مكتبة التداول

نتائج الإنتخابات الفرنسية كما التوقعات الى الآن, ماذا بعد؟

0

الجولة الاولى من الانتخابات الفرنسية اصبحت خلفنا الان, وحتى اللحظة يبدوا ان النتائج ستكون كما التوقعات. على الرغم من ذلك, إلا ان على المتداولين الحذر بشدة خلال الايام والساعات المقبلة, في ظل انتظار الجولة الثانية من انتخابات هي الاخطر في تاريخ الاتحاد الاوروبي.

استطلاعات الرأي كانت صحيحة

بعد عام كامل من الفشل الذريع في استطلاعات الرأي خلال العام الماضي حول العالم, سواء استطلاعات الرأي لاستفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي او في استطلاعات الرأي للانتخابات الاميركية, تأتي اخيراً استطلاعات الرأي في فرنسا صحيحة وكما التوقعات.

الاستطلاعات قبيل الانتخابات كانت تظهر بوضوح تقدم مرشح الوسط ماكرون ويأتي بعده مرشحة اليمين المتطرف لو بان وفي المركز الثالث فيلون, وهو ما اظهرته النتائج النهائية للجولة الاولى.

حيث حصل ماكرون على 23.75% من الاصوات وحصلت لو بان على جوالي 21.53% وفيلون 19.91%, وهو ما يعني صعود ماكرون وفيلون للجولة الثانية والنهائية للانتخابات خلال الاسبوع المقبل.

ما هي المخاطر التي تنتظرنا؟

قد يكون هناك العديد من الامور المشابهة ما بين الانتخابات الفرنسية والانتخابات الاميركية التي حصلت خلال العام الماضي, والتي يجب متابعتها بحذر وعدم اغفالها.

المرشح الخاسر فيلون كان قد هنأ مرشح الوسط ماكرون وطالب مؤيديه في الانتخابات بأن يدعموا ويصوتوا لمرشح الوسط ماكرون في الجولة الثانية للانتخابات ضد مرشحة اليمين المتطرف لو بان.

هذه الحادثة تذكرني بما حصل في الانتخابات الاميركية عندما انسحب المرشح بيرني سانديرز لصالح المرشحة الديموقراطية هيلاري كلنتون, وطالب سانديرز مؤيديهان يصوتوا ويدعمو هيلاري كلنتون في الانتخابات, إلا ان هيلاري قد فشلت في الوصول الى البيت الابيض على الرغم من انها حصلت على اصوات اكثر من دونالد ترامب من ناحية التصويت الشعبي.

في هذه الانتخابات الحالية في فرنسا, قد تكون الامور مشابهة ايضاً, حيث ان مرشحة اليمين المتطرف لو بان تعتبر اكبر المخاطر على كل من الاتحاد الاوروبي واليورو بشكل عام خصوصاً في ما لو نجحت في الانتخابات المقبلة.

احد اهم الامور التي قد تؤدي الى نجاح لو بان في الجولة الثانية للانتخابات هي الحوادث الارهابية التي حصلت في فرنسا خلال الفترة القصيرة الماضية, حيث تطالب المرشحة المتطرفة الى ضبط اكبر للحدود ومنع المهاجرين من الدخول الى فرنسا.

اليورو يرتفع بأكثر من 2% ماذا بعد ذلك؟

بدأ اليورو تعاملات الاسبوع على ارتفاعات حادة وفجوات سعرية كبيرة نحو الاعلى ليصل اليورو مقابل الدولار الى مستويات 1.0935, وهذا المستوى هو الاعلى لليورو مقابل الدولار منذ اكتوبر من العام الماضي.

على الرغم من هذه الارتفاعات الكبيرة وكما نعلم جميعاً ان الارتفاع والفجوة الحاصلة بواقع 2% في الغالب ما سيتم تغطيتها خلال الساعات والايام القليلة المقبلة, وفي الغالب ما سيتم تغطيتها قبيل قرار البنك المركزي الاوروبي المنتظر هذا الاسبوع. وعليه, على المتداولين الراغبين بشراء اليورو التريث قليلاً حتى نشهد تغطية الفجوات السعرية اولاً.

اما على المدى الاطول, لازالت النظرة العامة لليورو ايجابية بشكل كبير, وخوصواً بعد الفجوة السعرية نحو الاعلى اليوم. لكن على اليورو ايضاً ان يعود ويخترق اعلى مستويات الاسبوع الجاري لنشهد المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة.

هل يأتي الحافز الأساسي الأكبر من المركزي الأوروبي؟

تتجه جميع الانظار في الاسواق خلال تداولات الاسبوع الجاري وخصوصاً يوم الخميس الى قرار البنك المركزي الاوروبي, حيث من المتوقع ان يعلن المركزي الاوروبي عن تخفيف برنامج التيسير الكمي بحوالي 20 مليار يورو ليصبح البرنامج 60 مليار يورو شهرياً.

على الرغم من ذلك, إلا ان معدلات التضخم التي تتسارع بأكثر مما كانت الاسواق تتوقع وبأسرع من توقعات البنك المركزي الاوروبي فد تؤدي الى اتخاذ المركزي الاوروبي قرارات اخرى مع قرارات تخفيف التيسير الكمي

احد هذه القرارات قد تكون رفع اسعار الفائدة على الودائع والتي تتمركز حالياً عند -0.4%, حيث من الممكن ان يقوم المركزي الاوروبي برفع الفائدة على الودائع بواقع 10 الى 20 نقطة اساس الى مستويات ما بين -0.3% او -0.2%.

هذه القرارات في ما لو تم اتخاذها بافعل, فقد تعتبر احد اهم واكبر الحوافز الاساسية لليورو ليعود ويسجل مستويات جديدة لهذا العام. إلا ان المؤتمر الصحفي وتصريحات رئيس المركزي الاوروبي ستكون مفتاح تداولات الاسواق, حيث ينتظر المتداولون في الاسواق المزيد من التوضيحات حول القرارات المقبلة للمركزي الاوروبي حول فترة تحفيف التيسير الكمي.

على المتداولين الانتباه ومحاولة انتظار ان يتم تغطية الفجوات السعرية التي حصلت لليورو عند افتتاح الاسواق اليوم قبل التفاعل مع قرار المركزي الاوروبي المقبلة, حيث ان هناك احتمال بسيط جداً ان لا يغطي اليورو الفجوة السعرية قبيل القرار المنتظر يوم الخميس.

في ما لو حصل ذلك بالفعل ولم يغطي اليورو الفجوة السعرية, فحتى في ما لو قام المركزي الاوروبي بتخفيف التيسير الكمي ورفع معدل الفائدة على الودائع, فمن المتوقع ان يعود اليورو الى الانخفاض وان يغطي الفجوة السعرية قبل ان يستمر في الاتجاه العام المرتفع من جديد, وعليه, افضل الانتظار حتى يتم تغطية الفجوة بالكامل قبل الدخول في اي تداولات جديدة على اليورو.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.