اسبوع آخر ينتهي ويستمر المؤشر العام للدولار الاميركي بتسجيل المزيد من الخسائر, وذلك على الرغم من ان بعض الارقام الاقتصادية الاميركية التي صدرت الاسبوع الماضي كانت ايجابية.
إلا ان المؤشر العام للدولار قد انخفض من جديد ليسجل ادنى مستوى له منذ يونيو من العام الماضي, واغلق تداولات الاسبوع الماضي عند مستويات 93.25 ليقترب من مستوى دعم مهم عند مستويات 93.0.
الحوافز الأساسية
أحد اهم الحوافز الاساسية التي ادت الى انخفاض الاسبوع الماضي في الدولار تعود الى الفدرالي الاميركي, حيث قرر البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي ان يبقي السياسة الحالية للبنك دون تغير كما كانت التوقعات في اجتماعه الاخير في يوليو الجاري.
لكن اهم نقطة في بيان الفدرالي كانت تكمن في تراجع الفدرالي عن حديثه عن امكانية خفض الميزانية العامة للبنك, حيث كان الفدرالي يذكر في بياناته الاخيرة انه سيقوم بتخفيض الميزانية العامة هذا العام, لكنه غير هذه الجملة في بيان الاسبوع الماضي, ليقول الان انه قد يقوم بتخفيض الميزانية العامة قريباً.
وهذه الكلمة اعطت اشارة جديدة للاسواق بأن الفدرالي غير متأكد من احتمالات خفض الميزانية العامة قريباً, وقد يؤجل ذلك حتى العام المقب. وهو ما يعني ان السياسات التحفيزية باقية دون تغير في اي وقت قريب او على الاقل هذا العام.
لا يوجد زخم شرائي للدولار في اي وقت قريب
طبقاً لتقرير التزامات المتاجرين الاخير الصادر عن هيئة العقود الاجلة الاميركية, من الممكن ان نرى وبشكل واضح ان المتداولين في اسواق العملات يراهنون على المزيد من التراجع في الدولار بشكل عام.
الارقام الاخيرة الصادرة يوم الجمعة الماضي اظهرت انخفاضاَ واضحاً في عقود الشراء نحو مستويات 25 الف عقد تقريباً, وهو ادنى مستوى لعقود شراء الدولار في السوق الآجلة منذ العام 2011, لتنخفض العقود بواقع 63% منذ بداية العام الجاري.
وفي نفس الوقت, اظهرت التقرير ارتفاعاً واضحاً في عقود بيع الدولار في السوق الاجلة والتي بدأت الارتفاع منذ ابريل الماضي, لتصل الى اعلى مستوى لها منذ مايو من العام 2016, لترتفع بأكثر من 110.5% منذ بداية العام فقط.
الانظار تتجه نحو الارقام الاقتصادية المنتظرة خلال العام الجاري
خلال الايام القليلة المقبلة, على المتداولين الانتباه وبشكل حذر من الارقام الاقتصادية المنتظرة من الولايات المتحدة الاميركية طوال تداولات الاسبوع الجاري.
اليوم, تتجه الانظار نحو مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو وارقام مبيعات المنازل الاميركية المعلقة. اما خلال تداولات يوم الثلاثاء والتي قد تكون احد اهم الايام, حيث ننتظر ارقام الانفاق الشخصي والدخل الشخصي, والاهم من ذلك, ننتظر ارقام مؤشر الانفاق الاستهلاكي الاساسي, والذي يعتبر احد اكثر المؤشرات اهمية لدى الفدرالي لقياس التضخم اكثر من مؤشرات اسعار المستهلكين.
وفي نهاية الاسبوع الجاري, وخصوصاً خلال تداولات يوم الجمعة, ننتظر تقرير الوظائف الاميركي لشهر يوليو الجاري, والذي من المتوقع ان يكون له التأثير الاكبر على الاسواق, حيث من الممكن ان يعطينا هذا التقرير اشارات واضحة في ما لو ان الاقتصاد الاميركي بدأ يعود الى التعافي من جديد, ام ان التباطؤ مستمر.
وفي ما لو شهدنا موجة جديدة من الارقام الاقتصادية المخيبة للآمال, فهذا من شأنه ان يعطي الاسواق المزيد من الاشارات على ان الفدرالي الاميركي قد لا يكون قادر على خفض الميزانية العامة او حتى رفع اسعار الفائدة خلال العام الجاري.
الانتباه الى مستويات الدعم التقنية للدولار من الآن
المؤشر العام للدولار الاميركي على مقربة من ان يسجل اطول فترة انخفاض على المستوى الشهري منذ العام 2011. حيث ان المؤشر العام للدولار انخفض على مدار خمس اشهر على التوالي, وهو الشيء الذي لم نشهد له مثيل منذ العام 2011 تقريباً, وهو ما يزيد من النظرة السلبية حالياً.
على الرغم من ذلك, على المتداولين الانتباه ايضاً الى عدم بيع الدولار في المستويات الحالية على الاقل, حيث ان الدولار قد انخفض بأكثر من 9% منذ بداية العام الجاري. كما ان المؤشرات التقنية قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات البيع على معظم المستويات, وهو ما يعني ارتفاع احتمالات التصحيح نحو الاعلى قبل استمرار الاتجاه العام المنخفض.
المنطقة التي على جميع المتداولين الانتباه اليها خلال الايام المقبلة تتمركز ما بين مستويات 93.0 و 91.90. حيث ان هذه المنطقة تشكل مستوى دعم مهم على المستوى الاسبوعي على المدى المتوسط, والتي صمدت ودعمت الدولار منذ يناير من العام 2015.
وعليه, فان كسر تلك المستويات تعتبر صعب في الوقت الحالي على الاقل, ومن الممكن ان نشهد عودة للتصحيح نحو الاعلى قبل استمرار الانخفاض من جديد.
وفي نفس الوقت, اي ارتفاع في الدولار يعتبر تصحيحي, وفي الغالب ما سيكون محدود دون مستويات المقاومة المتمركزة ما بين مستويات 95 و 96. إلا في ما لو شهدنا كسر لمستويات الدعم المتمركزة عند مستويات 91.90 مع اغلاق اسبوعي دون تلك المستويات, ففي هذه الحالة, من الممكن ان نشهد انخفاضات اكبر واسرع في المؤشر, وقد نصل الى مستويات 90.0 والتي تعتبر مستويات دعم نفسية.
