أن العصيان الشعبوي له تأثير ووضع قدمه, وربما أيضاً لم تثبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهي الآن أضعف. فالأن الشريك ماكرون يحتاج إلى تنفيذ الإصلاحات الأوسع للإتحاد الأوروبي التي وعد بها.

  • إيمانويل ماكرون سعيد بهدف فرنسا على بلجيكا بنصف النهائي

إذا ما فازت فرنسا بكأس العالم فإن ماكرون يمكن أن تستمتع بإيجاز في المجد المنعكسي للفريق الذي يأتي العديد من لاعبيه من أسر مهاجرة, والتي جاءت في قمة الرياضة التي تجمع بين الفرنسية من جميع الخلفيات. لكنه سيحتاج إلى تسجيل بعض الأهداف الخاصة به, وقريباً قد يتحول عامل الإحساس الجيد إلى المزيد من الدعم الدائم.

في هذه الأثناء أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيحضر إجتماعاً هاماً في روسيا يوم الأحد, وهو ليس حول الإقتصاد ولا حول الأمن الجماعي بل حول الرياضة في المباراة النهائية بكأس العالم بين فرنسا وكرواتيا.

كرواتيا

  • إحتفال ماريو ماندزوكيتش الكرواتي بهدف التأهل للنهائي

إن كرواتيا تتحلى بالثقة ويرى قادتها أن الوقت قد حان لأحدث عضو في الإتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوة على المسرح العالمي. كذلك بدأ إجتماع وزاري في زغرب يوم الخميس الماضي مع كل وزير يرتدي بفخر قميص فريق كرة القدم الوطني في الإحتفال بالفوز 2-1 على كأس العالم على إنجلترا.

بينما بعد أن إنضمت كرواتيا إلى مجموعة النخبة من الدول التي وصلت إلى نهائي بكأس العالم للمرة الأولى بتاريخها. كرواتيا أصبح لديها نادي آخر في نظرها وهو منطقة اليورو, ومن المقرر أن يتخذ خطوة هامة نحو هذا الهدف اليوم الجمعة بتأكيد محافظ البنك المركزي الموالي لأوروبا.

وكرواتيا أكدت التزامها هذا الأسبوع مع ترشيح بوريس فوجيتش للبقاء المسؤول عن البنك المركزي, ويواجه تصويتاً للتأكيد في البرلمان اليوم الجمعة. كما أصبح مسؤولو الإتحاد الأوروبي أكثر حذراً بشأن توسيع منطقة اليورو في أعقاب فضائح غسل الأموال في أماكن مثل لاتفيا وإستونيا.

على الرغم من أنه لم يحدث إنفجار كبير في قطاعها المصرفي المملوك بشكل أجنبي إلا أن أكبر شركة في كرواتيا “أغروكور” قد تفككت في العام الماضي مما أدى إلى إهتزاز المقرضين وتسبب في إستقالة نائب رئيس الوزراء.

إذاً في ملعب كرة القدم يقع المجد الأخير على بعد خطوة واحدة فقط, وقد أدى تدشين الفريق المفاجئ بالفعل إلى تعزيز الإقتصاد المدفوع بالسياحة مع إرتفاع مبيعات البيرة وأجهزة التلفزيون. أيضاً قد لا يكون تبديل العملة كذلك بعيداً جداً حيث إستخدم اليورو بالفعل على نطاق واسع في عمليات التوفير, ولحساب بنود التكلفة من السيارات إلى الشقق.

تأثير كأس العالم رياضياً

مع إنتهاء 62 مباراة وإثنين مرتقبين وصلت كأس العالم ذروتها, وستواجه فرنسا وكرواتيا المباراة النهائية يوم الأحد بعد يوم من منافسة منتخبي بلجيكا وإنجلترا على المركز الثالث يوم السبت. حيث تُعد مباريات نهاية الأسبوع تتويجاً لمباريات كرة القدم التي إستمرت لمدة شهر , والتي أثارت إعجاب المشجعين على مستوى العالم في دراماتيكية اللحظة الأخيرة بينما تسببت في إزعاج الكثير وجديد التحكيم بالفيديو وتعادل واحد فقط بدون أهداف.

تمتعت روسيا المضيفة بإنقلاب في العلاقات العامة ناهيك عن تحول مثير وغير متوقع من قبل الفريق المضيف حيث إحتشد مئات الآلاف من المشجعين الأجانب في الشوارع في إحتفالات ملوّنة.

وأنفقت حكومة فلاديمير بوتين 683 مليار روبل (11 مليار دولار) على الإستعدادات, والكثير منها في الملاعب الجديدة والبنية التحتية للنقل. علاوة على ذلك, سيكون التأثير الإقتصادي “محدود للغاية”. لأن معظم الملاعب الـ12 في مناطق مثل يكاترينبورغ في جبال الأورال, ومن غير المرجح أن تجتذب السياح بمرور الوقت حسبما صرحت وكالة موديز لخدمات المستثمرين قبل البطولة.

السؤال هو من سيفوز باللعبة؟

يسعى الفرنسيون للحصول على لقب عالمي ثاني بينما بالنسبة إلى كرواتيا هي الأولى, ولم تخسر فرنسا أبداً أمام كرواتيا حيث فازت ثلاث مرات (بما في ذلك الدور قبل النهائي لكأس العالم 1998). أيضاً تتمتع فرنسا بسجل أفضل في كأس العالم ومجموعة أكبر من الشبان, ولكنهم أكثر بجزئية قليلاً من الحلم والرغبة بتسجيل تاريخي مثل نظرائهم الكرواتيين.

إلا أن فرنسا هي المرشح المفضل لدى المراهنات للفوز كما يقدم تحليل جولدمان ساكس بفرصة 63%. بينما قبل البطولة توقع نموذج جولدمان أن البرازيل ستكون البطل الأمر الذي لم ينجح بشكل جيد, ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن إختيارهم الثاني في ذلك الوقت كان فرنسا.

على الطريق إلى النهائي ستواجه فرنسا وكرواتيا المباراة النهائية لنهائيات كأس العالم يوم الأحد المقبل, وأحرزت فرنسا 10 أهداف وإستقبلت أربعة أهداف. فيما تقدمت كرواتيا على أهدافها وسجلت 12 هدفاً لكنها إستقبلت خمس كرات فقط.

لكن على الرغم من الإستنتاجات والتوقعات والمراهنات إلا أن كرة القدم كما نعلم هي “أهداف” فلنترقب من سيسجل وينتصر ولنستمتع باللحظات الأخيرة بالبطولة العالمية التي ينتظرها عشاق كرة القدم كل أربع سنوات.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.