مكتبة التداول

يجب ألا يغفل متداولي الذهب عن تقلبات أسعار النفط الخام

0

إن مرونة العرض موضوع غير شائع مناقشته أو التحدث عنه حين يتعلق الأمر بالذهب. وأحد النقاط الرئيسية التي يتم التركيز عليها عند تسويق الذهب، تتمثل في كونه نادراً وكميته في العالم ثابتة إلى حد كبير. مما يعني إنه يحتفظ بقيمته بشكل أفضل، ويمكن الاعتماد عليه كوسيلة للحفاظ على القيمة على المدى الطويل. وعلى عكس العملات الورقية التقليدية التي يمكن للحكومات طباعة المزيد منها وزيادة امداداتها في السوق، ويتسبب بانخفاض قيمتها بمرور الوقت، الذهب لا يمكن “تضخيمه” أو زيادة إمداداته بسهولة. 

ولكن عندما يتعلق الأمر بارتفاع وهبوط أسعار الذهب والتي يستفيد منها المتداولون، فمرونة العرض للذهب قد تكون لها تأثير كافٍ لتصبح مهمة بالنسبة لمتداولي الذهب. وهذا يشكل ارتباطاً غير عادي بالتذبذب الأخير في أسعار الخام. ولقب “الذهب الأسود” الذي يُطلق على النفط الخام يرتبط بقيمته وأهميته الاقتصادية وليس بالضرورة لأن سعر النفط الخام يمكن أن يؤثر مباشرة على أسعار الذهب. لكننا نعيش في زمن يشهد فيه العالم تطورات وأحداث غير مألوفة. 

كيف ينطبق مفهوم مرونة العرض هنا؟

مرونة العرض هو المصطلح الاقتصادي الذي يُطبق على الطريقة التي يجد فيها الناس طرقاً لإنتاج المزيد عندما تشح سلعة ما أو تصبح نادرة. ويُصحح نقص العرض من خلال الاكتشاف والابتكار أو الحفاظ على الموارد، ويحفز ذلك أسعار السلعة في السوق. فعندما   يرتفع سعر أصل ما بما فيه الكفاية، يصبح من المجدي إنفاق المزيد من الموارد والجهد لاكتشاف طرق للعثور على مزيد من هذا الأصل، أو إنتاج المزيد منه، أو منع هدره. 

ولكن هذه الظاهرة تعمل في الاتجاه المعاكس أيضاً. فعندما تنخفض أسعار السلعة أو المورد بما فيه الكفاية، يتقلص الاهتمام عادةً بالبحث عن المزيد منه، لأنه يمكن شراؤه بأسعار منخفضة. وهذا ما حدث في مجال الطاقة خلال القرن الماضي. حيث كان الوقود الأحفوري متوفر بكميات كبيرة، وبالتالي رخيصاً. لذا فإن البحث عن مصادر بديلة للطاقة أو تطوير تقنيات للطاقة البديلة لم يكن مجدياً حقاً. ولكن عندما ترتفع الأسعار، يصبح البحث لتوفير مصادر الطاقة البديلة لاستخدامها أكثر جدوى اقتصادياً، وبالتالي يصبح الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة البديلة مجدياً لأن تكلفة إنتاج الطاقة منها سيكون أقل من تكلفة إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري بأسعار مرتفعة. 

حركة الأسعار غير الاعتيادية

شهدت أسعار الذهب ضغوطاً مؤخراً بسبب السياسة النقدية في المقام الأول. إذ كان ينبغي أن ترتفع أسعار الذهب نسبياً مع ارتفاع التضخم. بيد أن أسعار الفائدة المرتفعة تدفع سعر الذهب إلى الانخفاض. وارتفاع أسعار الفائدة يمنح الدولار الأمريكي مزيداً من القوة، لأنه يصبح من المجدي الاحتفاظ بالدولار كونه يدر ربح أكثر مقارنة بالاستثمار في عملة أخرى أو أصول أخرى. 

وهذا يعني عادة أن أسعار النفط الخام سوف تهبط. ولكن إمدادات النفط الخام إلى العالم تقنن عمداً من قبل المنتجين الرئيسيين بهدف رفع الأسعار. ومن المتوقع أن يصل استهلاك النفط الخام العالمي إلى مستويات قياسية هذا العام، في الوقت الذي تقلص فيه السعودية وروسيا إنتاجهما. 

الصلة بين الذهب والنفط الخام

كان من المفترض أن يتسبب التضخم المرتفع بتفعيل مفهوم مرونة العرض، وكان يُفترض أن يقدم المنقبين عن الذهب على إنفاق مزيداً من الأموال والجهد للبحث عن مناجم جديدة تحتوي على كميات من الذهب يمكن استغلالها. ولكن تدخل البنوك المركزية وتلاعبها بأسعار الذهب، كان سبباً في الإبقاء على الطلب منخفضاً بشكل مصطنع، مما يتيح فرصة حدوث “ارتداد” عندما تعود معدلات الفائدة إلى مستوياتها الطبيعية. وارتفاع تكلفة النفط الخام قد دفع تكاليف إنتاج الذهب لأعلى مستوياتها، مما يقلص هوامش الربح لدى منتجي الذهب. وهو ما يؤثر على إمكانية زيادة إمدادات الذهب بسهولة. 

ولجأت شركات التعدين الكبرى لشراء شركات منتجين صغار تمكنت بالفعل من اكتشاف مناجم تحتوي على مخزونات من الذهب، بدلاً من الإنفاق على التنقيب. وذلك لأن الشركة الأكبر يمكنها توفير التكاليف وزيادة الربح. ولكنه كذلك يعني أن إنتاج الذهب لا يواكب الطلب “الطبيعي”، مما يخلق فجوة في العرض. وعندما تعود الأسعار إلى طبيعتها في المستقبل، حين تبدأ البنوك المركزية في تخفيض معدلات الفائدة على سبيل المثال، فمن المرجح أن “ينتعش” الطلب على الذهب. وبما أن تطوير مناجم الذهب الجديدة يستغرق عدة سنوات، فعندما ينتعش الطلب حينها، قد يحدث نقصاً كبيراً في المعروض، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في سعر المعدن الأصفر. 

وطالما استمرت أسعار النفط الخام في الارتفاع بفعل التدخلات، فقد تتفاقم هذه الظاهرة. وإذا حدث هبوط في أسعار النفط تزامناً مع تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة، فإن ذلك يمكن أن يشير إلى انهيار الوضع الاقتصادي أو المالي، وهو ما قد يجعل الأفراد والمستثمرين يبحثون عن ملاذ آمن مثل الذهب، ليكتشفوا أنه لا يوجد ما يكفي من المعروض. وقد يكون هذا عاملاً يفضي إلى ارتفاع حاد في أسعاره. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية

Leave A Reply

Your email address will not be published.