مكتبة التداول

ارقام التضخم البريطانية وتحركات الجنيه السترليني

0

بعد اسبوع هادئ نوعاً ما وشح في الارقام الاقتصادية حول العالم, تنتظر الاسواق مجموعة جديدة من الارقام الاقتصادية المهمة خلال تعاملات الاسبوع الجاري وهو الشيء الذي قد يعيد الزخم الى الاسواق من جديد.

خلال فترة التداولات الاوروبية المقبلة اليوم, تتجه الانظار نحو المملكة المتحدة من جديد, مع انتظار المتداولين للعديد من ارقام تضخم الاسعار والتي في الغالب ما سيكون لها تأثير واضح على الاسواق.

التوقعات

المؤشر التوقعات السابق
مؤشر اسعار المستهلكين السنوي 2.6% 2.3%
مؤشر اسعار المستهلكين الاساسي السنوي 2.2% 1.8%
مدخلات مؤشر اسعار المنتجين 0.1% 0.4%
مخرجات مؤشر اسعار المنتجين 0.2% 0.4%
مؤشر اسعار المنازل السنوي 5.4% 5.8%
مؤشر اسعار قطاع التجزئة 3.4% 3.1%

بالنظر الى الجدول الموضح اعلاه, من الممكن ان نلاحظ ان توقعات الاسواق للارقام المنتظرة تعتبر ايجابية ومشجعة, حيث ان معظم الارقام المنتظرة لشهر ابريل تعتبر اعلى مما كانت عليه خلال مارس الماضي.

احد اهم المؤشرات التي يجب على الجميع الانتباه اليها خلال تداولات اليوم يكمن في مؤشر اسعار المستهكلين على المستوى السنوي. تشير التوقعات الى ارتفاعه نحو مستويات 2.6% في ابريل الماضي من مستويات 2.3% في مارس. وفي ما لو صحت التوقعات, فقراءة مؤشر اسعار المستهلكين ستكون الاعلى منذ سبتمبر من العام 2013, وهو ما يعني بقاء معدل التضخم فوق المستوى المستهدف للبنك المركزي البريطاني عند 2% لأكثر من 3 اشهر على التوالي.

وفي ما لو صحت التوقعات بالفعل ايضاً, فهذا قد يعني تحرك جديد لبنك انجلترا المركزي من جديد. على الرغم من هذا, إلا انه وخلال القرارات الماضية للبنك المركزي, ذكر بأنه لا يتوفع ان يستمر معدل التضخم في الارتفاع لفترة طويلة او ان يستمر فوق مستويات 2% المستهدفة, لكن هذا لا يعني بالضرورة ان البنك المركزي على خحق دائماً.

وعليه, فان ارتفاع معدلات التضخم الحالي وبهذه الوتيرة يعني ان البنك المركزي البريطاني قد يقوم بعمل مفاجئ في الاسواق ليوقف ارتفاع معدلات التضخم. بمعنى آخر, قد يُجبر البنك المركزي على رفع اسعار الفائدة من جديد قبل نهاية العام الجاري, خصوصاً في ما لو استمرت معدلات التضخم اعلى من المستوى المستهدف.

الرقم الثاني والذي على المتداولين الانتباه اليه يكم في مؤشر اسعار المنتجين (مخرجات), والذي من المتوقع ان يرتفع للشهر الخامس على التوالي, والذي قد يكون اطول فترة ارتفاع للمؤشر منذ العام 2011.

لماذا بنك انجلترا المركزي متردد في التحرك

بنك انجلترا المركزي قد يعتبر اكبر ضحايا خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي. قبيل التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي, كان بنك انجلترا المركزي قريب جداً من تغير سياسته المتساهلة, وكان قريب جداً من رفع اسعار الفائدة من جديد والذي كان من المفترض ان يكون اول رفع للفائدة بعد الازمة المالية العالمية.

على الرغم من ذلك, إلا ان خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي اتى بشكل مفاجئ وعلى عكس التوقعات كما هو حال الجميع حول العالم, وهو ما ادى الى ان يتخذ البنك المركزي اجراءآت استباقية بعد ارتفاع مخاوف الخروج القاسي للمملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.

للأسف, فقد اجبر البنك المركزي البريطاني على خفض اسعار الفائدة الى مستويات تاريخية متدنية من جديد واجبر ايضاً على رفع مستوى برنامج شراء الاصول, حيث ان خروج المملكة التحدة من الاتحاد الاوروبي غير توقعات البنك المركزي البريطاني رأساً على عقب.

في الوقت الحالي, ومع ارتفاع معدلات التضخم بوتيرة اسرع من توقعات الجميع, فيعتبر ان بنك انجلترا المركزي في ورطة جديدة, حيث ان معدلات النمو لازالت تتباطأ من جديد ومع ارتفاع معدلات التضخم, قد تكون المملكة المتحدة متجهة نحو ما يسمى بالركود التضخمي.

وعليه, على المتداولين الانتباه بأن البنك المركزي البريطاني قد يغير اتجاهاته في اي وقت خصوصاً في ما لو تحققت مخاوف الركود التضخمي خلال الفترة المقبلة, لكن لا يمكن حالياً الحديث عن توقيت تدخل المركزي البريطاني.

الجنيه الاسترليني لازال قوي

يتداول الجنيه الاسترليني مقابل الدولار قرب مستويات مقاومة مهمة جدا ً عند مستويات .30. خلال تعاملات الاسبوع الماضي, ارتفع الزوج الى مستويات 1.2990, وعاد منها للانخفاض نحو مستويات 1.2850.

على الرغم من ذلك, إلا ان الجنيه الاسترليني بدأ تعاملات الاسبوع الجاري بايجابية واتمر في الارتفاع الى ما فوق مستويات 1.2900 مع ساعات الصباح الاولى لليوم. ومع توقعات ارقام التضخم الايجابية اليوم, فمن الممكن ان نشهد المزيد من المكاسب خلال الفترة القصيرة المقبلة.

مستويات المقاومة الاولى للزوج تتمركز عند مستويات 1.2965 تتبعها مستويات 1.990 والتي هي اعلى مستويات الاسبوع الماضي. ارتفاع معدلات التضخم كما التوقعات قد يكون الحافز الاساسي ايضاً لاختبار واختراق مستويات المقاومة 1.30, وفي ما لو حصل ذلك, فمن الممكن ان نشهد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار فوق مستويات 1.31 خلال الايام المقبلة.

المؤشرات التقنية ايضاً لازالت ايجابية على معظم المستويات بما فيها مؤشر القوة النسية ومؤشر التشبع والذي عاد الى الارتفاع من جديد وهو ما يشجع النظرة الايجابية الحالية.

النظرة العامة للجنيه الاسترليني تبقى ايجابية على المدى القصير طالما انه يتداول فوق مستويات الدعم المهمة عند 1.2850. اي كسر لتلك المستويات قد يعيد الزوج نحو مستويات 1.2750 وهو ما نستبعده حالياً.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.