مكتبة التداول

موجة بيع عالمية مع تصاعد مخاطر الحرب التجارية

0

لم يعد الحديث عن الحرب التجارية شيئاً جديداً بالنسبة للمستثمرين في عام 2018, ولكن الشعور بأن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يتصاعد هو عنصر هام يسيطرة على الأسواق. تأتي التحركات الحمائية في وقت كان فيه الكثيرون قد أعربوا بالفعل عن قلقهم إزاء زخم النمو العالمي, والذي يجب أن يتعامل أيضاً مع تشديد السياسة النقدية الأمريكية وسرعة التحفيز الأوروبي.

مع تزايد الخلاف التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم الولايات المحدة والصين, وقد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فرض رسوم جمركية على المزيد من البضائع الصينية لتهدد في المقابل الصين بالقيام بالإنتقام. تلك الحمائية قد أثرت على السلع والسلع المرتبطة بالعملات, والتي تراجعت في جميع الأسواق في حين إرتفعت العملات الآمنة بما فيها الين والذهب وسندات الخزانة.

أيضاً تراجعت الأسهم حول العالم, وأنخفضت الأسهم الأوروبية في اليوم الثاني لجلسات هذا الأسبوع وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية متتبعاً الخسائر في جميع أنحاء آسيا حيث إنخفضت الأسهم الصينية بعد إعادة فتحها بعد العطلة.

من جهة أخرى, فإن الأسواق الناشئة كانت في حالة إضطراب بسبب إنعكاسات محتملة للحرب التجارية على المستثمرين, وهبطت أسهم الدول النامية وتراجعت العملات. حيث نخفض مؤشر MSCI للأسواق الناشئة 2% ليصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثمانية أشهر مع إنخفاضه الخامس على التوالي وأكبر تراجع في أكثر من 12 أسبوعاً.

  • الفجوة التجارية الأمريكية مع الصين تفوق عجزها مع الشركاء التجاريين الآخرين

قد زات الحمائية حيث تحركت الدولتان إلى حافة حرب تجارية يوم الجمعة بعد أن أعلنت إدارة ترامب أن التعريفات الجديدة على الواردات سوف تدخل حيز التنفيذ إعتباراً من 6 يوليو, وسيتم فرض تعريفة بنسبة 25٪ على 34 مليار دولار من واردات السلع مع فرض رسوم أخرى على 16 مليار دولار أخرى في واردات قيد النظر.

ورداً على ذلك قالت الصين إنها ستفرض رسوم جمركية بنفس الحجم على البضائع القادمة من الولايات المتحدة مضيفة أن جميع الإلتزامات التجارية التي تم التعهد بها خلال الأسابيع الماضية من المفاوضات غير مطروحة الآن. فيما أمر ترامب بتحديد 200 مليار دولار من الواردات الصينية مقابل رسوم إضافية بنسبة 10٪ – مع 200 مليار أخرى بعد ذلك إذا قامت بكين بالرد. في حين أن التعريفة الجمركية التي بلغت 50 مليار دولار والتي تم الإعلان عنها يوم الجمعة كانت بشكل أساسي على السلع الصناعية فإن التحرك الأوسع سيؤدي إلى رفع أسعار الألعاب والأدوات والقمصان والكثير من المتسوقين الأمريكيين.

أما السيناريو الأسوأ على المدى الطويل, هناك أيضاً إجراءات مثل بيع مخزوناتها الضخمة من سندات الخزانة الأمريكية أو تخفيض قيمة اليوان, وهي تحركات من شأنها أن ترسل موجات صادمة من خلال الأسواق العالمية. حيث تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستكون واسعة النطاق مما سيؤدي إلى إصابة العديد من البلدان الآسيوية التي تشكل جزءاً من سلسلة إمدادات التصنيع في الصين في قطاعات مثل المنتجات الكهربائية والإلكترونية.

هناك أيضاً مخاطر بالنسبة للإقتصاد الأمريكي, وإذا ما تم تطبيق التعريفات فستعني التعريفات أن كمية كبيرة من السلع الصينية المستوردة ستتعرض للتعريفات الجديدة مما قد يؤدي إلى إرتفاع أسعار السلع المستوردة والتي تأتر على معنويات المستهلكين والضغط على التضخم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.