مكتبة التداول

تراجع النفط من 80 دولار للبرميل, هل يعتبر مجرد تصحيح ؟

0

بعد القفزة التي شهدتها أسعار خام برنت فوق 80 دولاراً للبرميل وأسعار الخام الآجلة فوق 72.80 هذا الشهر كأعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات بسبب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والإضطرابات في فنزويلا وأيران التي أثارت مخاوف بشأن تعطل الامدادات. على الرغم من إرتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام, وذلك مع نجاح منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في التخلص من وفرة النفط وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

 

حيث تراجع النفط من أعلى سعر بعد الزيادات المفاجئة في مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة. شهدت عقود النفط الخام الآجلة إنخفاض بنسبة 0.5 % في نيويورك يوم الأربعاء, وذلك بعد أن إرتفع الفائض بمخزونات النفط الخام في أكبر إقتصاد في العالم بمقدار 5.80 مليون برميل الأسبوع الماضي من المقدار المتراجع بالأسبوع الذي قبله عند مقدار 1.4 مليون برميل وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

أيضاً إنخفضت عقود نفط خام WTI الآجلة يوم الخميس أكثر من 1.5%, وتوسع هذا الإنخفاض خلال تداولات اليوم الجمعة لتتراجع عقود نفط خام WTI الآجلة بما يزيد عن 2% كأكبر إنخفاض في يوم واحد منذ 8 مايو. مع ذلك يتوسع يتوسع الإنتكاس من أعلى مستوى في 3 سنوات وبمقدار أكثر من 2.9% تقريباً خلال هذا الأسبوع من مقدار إرتفاع منذ بداية 2018 بما يقارب 14%.

  • أسعار النفط الخام تتراجع من أعلى  مستوياتها في أكثر من 3 سنوات لليوم الرابع على التوالي

الأحداث الجيوسياسية

قد تتطرق روسيا ومنتجي النفط بأوبك لإحتمال تخفيض محدود بالإنتاج في الوقت الذي تضخ فيه حفارات الصخر الزيتي الأمريكية كميات قياسية من الخام. مع ذلك, فإن التهديد المزدوج لتوقف العرض عن إيران وفنزويلا والذان يمثلان معاً حوالي 14% من إنتاج أوبك مما قد يعيقان أي إنخفاض حاد في الأسعار. في حين أن فنزويلا وأنغولا والمكسيك تتخبط بشكل لا إرادي بسبب تراجع حقولها النفطية. كما تأثرت إيران ثالث أكبر منتج بأوبك بفرض عقوبات أمريكية متجددة يمكن أن تحد من صادراتها النفطية في وقت لاحق من هذا العام, وكذلك في فنزويلا بعد طرد كبار دبلوماسيي البلدين بعد أن فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات في أعقاب إنتخابات متنازع عليها في دولة أمريكا اللاتينية.

محاداثات روسيا والسعودية

قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في مقابلة في وقت مبكراليوم الجمعة في سان بطرسبرج في روسيا بعد لقاء نظيره الكسندر نوفاك أن روسيا والمملكة العربية السعودية تشتركان في رأي مشترك بشأن “قلق الدول المستهلكة ومخاوفها من نقص محتمل في الإمدادات, وقال الفالح “سنضمن بقاء السوق في مساره نحو إعادة التوازن, ولكن في الوقت ذاته لن نقوم بالإفراط في تصحيحه”.

أضاف أيضاً إنه في حين أن تقليص أغطية الإمدادات “مطروح على الطاولة” فإنه لم يتم إتخاذ أي قرار. فيما صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في سانت بطرسبرج إن روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك سيناقشان ما إذا كان من المناسب تقليص خفض الإنتاج, وأن روسيا والمملكة العربية السعودية يتفقان على أن شروط السوق ستفرض أي قرار.

بهذا يكون ناقش منظمة أوبك وروسيا وحلفاؤها خطة لزيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2016 حسبما أفاد المطلعين على النقاشات الدائرة لتستجيب بذلك للأسعار المرتفعة التي جعلت المستهلكين قلقين. إذاً إذا ما حدث ستعيد الحالة الأولى فقط كمية محدودة من المعروض لأسواق النفط وخاصة من المملكة العربية السعودية, والثاني قد يسمح للمجموعة بزيادة الإنتاج بدرجة أكبر حيث عوض الأعضاء الآخرون خسائر إنهيار صناعة النفط في فنزويلا.

فيما أشار أحد المطلعون أن منتجي النفط يناقشون زيادة تتراوح بين 300 ألف برميل يومياً عند الحد الأدنى بدعم من المنتجين الخليجيين بمن فيهم المملكة العربية السعودية وزيادة أكبر بنحو 800 ألف برميل يومياً تفضلها روسيا.

  • أوبك كانت تخفض إنتاج النفط للقضاء على وفرة المعروض

مخاوف المستهلكين

يظهر الإقتراح الذي يتعين إستكماله في إجتماعهم المقبل في يونيو حزيران أن كبار منتجي النفط يستجيبون لمخاوف المستهلكين بشأن تأثير أسعار الخام قرب 80 دولاراً للبرميل. حيث صرحت بالأسبوع الماضي وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول المستهلكة الرئيسية إن وفرة المعروض قد ولت وأن الأسعار المرتفعة بدأت تؤذي الطلب. كما حدث في الماضي, عندما كانت أسعار النفط تقترب من 100 دولار للبرميل أو أعلى منها فقد جلبت ضغوطاً سياسية كبيرة من الدول المستهلكة.

 

فيما عارض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووجه غضبه ضد أوبك الشهر الماضي في تغريدة على تويتر “أن أسعار النفط مرتفعة بشكل مصطنع! لن تكون جيدة ولن يتم قبولها!”, وحث الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بقيادة تشاك شومر الرئيس دونالد ترامب على “الوقوف في وجه أوبك” ودفع المجموعة إلى خفض أسعار النفط . على المقابل كانت كان أسعار خام برنت تغازل السعر المرغوب فيه من المملكة العربية السعودية وهو نحو 80 دولاراً للبرميل خلال معظم هذا الشهر.

النظرة الفنية

إذا ما نجحت النقاشات الدائرة حول زيادة الإنتاج, ونجح سعر النفط الخام بالتداول ما دون 68.80 سيدفع بالسعر للمزيد من التراجع نحو مستويات الدعم عند 66.50 وبإختراقها سيسهدف السعر مستويات 64.55. بينما إذا ما فشلت المحادثات وعاد السعر للتداول فوق مستوى 70.80 قد يعود السعر لإستهداف أعلى مستويات حققها هذا العام عند 72.90, وإذا نجح بالتداول أعلاها سيكون الهدف التالي للأسعار عند 75.00 دولار للبرميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.