مكتبة التداول

انخفاض أسعار النفط على الرغم من قرار أوبك الأخير

0

اذا كنت تتابع ما كنا نكتب عنه خلال الفترة الماضية وخصوصاً خلال الاسبوع الماضي, فلا يجل ان تكون من المتفاجئين بتحركات اسعار النفط والتي انخفضت بأكثر من 2% خلال تداولات الاسبوع الماضي.

وعلى الرغم من ان اوبك قد قررت ان تقوم بتمديد اتفاق خفض انتاج النفط الى اكثر من 6 اشهر, فشلت اسعار النفط في الارتفاع من جديد. كما وان اوبك قد اعلنت عن اتفاق لتمديد اتفاق خفض انتاج النفط الى حوالي 9 اشهر اي حتى مارس من العام المقبل. إلا ان اسعار النفط قد فشلت من جديد في الارتفاع.

ما السبب وراء عدم ارتفاع اسعار النفط بشطل واضح؟

كنا قد ذكرنا مراراً وتكراراً خلال الفترة الماضية وحذرنا المتداولين خلال الاسابيع والاشهر الماضية بأن التوصل الى هكذا اتفاق هو عبارة عن خبر قديم جداً في الاسواق, حتى في ما لو تم الاتفاق على تمديد اتفاق خفض انتاج النفط حتى تسعة اشهر, لكن حتى هذا الخبر لا يعتبر بخبر جديد نوعاً ما.

الاتفاق الجديد والقديم قد تم تسعيره في الاسواق منذ يناير من العام الجاري تقريباً, خصوصاً وان الحديث عن التمديد حصل في يناير من العام الجاري, وذلك بعد ان انخفضت اسعار النفط من جديد وفشلت في ان تستقر عند اعلى مستويات شهر ديسمبر الماضي.  وبما ان القرار قد سعر في الاسواق منذ زمن, لا تنتظر ان تشهد ارتفاعات كبيرة جداً في اسعار النفط في اي وقت قريب.

ماذا يحتاج النفط الى الارتفاع بشكل واضح؟

في ما لو نظرنا الى الرسومات البيانية على المستوى اليومي, ففي ديسمبر من العام الماضي وعندما اعلن اعضاء اوبك وخارج اعضاء اوبك التوصل الى اتفاق لخفض الانتاج بشكل جماعي, اسعار النفط فشلت في تسجيل مستويات قياسية جديدة لهذا العام على الاقل.

خلال الاشهر الستة الماضية ايضاً, كل ارتفاع شهده سواء خام غرب تكساس او خام برنت كان ارتفاعاً مؤقتاً وفشلت الاسعار في ان تحافظ على مكاسبها. وهو ما ادى الى تشكل نموذج سلبي على معظم المستويات الزمنية.

وهذا الفشل في الحاصل في الاسعار عند كل ارتفاع بعطينا اشارة ولو بسيطة, بما ان خفض الانتاج لم يؤدي الى ارتفاع الاسعار الى مستويات عالية وجديدة لهذا العام, فتمديد خفض انتاج النفط لن يكون كافي لدعم الاسواق بشكل اكبر.

ما تحتاجه اسعار النفط حالياً للارتفاع هو ان نشهد الاعلان عن خفض اكبر في انتاج النفط من الجميع, وليس فقط تمديد للاتفاق. التحركات الحالية التي نشهدها في اسعار النفط منذ الاسبوع الماضي الى اليوم تظهر وبشكل واضح ان الاسعار في ما لو ارتفعت, فلن تستمر هذه الارتفاعات طويلاً.

إنخفاض جديد في اسعار النفط قريباً؟

في الوقت الحالي, في الغالب ما سيستمر الضغط على اسعار النفط خلال الفترة المقبلة, خصوصاً في ما لو استمر كل من خا غرب تكساس وخام برنت في التداول دون القمة الاخيرة التي سجلها الخامين خلال الشهر الماضي. وكالما ان النموذج السلبي Lower Highs مستمر, ففي الغالب ما سنشهد المزيد من الانخفاضات في المستقبل.

على الرغم من هذا, لا تنتظر ان ترى اوبك تنظر الى اسعار النفط تنخفض دون ان تتدخل لوقف الانخفاضات, ولن تنتظر اوبك حتى ترى اسعار النفط عند ادنى مستويات العام الجاري او العام الماضي للتدخل.

الدول المنتجة للنفط سواء من اعضاء اوبك او من خارج منظمة اوبك في الغالب ما سيكونوا في حالة يقظة وفي الغالب ما سيتدخلوا في الاسواق ايضاً من خلال الاعلام, عن طريق الحديث عن احتمالات تفيض الانتاج بشكل اكبر في المستقر.

هذا فقط في ما لو انخفضت اسعار النفط الى مستويات متدنى للعام الجاري.

السياسة اقوى من أسعار النفط حاليا

عاد دونالد ترامب الى الولايات المتحدة الاميركية اخيراً, بعد زيارة الى الشرق الاوسط وبعض دول الاتحاد الاوروبي. إلا انه لا يوجد قرارات كبيرة نتجت عن هذه الزيارة الى الان, لكن هناك بعض الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في الشرق الاوسط.

على الرغم من ذلك, إلا ان حالة التوتر الجيوسياسي في العالم في الغالب ما ستستمر ايضاً, سواء في الشرق الاوسط او ما بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية, بالاضافة الى حالة التوتر السياسي الحاصلة ايضاً ما بين دول الخليج وقطر ايضاً, حول علاقتها بايران وغيرها من المواضين, جميع هذه الامور لا تصب في مصلحة اسعار النفط في اي وقت قريب.

وعليه, وفي ما لو استمرت هذه التورتات  وخصوصاً توترات المنطقة العربية, فمن الممكن ان يؤدي ذلك الى انسحاب بعض الاعضاء من اوبك او خارجها من اتفاق خفض انتاج النفط لأي سبب كان سواء سياسي ام اقتصادي, وهو ما سيضع المزيد من الضغوط على اسعار النفط ايضاً.

وحتى في ما لو استمرت جميع الدول في هذا الاتفاق, فسيكون هناك جولة اخرى واصعب عند الحديث عن التفاوض على خفض الانتاج بشكل اكبر من الاتفاق السابق, وهو الشيء الذي لم يكون من السهل على اي من الدول الموافقة عليه, وهو ما يعني عدم التوصل الى هكذا اتفاق خلال العام الجاري على الاقل.

من الآن حتى ذلك الحين وحتى الاعلان عن اتفاق جديد او التدخل كلامياً في الاسواق, الضحية الكبرى ستبقى في اسعار النفط.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.