مكتبة التداول

شهدت الأسهم الأمريكية أسوأ أداء بالربع الاول منذ أكثر من عامين , أين تتجه الأن ؟

0

أغلقت وول ستريت الخميس الماضي في يوم التداول الأخير من الربع الأول على إرتفاع يومي وسط إنتعاش في أسهم التكنولوجيا, ومع إغلاق معظم الأسواق الرئيسية حول العالم يوم الجمعة خلال بداية عيد الفصح.  كانت عطلة الاسواق مصدر إرتياح للعديد من المستثمرين بعد بداية بطيئة للسنة التي تراجعت فيها المكاسب العالمية في الأسهم بسبب حالة من التذبذب في فبراير وهبوط في قطاع التكنولوجيا في الأيام الأخيرة. حيث أغلقت معظم الأسواق العالمية يوم الجمعة كما سيستمر اغلاق العديد من البنوك الأوروبية اليوم الإثنين.

شهدت إغلاقات مؤشرات الأسهم الأمريكية بنهاية تداولات الشهر الماضي إرتفاع طفيف للمؤشر الأسبوعي ليختتم كلاً منهم تداولاته على المدى اليومي على ارتفاعات محدودة , مؤشر داو جونز ارتفع بمقدار 292 نقطة أو 1.23٪ أضاف أيضاً مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مقدار 37 نقطة أو 1.41٪ فيما أغلق مؤشر ناسداك على إرتفاع 115 نقطة أو 1.78٪, وتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أقل من 2.75% بعد أن أظهرت البيانات أن إنفاق المستهلك الأمريكي كان متخلفاً وراء نمو الدخل للشهر الثاني في فبراير فيما أستقر الدولار بالقرب من أقل مستوياته منذ أكثر من عامين. مع ذلك وعلى مدى عامين شعر المتداولون بالتفاؤل في أسواق الأسهم العالمية مع تحقيق مؤشرات الأسهم مستويات تاريخية مرتفعة على أثار التحسن بشأن التخفيضات الضريبية المقررة من إدارة الرئيس دونالد ترامب لتدفع التدفقات غير المسبوقة إلى صناديق الأسهم الأمريكية في يناير حيث قفز مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بأكبر قدر في 22 شهراً, وإنتهت تلك الحقبة مع نهاية مارس في حالة من الإضطراب حيث هبطت الأسهم في أول تصحيح منذ أوائل عام 2016 وتضاعفت التقلبات تقريباً من المستويات الاعلى تاريخياً على مدى الأشهر الثلاثة الماضية مع تراجع مؤشر داو جونز ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 على أول خسارة فصلية في عامين ونصف.

  • ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر الداو جونز يسجلان أول تراجع ربع سنوي منذ 2015

وبحلول نهاية الربع إنخفضت المؤشرات نحو أدنى مستوياتها بما يقدر بنسبة 10% تقريباً من مستوى الصعود على مدى عامين ليشهد كلاً من مؤشر داو جونز هبوط تقريباً بنسبة 7.8%, ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7.8%, ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 5.3%, وإنخفضت أسعار الأسهم الصغيرة بنسبة 0.4% حيث كان أسوأ إمتداد في سنة على الأقل .

  • توضيح لنسب التصحيح لمؤشرات الأسهم الأمريكية بما يقدر 10% تقريباً

تأتي تلك التراجعات الحادة بعد أن فشلت مسيرة تهدئة الأعصاب وسط التغييرات في البيت الأبيض, والخلاف التجاري مع الصين وتراجع في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة بسبب القلق من تشديد الرقابة التنظيمية بعد إنكشاف بعض التقنيات السيئة التي ضربت كلاً من Facebook و Netflix و Tesla أي الأسهم الشعبية التي أصبحت الآن سيئة! وأدت تلك الأحداث لتراجعات كبيرة التي على أثرها أدت لمحو 2 تريليون دولار من أرباح أسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

  • التراجعات بالربع الأول خلال 2018 أدت إلى محو 2 تريليون دولار من أرباح الأسهم الأمريكية

يبقى أن نرى كم من الوقت سوف تستمر المخاوف الفنية ولكن مصدر التقلبات الذي من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة هو القلق من الحرب التجارية ما بين الصين والولايات المتحدة أيضاً مع إرتفاع أسعار الفائدة. حيث ساعدت الحوافز التي أقرها البنك الإحتياطي الفيدرالي لتنشيط الإقتصاد بعد الأزمة المالية في إرتفاع سوق الأسهم لأكثر من تسع سنوات. في حين كان رفع سعر الفائدة بالشهر السابق متوقعاً على نطاق واسع إلا أن القلق أخذ في الإرتفاع بشأن عدد المرات الأخرى التي سيتم الإعلان عنها هذا العام. حيث شهد مؤشر المخاوف VIX أكبر زيادة فصلية له منذ عام 2011 كما أن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018 هي الأكثر تذبذباً على الإطلاق.

  • مؤشر المخاوف VIX يقفز بنسبة 81% خلال الربع الأول العام الجاري من أقل مستوياته التاريخية

يواجه السوق الكثير من التحديات حيث التقييمات مرتفعة والسيولة المالية تتقلص والمفاجآت الإقتصادية تتضاعف والثقة في المستثمرين تصاعدية للغاية والعوائد ترتفع, وتشديد السياسة من الإحتياطي الفيدرالي أمر سيء والحروب التجارية سيئة. كما من المرجح أن يظهر الربع الأول أداء فاتر عند صدور بياناته في نهاية شهر أبريل, ومع بداية الربع الجديد يصبح التوسع الإقتصادي الحالي بطيء ولكن ثابت كثاني أطول فترة في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وسوف يدخل التوسع في الربع 36 متجاوزاً المدى الذي أمتد ما بين 1961-1969, وإذا وصلت إلى اعلى من  40 فإن الوتيرة المعتدلة للنمو المتسارع في الدورة الحالية تجعل الإقتصاد متوازناً بشكل جيد وبالتالي فهو في وضع جيد يسمح له بتوسيع نطاقه. حيث إن النهج التدريجي الذي يتبعه البنك الإحتياطي الفيدرالي في رفع نسبة الفائدة ينبغي أن يساعد في ضمان مثل هذه النتيجة. و الأرباح من المرجح أن تعطي المتداولين بعض الثقة مع موسم التقارير المقرر أن يبدأ في أبريل, وسوف يلقي المستثمرون نظرة أولية على الفائدة من التخفيضات الضريبية لإدارة ترامب, وآخر التقديرات تشير أن أرباح ستاندارد آند بورز 500 قد ترتفع بنسبة 17%.

Leave A Reply

Your email address will not be published.