مكتبة التداول

استمرار ارتفاع الأسواق مع وجود دعم دونالد ترامب

0

لازالت الاسواق الامريكية والدولار الامريكي في ارتفاع مستمر, وتزيد من ارتفاعاتها بوماً بعد بوم, ويبدوا ان هذه التحركات ستستمر لفترة من الزمن, ليس لأيام بل قد تكون لشهور عدة.

ذكر دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية الجديد ان سعر صرف الدولار مرتفع بشكل كبير, كما ذكر ايضاً ان هذا الارتفاع “يقتلنا”. على الرغم من هذا, إلا ان الدولار لازال في ارتفاع من جديد.

احد اهم الاسباب التي ادت الى الارتفاعات الحالية خلال الايام الماضية تعود الى توقعات الاسواق بأن يقوم البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي برفع اسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في مارس المقبل

في الوقت الحالي, تشير العقود الآجلة لمعدلات الفائدة الامريكية الى تسعير الأسواق لاحتمال 70% بأن يتم رفع اسعار الفائدة في مارس المقبل, وعلى الرغم من ذلك, إلا ان الاسواق الامريكية لازالت في حال من الارتفاع المستمر, وذلك بعدم من وعود دونالد ترامب بأنه سيقوم بضخ اكثر من تريليون دولار لإعادة بناء البنية التحتية للبلاد.

على الرغم من ذلك, إلا انه وفي الوقت الحالي لم يحدث شيء بعد, لازالت خطة على الورق بينما ما يهم الاسواق هو كيفية تطبيق هذه الخطة وليس الاعلان عنها فقط ا الحديث عنها. كما اننا لا نعلم حتى هذه اللحظة كيف سيتم تأمين هذه المبالغ الكبيرة خصوصاً وان فترة انتهاء سقف الدين الاميركي تنتخي مع نهاية يوم 15 مارس المقبل.

DXY_Daily_0303

بالنظر الى المؤشر العام للدولار الامريكي, كنا قد ذكرنا مسبقاً ان المؤشر العام يقوم ببناء نموذج رأس وتكفين سلبي على المستوى اليومي, وذلك طالما انه يتداول دون مستويات المقاومة المتمركزة عند 101.70.

خلال تداولات يوم امس, استطاع المؤشر اختراق هذه المستويات نحو الاعلى وهو ما قلص من احتمالات استمرار النموذج الذي تكلما عنه سابقاً. على الرغم من هذا, إلا انني افضل الانتظار من جديد لبعض الوقت وانتظار الاغلاق الاسبوعي قبل الحديث عن هذا النموذج من جديد.

الارقام الاقتصادية الامريكية كانت نوعاً ما متباينة, حيث ان مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية قد ارتفع الى اعلى مستوى له في عامين, وهو ما يظهر مدى الايجابية في هذا القطاع بناءً على تصريحات الرئيس الجديد ايضاً.

إلا ان الانفاق على الإنشاءات كان قد انخفض على عكس توقعات الاسواق تماماً لينخفض بأكبر وتيرة منذ عام وهو الشيء الذي ادى بفرع الفدرالي الامريكي في اتلاتنتا بأن يخفض توقعات النمو للناتج المحلي الاجمالي للربع الاول من العام الجاري نحو الاسفل الى ما دون مستويات 2%

على المتداولين الانتباه جيداً خلال حديث جانيت يلين خلال تداولات الاسبوع الماضي, حيث ان حديثها في الغالب ما سيكون قريب الى السلبية نوعاً ما, وذلك لتحاول وقف ارتفاعات الدولار الكبيرة مؤخراً, ولهذا من الممكن ان نشهد رفع اسعار الفائدة مع لهجة سلبية نوعاً ما.

كما ان الاسواق في الغالب ما قامت بتسعير رفع اسعار الفائدة مسبقاً بدليل ارتفاع الدولار بشكل كبير خلال الايام الماضية, ولهذا فمن الممكن ان تكون ارتفاعات الدولار الحالية وقتية ولفترة بسيطة, وهو الشيء الذي من الممكن ان يبقينا بعيدين قليلاً والانتظار حتى تتضح الرؤية بشكل اكبر .

اما عن الاسواق الامريكية, وكما ذكرنا في السابق, لن نقوم بالاقتراب من أي مؤشر من المؤشرات المالية الامريكية حالياً, خصوصاً وان قيم الشركات قد وصلت الى مستويات تاريخية بشكل كبير ووصلت الى مرحلة خطرة ايضاً, ولازلت افضل المؤشرات الاوروبية اكثر من الامريكية والتي اعتقد انها في وضع صحي افضل بكثير من الاسواق الامريكية.

احد اهم الامور التي نتابعها الان هي الدين الهامشي في الاسواق الامريكية والذي وصل الى مستويات تاريخية جديدة, وخلال العقود الماضية, في كل مرة كان هذا الدين يصل الى مستويات تاريخية جديدة, كانت الاسواق تعود للانخفاض وتسجل تصحيحات كبيرة جداً

السؤال يبقى حالياً هو متى من الممكن ان تبدأ التصحيحات وما السبب الذي قد يؤدي الى ذلك. باختصار, لا يمكن لاحد التنبؤ بذلك حالياً. تحتاج الاسواق الى حافز اساسي كبير لكي تبدأ بالتصحيح ولكي يتغير الشعور العام في الاسواق.

في الاتحاد الاوروبي, على الرغم من ان البنك المركزي الاوروبي قد وعد الاسواق بأن يقوم بتخفيف التيسير الكمي في ابريل من العام الجاري, إلا ان الاسواق الاوروبية قد عادت الى التصحيح بشكل طبيعي ومنها عادت الى الارتفاع من جديد لتستمر في اتجاهها الايجابي على المدى الطويل. وهذا هو الفرق ما بين الاسواق الامريكية والاسواق الاوروبية.

الاسواق الاوروبي تعتبر اكثر عدلاً من الاسواق الامريكية بشكل كبير, وعلى اثر ذلك لازلنا نفضل الاسواق الاوروبية على الامريكية, على الرغم من وجود حالة عدم اليقين في الاسواق حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي وعلى الرغم من الانتخابات الفرنسية المقبلة.

ملاحظة اخيرة, الارتفاعات الجنونية في الاسواق الامريكية تذكرني بما حصل قبيل الازمة المالية العالمية ايضاً, ارتفاع قيم الشركات بشكل جنوني يوماً بعد يوم, ومع ارتفاع ارباح الشركات بشكل اكبر, لكن الفرق ما بين تلك الفترة وهذه الفترة هو ان معدلات النمو الحالية تعتبر منخفضة جداً بالمقارنة مع تلك الفترة بينما معدلات التضخم بدأت تشير الى احتمالية ان نشهد ارتفاعات في التضخم بشكل اكبر من المتوقع خلال الاشهر المقبل.

يبقى السؤال, ما الذي سيفعله الفدرالي الامريكي خلال الفترة المقبلة في ما لو استمرت معدلات التضخم بالارتفاع واستمرت معدلات النمو منخفضة جداً, وهذه قد تكون الورطة الجديدة التي تنتظر الفدرالي الامريكي ليس فقط في الولايات المتحدة الامريكية بل في العالم اجمع.

Leave A Reply

Your email address will not be published.