مكتبة التداول

ما الذي قد يحدث في الأسواق إذا شكلت أرقام الوظائف غير الزراعية مفاجئة؟

0

كان المحلّلون يبالغون كثيراً في تقدير نتائج الوظائف غير الزراعية كل مرة منذ بداية هذا العام. وإذا تكرر ذلك الأمر هذه المرة أيضاً، فقد يقتنع العديد من المتداولين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم برفع أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل. ومع استمرار حالة عدم اليقين بشأن قضية سقف الدين، نجد أن الظروف مهيأة لتقلبات كبيرة قد تشهدها الأسواق في حال جاءت قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية مفاجئة. 

بعد الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، كان هناك إجماع قوي على أنه سيكون هناك توقف مؤقت لرفع الفائدة، حين تجتمع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة من جديد في يونيو. وكان من المفهوم بشكل عام أن بيان قرار الفائدة يعبّر بشكل واضح عن هذا المعنى. 

ولكن بعد تحليل محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وآخر التطورات المتعلقة بالأسعار، يتوقع غالبية المتداولين الآن رفع الفائدة. وقد ترجح بيانات الوظائف الكفة، ويكون لها تأثير كبير على توجه الأسواق وقيمة الدولار الأمريكي. 

أين تتجه الأمور

أكثر من ثلثي المتداولين يتوقعون زيادة في أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، وهذا زيادة كبيرة منذ الأسبوع الماضي عندما كان الغالبية لا تزال تتوقع تعليق رفع الفائدة. وكانت أحد العوامل التي تدخلت في ذلك هي التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الدين من قبل السياسيين، مما ساهم في عودة بعض التفاؤل. لكن صفقة الدين تعني أيضاً زيادة كبيرة في حجم الإنفاق من قبل الحكومة، مما يعيد مسألة التضخم من جديد للواجهة. 

أصبح سوق العمل أيضاً محور اهتمام الاحتياطي الفيدرالي بشكل متزايد. ذلك لأنه مع تراجع معدل التضخم، بات قريباً من معدل زيادة الرواتب. وهذا يعني أن زيادة الرواتب تقترب من ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار السلع والخدمات. فعندما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في نطاق ٨٪، كان متوسط الدخل في الساعة عند نسبة ٤٪ تقريباً مصدر قلق ثانوي. ولكن عندما ينخفض التضخم إلى نطاق ٤٪، فإن هذا النمو القوي في الرواتب قد يكون عائقاً قوياً أمام إعادة التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ ٢٪. 

توقعات النتائج المحتملة

من المتوقع أن يزيد متوسط الدخل في الساعة مرة أخرى ويصل لنسبة ٤.٤٪. وفي سياق انخفاض معدل مشاركة القوى العاملة المتوقع من ٦٢.٦٪ إلى ٦٢.٥٪، يثار موضوع ضيق سوق العمل حيث تقل الوظائف المتاحة ويزيد عدد الباحثين عن عمل. وقد يعتبر توفير عدد قوي من الوظائف دليلاً على أن ضغوط التضخم قد أصبحت “ثانوية“. 

وهذا هو الأمر الذي يقلق البنوك المركزية، لأنه يعني أن التضخم قد أصبح هيكلياً وليس مؤقتاً، وأن هناك حاجة لتدابير إضافية للتعامل معه وإعادة توجيه الاقتصاد إلى مسار مستدام ومستقر. وحتى الآن، أصر بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن الأمر ليس كذلك. لكن سوق العمل “النشط” مع الزيادات المستمرة في الأجور يمكن أن يُنظر إليه على أنه يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والطلب، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار. وقد تصبح إعادة معدل البطالة فوق المستوى الهيكلي أولوية جديدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما سيزيد من الرهانات على زيادة أسعار الفائدة. 

ما توضحه الأرقام

من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى ٣.٥٪ من ٣.٤٪ سابقاً، وبالكاد يكون ارتفع عن أدنى مستوياته التاريخية. ولا يزال يُنظر إلى ذلك على أنه أقل بكثير من المستوى الهيكلي، ويسهم في ارتفاع تكاليف العمالة. 

ومن المتوقع أن يأتي رقم الوظائف غير الزراعية الرئيسي مرة أخرى عند ١٨٠ ألفاً، منخفضاً من ٢٣٥ ألفاً التي تم الإبلاغ عنها الشهر الماضي حين توقع المحلّلون أيضاً نمواً بمقدار ١٨٠ ألفاً. والتوقعات هي أنه إذا تم الإبلاغ عن خلق أكثر من ٢٠٠ ألف وظيفة، فإن الإجماع على رفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي في الاجتماع القادم قد يتوحد. ولكن في حال لم تتحقق التوقعات، قد ينقلب الإجماع مرة أخرى ويعود إلى ما كان عليه قبل أيام قليلة، حيث كان يتوقع تعليق رفع الفائدة مؤقتاً. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.