مكتبة التداول

النفط والعودة الى الاساسيات

0

منذ بداية تداولات العام الجديد, كنا نتابع اسعار النفط بحذر شديد, وخصوصاً منذ ان تم الاعلان عن قرار اوبك بخفض انتاجها بالتعاون مع الاعضاء من خارج منظمة اوبك ايضاً.

قررت اوبك في ذلك الوقت من العام الماضي ان تخفض انتاجها الى مستويات 32 مليون برميل تقريباً, وهو بالفعل ما حصل ونجحت المنظمة في خفض الانتاج في يناير وفي فبراير, لينخفض الانتاج من مستويات 34.38 مليون برميل والتي وصل اليها الانتاج في نوفمبر من العام الماضي.

على الرغم من ذلك, إلا ان كل التحركات التي كان من المفترض ان تحدث على اثر قرار خفض الانتاج قد تم تسعيرها في الاسواق مسبقاً وبوقت طويل جداً, والجميع كان يعلم خلال العام الماضي ان اوبك ستتوصل الى اتفاق في وقت ما العام الماضي, لكننا لم نكن نعلم التفاصيل لهذا الاتفاق. على الرغم من ذلك هذا ايضاً لا يهم.

القرار مسعر في الاسواق؟

هذا ليس بالشيء الجديد, الاسواق دائماً ما تسعر الاخبار والاحداث الاقتصادية الهابة بشكل مسبق والجميع يعلم ذلك, سواء إن كان حول البنوك المركزية او حتى قرار اوبك نفسه او حتى قرارات سياسية.

السياسيون والبنوك المركزية ومديروها دائماً ما يستخدمون الاعلام لتوصيل رسالات الى الاسواق وهو ما يؤدي الى تحرك الاسواق قبيل الاعلان عن اي قرارات وهو بالضبط ما حصل لاسعار النفط وقرار اوبك خلال العام الماضي.

بالنظر قليلاً الى التاريخ وخصوصاً في يناير من العام الماضي, وعدما كانت اسعار النفط منخفضة جداً, اعلنت السعودية عن اجتماع في الدوحة بين بعض المنتجين الرئيسين لمناقشة احتمال تجميد انتاج النفط وعدم رفع الانتاج تماماً.

منذ ذلك التاريخ ومنذ ان تم الاعلان عن بداية الاجتماع, ارتفعت اسعار الذهب من ادنى مستوياتها بأكثر من 100% حتى وصلت الى المستويات العالية التي سجلتها في نوفمبر الماضي, حيث لم نشهد انخاضات في النفط دون مستويات شهر يناير الماضي بتاتاً.حيث انه منذ يناير وحتى الاعلان عن القرار كان في كل يوم يأتي احد السياسيين ليعطي جرعة امل جديدة للاسواق بقرب التوصل الى اتفاق.

اجتمع اعضاء اوبك وخارج اوبك بأكثر من 5 مرات خلال ذلك العام, لكن دون التوصل الى اتفاق, حتى في اجتماع يونيو, والذي كان من المفترض ان يتم الاعلان عن الاتفاق, إلا انهم فاجأوا الاسواق بعدم التوصل الى اتفاق, وقامة من جديد باعطاء جرعة امل جديدة للاسواق بقرب التوصل الى اتفاق لعدم الضغط على اسعار النفط بشكل كبير.

استمر الحديث عن احتمال التوصل الى اتفاق حوالي 12 شهر تقريباً, حتى وصل شهر ديسمبر الماضي عندما اعلنت اوبك عن الاتفاق ما بين اعضاء اوبك والمنتجين من خارجها بخفض الانتاج.

خفض الانتاج وليس تجميد الانتاج

الاسواق كانت تنتظر قرار تجميد انتاج النفط عند المستويات السابقة, بينما اعلنت اوبك عن قرار خفض الانتاج وهو ما اعطى دفعة ايجابية للاسعار بشكل واضح, البعض قد يقول ان هذا القرار ايجابي,هذا صحيح, والاسعار ارتفاعات في نوفمبر وديسمبر بشكل كبير ايضاً.

ولهذا, فكرة تجميد وحتى فكرة خفض الانتاج كانت مسعرة في الاسواق خلال وقت سابق ومنذ بداية العام الماضي.

استقرار؟

بالنظر الى الرسم البياني للاسعار لكل من خام غرب تكساس وخام برنت, من الممكن جداً الحديث عن ان اسعار النفط قد استقرت لكنها استقرت دون مستويات مقاومة مهمة جداً

مستويات المقاومة لخام غرب تكساس كانت عند مستويات 53.92 ومستويات المقاومة لخام برنت لازالت عند مستويات 56.80 دولار للبرميل, حيث حاولت الاسعار اختراق هذه المستويات بشكل متكرر, لكنها فشلت في اختراقها بشكل واضح, وهو الشيء الذي دى الى انتهاء فترة الاستقرار.

انخفاض اليوم الحاد

خلال تداولات يوم امس, تم الاعلان عن ارقام مخزونات النفط الامريكية والتي والتي سجلت اطول فترة ارتفاعات في المخزونات منذ عامين تقريباً, لترتفع للاسبوع التاسع على التوالي, ولتسجل المخزونات الامريكية الصافية اعلى مستوى لها في التاريخ, وهو ما يعطي اشارة ان الانتاج يعود الى الارتفاع من جديد من احد المنتجين بشكل كبير.

بالمقابل, انخفض كل من خام غرب تكساس الامريكي وخام برنت قرابة 5% خلال تداولات الامس, بينما قلصت من خسائرها في الفترة الآسيوية لترتفع بواقع 1%, لكنها وخلال فترة التداولات الاوروبية, عادت الى الانخفاض بشكل حاد وبأكثر من 3% حتى هذه اللحظة.

نحتاج الى محفزات اساسية

انخفاض اليوم يأتي بعد الفشل الكبير في اختراق مستويات المقاومة المهمة لاسعار النفط والتي ذكرناها سابقاً, وذلك بعد ان تداولت في نطاق ضيق قرب مستويات المقاومة المركزية, لكن الحافز الاساسي الذي ادى الى الانخفاض كان يكمن في المخزونات الامريكية.

بالاضافة الى ذلك, ذكرت اوبك قبل ساعات ان المستويات الحالية لاسعار النفط مقلقة نوعاً ما, وفي الوقت الحالي, ومع تسعير كامل للاتفاق الذي تم التوصل اليها في السابق, ومع ارتفاع المخزونات الامريكية, تحتاج اسعار النفط الان الى حوافز جديدة اخرى, كمعدلات النمو العالمية مثلاً او توقعات معدلات التضخم والنمو المستقبلية. عدا عن ذلك, قد يكون انخفاض اليوم هو الشرارة الاولى لمزيد من الانخفاضات خلال الاسابيع والاشهر المقبلة.

على الرغم من كل ذلك, لا تتفاجأوا في ما لو بدأ اعضاء من منظمة اوبك الظهور على الاعلام للحديث عن اسعار النفط الحالية او ان يعيدو حالة الامل الى الاسواق من جديد حول احتمالية تمديد اتفاق خفض الانتاج والذي ينتهي في يونيو من العام الجاري وذلك كمحاولة منهم لوقف الانخفاضات.

Leave A Reply

Your email address will not be published.