مكتبة التداول

ماذا في لقاء ترامب وكيم ؟

0

على الصعيد السياسي والإقتصادي يترقب العالم لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قمتهما التاريخية يوم غد الثلاثاء في سنغافورة, وهو إجتماع يمكن أن يؤدي إلى السلام بين الدول التي دخلت حرباً من الناحية الفنية منذ 68 عاماً. يأتي هذا اللقاء بعد تصاعد حدة التصريحات والتهديدات ما بين البلدين بعد تولي الرئيس الأمريكي ولايته الرئاسية في 2016.

حيث رفع الرئيس الأمريكي بحدة تصريحاته في كثير من المناسبات بإتجاه كوريا الشمالية وحاكمها كيم جونغ بمما دفع بكوريا الشمالية  للتهديد بضربة نووية إذا حاولت الولايات المتحدة إزالة كيم جونغ. وأظهر كيم جونغ للعالم مراراً وتكراراً طوال عام 2017 أن قدراته الصاروخية الباليستية العابرة للقارات كانت أكثر تقدماً مما كان يُعتقد سابقاً, وأعلن كيم في أواخر العام الماضي أن بلاده حصلت على القدرة على ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي. ووصل بالقادة في عام 2018 بمقارنة أحجام الأزرار النووية الخاصة بكل منهم. من هنا تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدعم من الصين عقوبات جديدة في نهاية المطاف, وبما في ذلك فرض قيود على بيع النفط الخام للنظام والمنتجات البترولية المكررة إلى كوريا الشمالية.

خطوات إنفراج ملموسة

لكن في شهر مارس الماضي أرسلت كوريا الجنوبية اثنين من المسؤولين إلى كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ سنوات, وعندما زار مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية البيت الأبيض جاء برسالة “مفاجئة” أن كوريا الشمالية أرادت التحدث إلى الولايات المتحدة وتعهدت بعقد محادثات مع الولايات المتحدة للحد من التجارب النووية والصواريخ. أيضاً في مارس أتى الرد من الولايات المتحدة الأمريكية ويفاجأ ترامب العالم بموافقته على مقابلة الرئيس كيم جونغ بعد أن أخبره مسؤولون كوريون جنوبيون أن كوريا الشمالية ستعلق تجارب الصواريخ والنووية, وتتسامح مع التدريبات العسكرية الأمريكية وتتحرك نحو نزع الأسلحة النووية.

هنا بدأت مبادرة من الرئيس كيم جونغ عندما أطلقت كوريا الشمالية سراح ثلاثة أمريكيين إحتجزهم النظام في مايو مما أشار أن القمة كانت تلوح في الأفق. حيث قضت فرق متقدمة من كوريا الشمالية والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة في سنغافورة بعد تبنيها لهذا اللقاء و تفاوض الطرفين على كل شيء من الفنادق الرئاسية إلى جداول المقاعد ووجبات الغداء خلال القمة, أشارت التقارير أن تكلفة هذا اللقاء تقدر بمبلغ 20 مليون دولار.

هذا كان له تأثير جيوسياسي كبير على الأسواق العالمية مما زاد مخاوف المستثمرين بالسابق, ولكن عادت الأسواق للإستقرار مع تأكد اللقاء بين الرئيسين. في حين ظل المستثمرون يدفعون مقابل التحوط ضد تقلبات الأسهم الكورية الجنوبية قبل الإجتماع التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكوريا الشمالية الزعيم الأعلى كيم جونغ أون. حيث إرتفعت تكلفة عقود الخيارات على الصناديق المتداولة في البورصة الأمريكية المدرجة, والتي تتبعت الأسهم الكورية الجنوبية إلى أعلى مستوى لها منذ ديسمبر. بينما سحب المستثمرون أكبر قدر من المال في ثلاثة أشهر من صندوق الأسهم الكورية الأسبوع الماضي.

  • إرتفاع تكلفة عقود الخيارات كوريا الشمالية (iShares MSCI South Korea) مقارنة بالنسبة للأمريكية (PDR S&P 500 SPY)

ماذا يريد دونالد ترامب؟

هدف ترامب هو تخليص الولايات المتحدة والعالم من التهديدات التي تشكلها أسلحة الدمار الشامل الكورية وبرامج الصواريخ البالستية, وفي تصريح لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين في 7 يونيو. أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء انتشار أسلحة كوريا الشمالية والبنية التحتية الداعمة لبرنامجها النووي, وسوف ترغب في معالجة تلك القضايا كجزء من أي صفقة. حيث يطالب الرئيس ترامب بالتوصل إلى نزع سلاح نووي كامل, وهذا يعتبر المعيار الذهبي بين خبراء الحد من التسلح. أيضاً قال الرئيس ترامب إنه سيثير قضية مواطنين يابانيين إختطفتهم كوريا الشمالية بعد أن قام رئيس الوزراء الياباني شينزو أبيلوبيد بزيارته في إجتماع عقد في واشنطن يوم الخميس الماضي.

ماذا يريد كيم جونغ أون؟

من المرجح أن يكون كيم جونغ حريصاً على التوصل إلى إتفاق يخفف العقوبات ويضع حداً للحرب الكورية مع السماح له بالإحتفاظ بجزء من ترسانته النووية على الأقل. أو قد يدفع بإتجاه نزع السلاح النووي الكامل, والذي يتضمن إزالة المظلة النووية الأمريكية في شمال شرق آسيا التي تحمي الحلفاء كوريا الجنوبية واليابان. مع ذلك, من المرجح أن يتطلب أي إتفاق تأكيدات بأن كيم يمكنه الإحتفاظ بقبضته على السلطة حتى بدون أسلحة نووية, وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي في الشهر الماضي إن كيم يشعر بالقلق من أنه لا يمكن أن يثق في الولايات المتحدة لضمان أمنه إذا تخلى عن أسلحته النووية. حيث تسعى كوريا الشمالية إلى ضمان أمني يتضمن معاهدة سلام تنهي الحرب الكورية رسمياً, وإزالة المظلة النووية الأمريكية التي تحمي الحلفاء كوريا الجنوبية واليابان.

ما مدى إحتمالية وجود إتفاق ؟

أن الخبراء يشككون, وأنه في أحسن الأحوال يمكن أن يقدم الإجتماع خريطة طريق للمحادثات المستقبلية, وكل جولة تتطلب مفاوضات صعبة ومعقدة. الأهم من ذلك, بعضهم يعتقد أن كيم جونغ على إستعداد للتخلي عن الأسلحة النووية التي تعزز قبضته على السلطة. وإذا حدث ذلك قد يزيد من تعقيد المهمة التي تنتظر الرئيس ترامب يقول ترامب فإنه يريد أي صفقة في نهاية المطاف للحصول على موافقة الكونجرس, وتوفير المزيد من الضمانات لكيم جونغ وتقليل المخاطر التي قد تواجهها الإدارة الأمريكية المستقبلية من أي إتفاق يوقعه. بهذه الفرصة التاريخة يكتب لترامب إمكانية توقيع إتفاق سلام رسمي لإنهاء الحرب الكورية بعد 65 سنة من وقف الهدنة للقتال العسكري. مع ذلك, لا تزال الفجوة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية شاسعة حيث يسعى الرئيس كيم جونغ أون للحصول على ضمانات أمنية وتخفيف العقوبات الإقتصادية. بينما يريد الرئيس دونالد ترامب تفكيك الترسانة النووية بالكامل, وبالتالي التخلي عن البند الحقيقي والوحيد للردع والمساومة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.