مكتبة التداول

إلى أين قد يصل قاع النفط الخام الأمريكي؟

0

هبطت أسعار خام غرب تكساس الوسيط من جديد ما دون مستوى ٧٠ دولاراً للبرميل. ولكن للمرة الأولى منذ ما يقارب الشهر، يغلق دون هذا المستوى. وبعد إغلاق السوق الأمريكي، شهد السعر ارتفاع مؤقت ولكنه سرعان ما انتهي بسبب تقارير مؤشر مديري المشتريات الصادرة عن الصين. وكل هذا يأتي قبيل اجتماعأوبك + المهم والحاسم الذي سيعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع. فما هي العوامل الأخرى التي تؤثر أيضاً على سعر النفط الخام؟ 

ليس هناك تعافي قوي

قبل أسبوعين فقط أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبدأ في شراء النفط لاستعادة احتياطاتها الاستراتيجية من النفط. وكان هذا الإعلان متوقعاً بشكل كبير، خاصة أن الحكومة قد صرّحت في البداية إنها ستبدأ في الشراء عند مستوى ٧٠ دولاراً للبرميل. ولكن هذا الإعلان كان بخصوص العروض التي لن تكتمل حتى شهر أغسطس. في غضون ذلك، تواصل الحكومة بيع النفط من الاحتياطي الاستراتيجي. 

وكان انخفاض الطلب على النفط خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي من بين العقبات الاخرى التي اعترضت أسعار النفط. إذ تم تخفيض المخزون وإرساله إلى محطات التوريد وذلك تحسباً للزيادة في الطلب التي تُشهد عادةً في عطلة نهاية الأسبوع والتي توافق يوم الذكرى. وفي هذه الفترة، يتوقع أن يزداد الاستهلاك للوقود والنفط نظراً للسفر والنشاطات الترفيهية التي يقوم بها الأمريكيون. ويمثل بداية موسم القيادة في الولايات المتحدة حيث تزداد نسبة التنقلات والسفر. ومع ذلك، كان الطلب منخفضاً بنسبة ١.٣٪ مقارنة بالعام السابق. أي أن الأمريكيون قل استهلاكهم فيما يتعلق بقيادة السيارات واستهلاك النفط بسبب التحديات والمشاكل التي تواجه الاقتصاد الأمريكي. 

أزمة الدين لم تنفرج بعد 

كان الساسة يستغلون الوقت المتبقي حتى انتهاء المهلة للتفاوض أو اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن رفع سقف الذين، بدلاً من اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة. وسرعان ما تحول رد الفعل الإيجابي الأولي لإعلان الاتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى حالة من القلق بسبب طول وتعقيد العملية السياسية والبيروقراطية الفعلية لاعتماد وتمرير مشروع القانون المؤلف من ٩٩ صفحة. وعلى الرغم من تفاؤل كل من البيت الأبيض وزعماء الكونجرس بشأن إقرار القانون، إلا أن هناك عديد من الأصوات القوية التي تعارضه. 

ورغم احتمالية تمريره في الوقت المناسب، إلا أن السوق قد يفضّل الانتظار إلى أن يحين التصويت ويتم تأكيده. والموعد النهائي المتوقع فيه نفاذ السيولة في الحكومة الأمريكية هو ٥ يونيو. ومن المتوقع أن يتم التصويت على المشروع في مجلس النواب اليوم، ومن ثم يتم إحالته إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه بحلول يوم الجمعة، أي قبل انتهاء المهلة المحددة في الخامس من يونيو بيومين فقط إذا ما استثنينا يومي العطلة الأسبوعية. 

مشاكل أوبك+ تتفاقم 

وفي غضون ذلك، ستجتمع منظمة أوبك+ في نهاية الأسبوع بحضور شخصي لممثلي الدول الأعضاء في فيينا، وهو ما يدل عادة على أنه ستكون هناك محاولة لإجراء تغييرات في اتفاق الإنتاج الحالي. وبحسب ما ورد، هناك خلاف بين أكبر قطبين، السعودية وروسيا. إذ تحافظ روسيا على حصتها من الإنتاج على الرغم من الوعود بخفضها، وهو ما أثار حفيظة المملكة العربية السعودية التي تحاول خفض الإنتاج لدعم الأسعار. ومن المحتمل أن يؤدي هذا الطريق المسدود إلى عدم الإعلان عن أي تخفيضات، على الرغم من تباطؤ الطلب العالمي. 

وكانت نتائج مؤشرات مديري المشتريات لقطاع التصنيع في الصين بالأمس قد أحدث إشارة على تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي. إذ شهدت الصناعة الصينية الشهر الثاني على التوالي من الانكماش. وقبل ساعات قليلة فقط أظهر استطلاع البنك الفدرالي في دالاس أن الطلب الصناعي في الولايات المتحدة تراجع بوتيرة أكبر مما كان متوقعاً. وبذلك يظهر أكبر مشترين للنفط، الولايات المتحدة بصفتها أكبر مستهلك والصين بوصفها أكبر مستورد علامات على ضعف النشاط الاقتصادي، مما يعني أن توقعات زيادة الطلب هذا العام قد لا تكون دقيقة. 

وفي ظل هذا، من المتوقع الآن أن يستمر البنك المركزي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة، والذي من شأنه أن يدعم الدولار الأمريكي ويفاقم المخاوف من الدخول في ركود. وتُعتبر أرقام الوظائف التي ستصدر يوم الجمعة مفصلية وحاسمة لتحديد توقعات ما سيقدم عليه الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.