مكتبة التداول

هل يؤثر محضر الفيدرالي على حركة الأسواق بشكل كبير؟

0

سوف يستهل الدولار الأمريكي العام الجديد بأسبوع حافل بالبيانات. إذ يتضمن اليوم الثاني من التداول بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي وتقرير فرص العمل، فضلا عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأخير، والذي قد يكون صاحب أكبر تأثير على حركة الأسواق بين البيانات المرتقبة. ولكن الظروف مهيأة لتحول في معنويات السوق بما يصب في مصلحة الدولار. 

وكان شهر ديسمبر إيجابيًا لشهية المخاطر، والتي كانت بطبيعة الحال تثقل كاهل الدولار الأمريكي. سجل خلاله مؤشر الداو رقمًا قياسيًا جديدًا، واقترب مؤشر ستاندرد آند بورز من تحطيم رقمه القياسي بفارق ٩. ومن المثير للاهتمام، أن المؤشر كان قد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في ٣ يناير ٢٠٢٢. وغدا قد يتكرر هذا النمط. وقد يأمل المتداولين الاكثر تفاؤلا في استمرار رالي سانتا. 

ما يتعين متابعته

التحدي الحالي للدولار هو أن هناك تسلسلًا مستمرًا لتسعة أسابيع متتالية من الرغبة في المخاطرة. وهذا أمر نادر نسبيًا، وكان ٢٠٠٤ هي المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك. وهذا يعني أن هناك فرصة أكبر لتصحيح وسط تدفق البيانات. وعادةً ما تشهد الأسواق انعكاسًا لتفاؤلها خلال فترة العطلة في أول أسبوع من العام الجديد. والسؤال هو ما العامل الذي قد يكون سببًا أو دافعًا لحدوث تغيير في الأسواق. 

لقد اتخذت الأسواق وجهة نظر في الفترة الأخيرة بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو سياسة تيسير نقدي. وبعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بترك أسعار الفائدة دون تغيير في الشهر الماضي، أظهر البيان المصاحب أن ثلاث تخفيضات متوقعة على مدار العام المقبل. وكانت كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد قرار الفائدة حذرة أيضًا. وقد ساعد ذلك في دعم تسعير السوق لخفض الفائدة فيما يصل إلى ست مرات العام المقبل. وفيما بعد، انخفضت عوائد السندات الأمريكية، وارتفعت سوق الأسهم، وتأثر الدولار سلبًا. 

حيث يمكن أن تتغير الأمور

الأسواق عادةً ما تميل إلى التفاؤل المفرط حيال مدى التيسير الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي، وقد تثبت محاضر الاجتماع الأخيرة أن تلك التوقعات قد تكون غير واقعية. ويبدو أن المستثمرين كانوا يستخفون بتعليقات عضو لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أوستان جولسبي على قرار سعر الفائدة، الذي حذر من الإفراط في التسعير فيما يتصل بتخفيض أسعار الفائدة. وسيغادر السيد جولسبي اللجنة العام المقبل، مما قد يفسر لماذا لم تكن تصريحاته قوية التأثير بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، حين يعتبر العضو الأكثر ميلاً نحو سياسة نقدية ميسرة أن هناك زيادة غير ملائمة في توقعات السوق لتخفيضات في أسعار الفائدة، فقد يكون هناك ما يدعو إلى ذلك. 

واسنادًا لذلك، فمن المحتمل أن يكون خطر الحصول على مفاجأة في جانب التشديد من قبل الفيدرالي قائمًا، لأن السوق بالفعل متجهة بشكل كامل نحو التيسير. ومن الصعب أن نرى كيف يمكن للفيدرالي أن يقترح أي تيسير أكثر مما قد قامت السوق بتسعيره بالفعل. ولكن هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي لتوليد تصوّر أكثر تشددًا، مثل الإصرار على بذل المزيد من الجهد للحد من التضخم. أو التركيز على الضيق في سوق الوظائف، وهو أمر وثيق الصلة بشكل خاص في ضوء ظهور أرقام الوظائف غير الزراعية المرتقبة نهاية الأسبوع. 

من المحتمل أن يفهم المحضر أيضًا ضمن السياق. إذ يعتمد تصوّر الاحتياطي الفيدرالي كونه أكثر تيسيرًا على فكرة أن الولايات المتحدة ستحقق هبوطًا اقتصادي ناعم. وهذا يعني أن فرص العمل التي يتم توفيرها تتباطأ مع الاقتصاد. لكن تفوق مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى جانب ارتفاع مفاجئ في تقرير الوظائف يمكن أن يعزز من حجة التشديد. وهذا بدوره يمكن أن يمنح الدولار فرصة للارتفاع مجددًا. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.