مكتبة التداول

المانيا تعيد مخزون الذهب الخارجي الى البلاد في وقت أبكر من المتفق عليه

0

خلال ساعات الصباح الاولى في اسيا, استفاق العالم من جديد على اخبار سيئة من كوريا الشمالية, وهو ما ادى الى عودة الخوف من جديد باحتمال اندلاع حرب نووية قريباً

قامت كوريا الشمالية خلال ساعات الصباح الاولى اليوم باطلاق صاروخ بالستي, والذي عبر من فوق اجواء اليابان وتحطم اخيراً في البحر, واليابان لم تقوم باعتراضه على الرغم من دخوله المجال الجوي الياباني

وهذه التحركات من قبل كوريا الشمالية ادت بأن تقوم اليابان والولايات المتحدة الاميركية وكوريا الجنوبية بطلب اجتماع عاجل لمجلس الامن في الامم المتحدة.

وهذه التحركات ايضاً ادت الى ارتفاعات قوية وسريعة في جميع اصول الملاذ الامن بما فيها الذهب والفضة والين الياباني والفرنك السويسري ولازالت هذه الاصول تسجل المزيد من الارتفاعات حتى الان.

المانيا في حالة سبات عميق عن الاحوال السياسية العالمية

هذه ليست المرة الاولى التي تقوم المانيا بعدم التعليق على المشكلات والتوترات الجيوسياسية العالمية وخصوصاً التوترات مع كوريا الشمالية حالياً, وذلك على عكس بعض الدول الاوروبية الاخرى.

خلال الساعات الاولى من صباح اليوم في اوروبا, قامت المملكة المتحدة باصدار بيان شجب واستنكار بأشد العبارات ونعتت كوريا الشمالية بالدولة غير المسؤولة على تصارفاتها في الاختبارات غير القانونية. كما ذكرت بعض الدول الاخرى بما فيها فرنسا ايضاً انها ستعمل مع حلفائها للضغط على كوريا الشمالية.

إلا ان المانيا لديها شيء آخر لتركز عليه وان تكون منشغلة به اكثر من الشؤون العالمية. الانتخابات الفدرالية الالمانية على بعد اقل من شهر من الان, وهذه احد اهم الاسباب التي لا تسمح لالمانيا والحكومة الالمانية الحالية ان تتدخل في شؤون غيرها, ومن غير المتوقع ان تتدخل في اي وقت قريب.

المانيا تعيد مخزونها الذهبي بشكل اسرع من المتوقع

تحتفظ المانيا بمخزون ذهب كبير جداً خارج حدودها السيادية, ومنذ الازمة المالية العالمية, وضعت المانيا خطة لاعادة هذا المخزون المتواجد خارج حدودها الى البلاد من جديد, وذلك مع ارتفاع مخاطر انهيار الاتحاد الاوروبي خلال ذلك الفترة بشكل كبير وغير مسبوق.

على الرغم من هذا, إلا انه قد تم الاعلان عن اخبار عاجلة خلال الايام الماضية, حيث اعلنت المانيا ان البنك المركزي الالماني قد انهى خطة لاعادة نصف مخزونها من الذهب المتواجد في الخارج, وذلك خلال فترة اقرب مما كان متفق عليها بثلاث سنوات تقريباً.

قامت المانيا خلال الفترة الماضية باعادة كامل مخزونها من الذهب المتواجد في باريس / فرنسا, وثلث محزونها من الذهب المتواجد في الولايات المتحدة الاميركية, بينما لازالت تحاول ان تعيد باقي مخزونها المتواجد في الولايات المتحدة الاميركية.

السؤال يكمن هنا, لماذا قامت المانيا بهذه الخطة الان, ولماذا في وقت مبكر بثلاث سنوات عن الموعد السابق؟ هل هي خطة قديمة؟ او ان لدى المانيا معلومات اكثر من اي احد؟ الاجابة بشكل بسيط ان لا احد يعلم ما يدور في بال الحكومة الحالية.

على الرغم من هذا, إلا ان كل ما نعلمه حالياً هو ان الانخفاض الاخير الذي حصل في اسعار الذهب خلال السنوات الماضية قد يكون قد انتهى, واستقرت اسعار الذهب خلال الفترة الماضية وعادت الى الارتفاع اليوم الى ما فوق مستويات 1325 دولار. ومع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, ففي الغالب ما تقوم المانيا حالياً بالعمل على خطة اخرى كبديل عن الاتحاد الاوروبي في ما لو شهد الاتحاد المزيد من الدول التي تود الخروج من الاتحاد الاوروبي. وبدوا ان اعادة الذهب الى المانيا من جديد هو احد بنود هذه الخطة.

مخزون المانيا من الذهب

لدى المانيا بشكل عام ثاني اكبر مخزون من الذهب الخالص وذلك بعد الولايات المتحدة الاميركية, حيث لدى المانيا حوالي 3.378 طن او ما يعادل 270 الف سبيكة وكل سبيكة تزن حوالي 12 كيلوغرام

ولهذا الكم الكبير من الذهب قيمة سوقية عالية جداً تصل الى اكثر من 120 مليار يورو. البعض من هذا المخزون اي حوالي 1710 طن يساوي 50.6% من المخزون متواجد حالياً في فرانكفورت, بينما يبقى 1236 طن في نيويورك و 432 في لندن.

لماذا تقوم المانيا بتخزين الذهب خارج حدودها

هذه المعلومة نوعاً ما قد تكون معروفة لدى العديد من الجيل القديم من المتداولين, حيث ان قصة هذا الذهب تعود الى حقبة الحرب الباردة, وذلك عندما قررت الحكومة الالمانية ان تحرك محزونها من الذهب الى كل من باريس ولندن ونيويورك الاميركية في خلال الحرب الباردة وذلك خوفاً من ان يستولي عليه الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت.

لماذا ترفض الولايات المتحدة الاميركية اعادة الذهب الى المانيا

هذا السؤال من الصعب جداً الاجابة عليه حالياً, حيث لا يعلم احد اين تقوم الولايات المتحدة الاميركية بتخزين الذهب الالماني, وهناك بعض التقارير التي تحدثت خلال السنوات الماضية بأن سبائك الذهب الالمانية كانت مخزنة تحت برجي التجارة العالميين, واللذين تحطما في خلال احداث 11 سبتمبر الاليم, ولم يتم العثور على اي من الذهب في خزنة البرج الى الان.

بالاضافة الى ذلك ايضاً, من ناحية قانونية, على البنك المركزي الالماني ان يقوم بجرد لمخزونات الذهب لديه من خلال عدها واخذ وزن السبائك مرة خلال كل عام كانت, لكن تخيل ان مخزون الذهب الالماني المتواجد في الولايات المتحدة الاميركية لم يتم جرده او اخذ وزنه منذ ثلاث عقود كاملة !

في ما لو كان هذا المخزون الذهبي متواجد, فكان من الممكن من السهل جداً ان يتم تعداده وحصره وجرده ولو حتى مرة في كل عام او مرة كل 10 سنوات تقريباً, لكن لا يوجد اي اشارة على التوصل الى اتفاق حول هذا الامر الى الان, لكن في ما لو بالفعل قد بدأ الذهب بالارتفاع من جديد واكمال اتجاهه الايجابي, فقصة الذهب الالماني المتواجد في الولايات المتحدة قد يكون احد اكبر المواضيع التي تهم الاسواق من جديد

Leave A Reply

Your email address will not be published.