مكتبة التداول

ضعوا اللوم على ترامب في ما لو حصل أي شيء سيء

0

منذ بداية تعاملات الاسبوع الجاري وحتى اللحظة, تقوم كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الاميركية بتهديد بعضهما البعض في كل ساعة تقريباً, وكما هي العادة, مع ارتفاع التوترات الجيوسياسية, فان الاسواق وحدها تدفع الثمن غالياً.

كلمتين اثنتين كانتا كفيلة بأن تهز الاسواق العالمية بما فيها الاسواق الاميركية والاوروبية والاسيوية ايضاً. بالاضافة الى ذلك, فقد كانت الكلمتين ايضاً كافيتين لترفع اصول الملاذ الامن بشكل كبير نحو الاعلى.

إن لم أكن مخطئ, فهذه اول مرة نسمع تهديداً صارخاً بهذه الطريقة من رئيس اميركي لأي دولة عندا قال ” سنقوم بالرد بالنار والغضب” وكانت هذه الكلمات عبارة عن تهديد واضح وصريح.

في المقابل, ردت كوريا الجنوبية على ترامب ببعض الكلمات ومنها “ترامب عبارة عن كتلة غير منطقية” وفي نفس الوقت, ذكرت انها لن تقوم بتجاذب الحديث والتصريحات على ترامب, بينما ستقوم في اغسطس الجاري بالهجوم على قاعدة جوام.

كل هذه الامور والاحداث ستكون الداعم الرسمي لتحرك الاسواق العالمية في شتى الاتجاهات خلال الايام والاسابيع والاشهر المقبلة.

ارتفاع اصول الملاذ الآمن له معنى كبير

خلال تعاملات الاسبوع الماضي, انخفضت اسعار الاصول الامنة بشكل كبير, وذلك بعد تقرير الوظائف الاميركي الذي اتى بأفضل من التوقعات بكثير, وهو ما رفع من توقعات الاسواق بأن يقوم الفدرالي الاميركي برفع اسعار الفائدة. الذهب فقد اكثر من 1% في ذلك الوقت والفضة فقدت أكثر من 3%.

يوم الاثنين الماضي, الامور اختلفت تماماً, حيث وعندما قال ترامب الكلمتين “النار والغضب”, ارتفعت اسعار الذهب بأكثر من 2% بينما اضافت الفضة اكثر من 5% حتى لحظة كتابة هذا التقرير. الذهب حالياً اخترق مستويات 1280 دولار صعوداً, بينما الفضة تتداول قرب مستويات 17.20.

وفي نفس الوقت, ارتفعت عملات الملاذ الامن بشكل كبير واستمرت بالارتفاع بشكل تدريجي الى الان, بما فيها الين الياباني والفرنك السويسري, مع عدم وجود اشارات الى التصحيح او تغير الاتجاه حتى اللحظة

وهذه الارتفاعات في اصول الملاذ الامن بشكل كبير وبهذه الطريقة التدريجية تشير وبشكل واضح مدى خوف المتداولين والمستثمرين في الاسواق, خصوصاً مع تحرك المعظم من اسواق الاسهم الى اصول الملاذ الامن الى الان, وهو ما يعني ان المستثمرين يتوقعون ان تصبح الامور اسوأ مما هي عليه الان.

لماذا الولايات المتحدة قلقة من كوريا الجنوبية؟ لا أعلم لماذا

الجيش الاميركي وطبقاً للعديد من التقارير العالمية المعروفة, يعتبر الاقوى في العالم, ولدى الحكومة الاميركية احد اكبر ميزانيات الدفاع في العالم ايضاً

في كل يوم نسمع عن تكنولوجيا جديدة يطورها الجيش الاميركي لحماية الولايات المتحدة الاميركية والشعب الاميركي على ارضه وخارج ارضه ايضاً. واحد اكثر التكنولوجيا التي تم الاعلان عنها مؤخراً هو قدرة الجيش الاميركي على الرد السريع والاعتراض المبكر لأي تهديد او اعتداء. يكمن السؤال هنا, في ما لو بالفعل لدى الولايات المتحدة الاميركية هذه القدرة على الرد السريع واعتراض مبكر لأي هجمات فلماذا الولايات المتحدة الاميركية قلقة من تهديدات كوريا الجنوبية؟  هل هو فقط لافتعال بعض الدراما الصحفية؟ لماذا الولايات المتحدة قلقة من دولة تبعد عنها اكثر مسافة نصف الكرة الارضية تقريباً؟

في ما لو قررت كوريا الجنوبية اطلاق صواريخها باتجاه الولايات المتحدة الامريكية, ستستغرق الصواريخ ساعات طويلة لتصل الى الولايات المتحدة الاميركية. خلال الاعوام الثمانية الماضية كانت ادارة الرئيس الاميركي السابق اوباما ذكية في ان تتجاهل التهديدات من كوريا, ولم نشهد أي اعتداء على مدار ثمانية سنوات, لماذا سيتغير ذلك الان؟

ماذا لو اشتعلت الحرب بالفعل؟

في ما لو اشتعلت الحرب النووية او حرب عادية ما بين كوريا والولايات المتحدة الاميركية, فسيكون ذلك أسوأ حدث في تاريخ البشرية منذ الحرب العالمية الثانية, ولا احد يستطيع ان يتوقع مدى الضرر الذي سيضرب الاسواق.

على الرغم من هذا, ما يمكن قوله هنا انه وفي ما لو اشتعلت حرب نووية خلال الفترة المقبلة, فانتظروا ارتفاع اسعار اصول الملاذ الامن بشكل كبير جداً, لا تكونوا في حال من الصدمة اذا رأيتم الذهب في أي وقت عند مستويات 2000 دولار وما فوق بينما الين الياباني دون مستويات 100.0

اما عن اسواق الاسهم, فالانخفاض الحاد وغير المسيطر عليه سيكون حالة اكيدة, لكن لا يمكن معرفة الى متى والى اين ستنخفض المؤشرات وما مدى طول فترة الانخفاض, وخصوصاً ان الانخفاض يبدأ بمجرد الاعلان عن خبر اطلاق أي صاروخ نحو الولايات المتحدة الاميركية.

كل ما يمكننا ان نتمناه هنا في هذه الحالة ان تكون الدولتين ذو دبلوماسية عالية ومحاولة ابقاء الباب مفتوحاً امام المفاوضات والحوار, حيث ان آخر ما يريده الاقتصاد العالمي والاسواق العالمية في هذه الفترة هو ان تفقد الثقة في السياسة والسياسيين.

في ما لو فقدت الاسواق الثقة, فهذا سيعيد الى الاذهان بعض التواريخ والذكريات السيئة التي مرت على الاسواق وفي النهاية الاسواق دائماً ما تكون ضحية التهور السياسي.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.