مكتبة التداول

دراما اليونان الى الواجهة من جديد

0

يبدوا ان الاسواق العالمية على موعد مع صيف حار جداً خلال الفترة القصيرة المقبلة, حيث تنتظر الاسواق العديد من الاحداث الاقتصادية والسياسية المهمة في دول الاتحاد الاوروبي بما فيها اليونان وايطاليا والمملكة المتحدة ايضاً.

على الرغم من هذا, إلا ان الدراما اليونانية قد عادت الى الواجهة من جديد بشكل قوي وفي الغالب ما ستطغى على باقي الاحداث السياسية والاقتصادية المنتظرة في دول الاتحاد الاوروبي.

العنوان القديم الذي لطالما شهدته الاسواق قد عاد من جديد الى واجهة وسائل الاعلام العالمية “مخاوف حول خطة انقاذ اليونان المالية”

الشيء المختلف هذه المرة في هذا العنوان ان اليونان الآن اصبحت تواجه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والحكومة او الرئيس الجديد الفرنسي ايمانويل ماكرون, والذي من الواضح انه شديد نوعاً ما من ناحية موضوع اليونان.

على الرغم من ان رئيس الوزراء اليوناني اليكس تسيبراس يحاول قدر الامكان التوصل الى حل سياسي مع دول الاتحاد الاوروبي, إلا ان المخاوف حول اليونان حتى اللحظة لم تنخفض ولو بشكل قليل.

ما هي المخاوف التي تتحدث عنها الأسواق؟

هناك العديد من التقارير والمقالات في مختلف وسائل الاعلام تتحدث عن ان اليونان قد تتخذ قرار رفض خطة الانقاذ المنتظرة خلال الفترة القصيرة المقبلة, وهو ما سيؤدي الى ازمة تسديد اموال السندات والقروض خلال الصين القادم.

وعلى الرغم من ان هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن ان اليونان كانت قد نفت هذه التقارير والتصريحات, إلا ان الاسواق لا تبدوا في حال تسمح لها ان تقتنع بعدم وجود مخاوف حول اليونان خلال الفترة المقبلة.

وهذا يعني وبشكل واضح ان الاسواق لازالت تتذكر ان مشكلة اليونان وديونها السيادية لم تذهب بعيداً تماماً خصوصاً في ظل عدم وجود مؤشرات مشجعة على التوصل الى حل جديد لهذه المشكلة.

لماذا لا يجب على المستثمرين القلق من اليونان؟

اولاً, مشكلة اليونان بالتحديد ليست بمشكلة جديدة, اصبح عمر هذه المشكلة سنوات طويلة جداً, ومن الواضح جداً انه لا يوحد حل سريع وبسيط لهذه المشكلة, وذلك على الرغم من كل الاصلاحات والقوانين المالية الجديدة التي وضعتها اليونان بطلب من الاتحاد الاوروبي للحصول على خطط الانقاذ السابقة.

ثانيا, وبعد انتهاء مخاطر الانتخابات الفرنسية الاخيرة, فآخر ما يريده الاتحاد الاوروبي حاليا ان يفشل من جديد. بمعنى ان الاتحاد الاوروبي وبعد ان فشل في ابقاء المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, وبعد ان كان قريب من خسارة فرنسا وخروجها من الاتحاد الاوروبي, فآخر ما يريده الاتحاد الاوروبي الان هو خسارة دولة اخرى, وخصوصاً دولة اوروبية تستعمل اليورو على عكس المملكة المتحدة.

سيقوم الاتحاد الاوروبي خلال الفترة المقبلة بكل شيء في وسعه ليبقي اليونان في الاتحاد لأطول فترة ممكنة مهما كلفهم الامر.

إلا ان المانيا والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل لا تريد ان تدفع ثمن المشكلة المعقدة في اليونان, ولهذا تقوم انجيلا ميركل بوضع العديد من القوانين والاصلاحات القاسية على الدول التي من الممكن ان تتعثر خلال الفترة المقبلة.

المانيا بشكل عام ستحاول ان تضع المزيد من العقبات والقوانين وتطلب المزيد من الاصلاحات الضريبية بشكل اكبر من السابق, سواء لليونان او أي دولة اخرى قبل ان توافق المانيا على أي مساعدات مالية جديدة.

إلا انه وخلال السنوات الماضية, كانت الدراما اليونانية في كل مكان في الاسواق, وعلى الرغم من ان الحكومات السابقة في اليونان كانت قد هددت بالخروج من الاتحاد الاوروبي, إلا ان اليونان تراجعت عن التهديدات واضطرت الى ان توافق على كافة الاصلاحات للحصول على الاموال.

ونفس السيناريو الذي شهدناه خلال السنوات الماضية, في الغالب ما سنشهده من جديد خلال الفترة المقبلة. في النهاية, الاتحاد الاوروبي سيدفع ثمن تورط اليونان في الديون لتبقي الاتحاد الاوروبي كاتحاد قوي, قادر على حل مشكلاته دون مساعدة احد.

بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, فان فشل دولة واحدة في الاتحاد الاوروبي كاليونان يعني فشل الاتحاد الاوروبي بشكل كامل وبصفة مجتمعة, وهو آخر ما تريده المانيا بالتحديد وباقي دول الاتحاد الاوروبي.

وعليه, توقعوا ان يتم الاعلان عن اتفاق لإنقاذ اليونان في أي وقت وفي أي لحظة.

لماذا تستمر ازمة اليونان في العودة للواجهة من جديد؟

ازمة اليونان طويلة وقصتها اطول من أي قصة اقتصادية في تاريخ الاتحاد الاوروبي. على الرغم من هذا, هناك العديد دائماً ما يسأل, الم تق اليونان بالعديد من الاصلاحات الاقتصادية والسياسية للحصول على اموال الانقاذ؟ اصبح عمر قصة اليونان سنوات طويلة ولازلنا نسمع عن الازمة من جديد.

صحيح و صحيح جداً, على الرغم من ذلك, إلا ان الشيء الرئيسي والمهم والذي على الجميع معرفته وخصوصاً المستثمرين في الاسواق بأن الاصلاحات الاقتصادية بما فيها الضريبية بالاضافة الى الاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها اليونان لا تكفي لكي تمنح اليونان نمواً اقتصادياً كافياً لتستطيع اعادة سداد ديون خطط المساعدات المالية السابقة.

مهما حدث ومهما فعلت اليونان من اصلاحات وبالنظر الى حجم ديونها, فلن يكون هناك معدل نمو كافي لأن تستطيع اليونان ان تصرف على الدولة وان تقوم بسداد ديونها الى الدائنين سواء الآن او بعد حين.

إلا ان الاتحاد الاوروبي من جديد سيقوم بكل ما بوسعه ليبقي اليونان ضمن الاتحاد الاوروبي لأطول فترة ممكنة, حتى في ما لو اضطر الاتحاد الاوروبي الى شطب بعض من ديون اليونان في المستقبل.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.