مكتبة التداول

هل لعريضة الاتهام بحق ترامب تداعيات محتملة على الأسواق؟

0

كانت هناك تغطية إخبارية شاملة حول العالم بشأن اعتقال ترامب المرتقب في وقت لاحق اليوم. وكانت وسائل الاعلام تتابع طائرته المتجهة من فلوريدا إلى نيويورك باهتمام فائق. ولكن، هل يُعتبر هذا الحدث هاماً بالنسبة للمتداولين؟ 

إحدى النتائج المحتملة، وإن كانت سطحية، تشبه ما يحدث خلال كأس العالم: حيث يتشتت انتباه الناس، وينخفض حجم التداول، وتزداد فرص وقوع “أخطاء” في السوق. وهذا أسبوع يشهد بطء في الحركة بالفعل، إذ لا يحوي سوى عدد قليل من البيانات الرئيسية، وجلسة تداول مختصرة بسبب عطلة عيد الفصح، والصين تشهد عطلة مهرجان تشينغ مينغ، وعطلة الربيع. وهذا كله يمكن أن يؤدي إلى تقلبات أوسع نطاقاً في السوق ومزيد من التحركات اللامنطقية في السوق. 

بعيداً عن المسرح السياسي

أما بالنسبة للحدث نفسه، فقد صاحبه ضجة كبيرة. ومن المؤكد أن اعتقال رئيس سابق أمر لم يسبق له مثيل. ومع ذلك، وبعيداً عن تشتيت الانتباه عن الأحداث الأخرى التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر وفوري على الأسواق، لا يبدو أن اعتقال ترامب له أي آثار مباشرة على توقعات السوق. 

من المؤكد أن هناك بعض التكهنات المنتشرة حول كيفية تأثير عريضة الاتهام على فرص ترامب في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، ومن ثم الفوز بالانتخابات. بيد إن الانتخابات التمهيدية قد بدأت للتو، ولن يجرى التصويت حتى العام المقبل. وهذا أبعد ما يكون عن المستقبل القريب ليجعل الأسواق تهتم بالتغيير الذي يطرأ بسببه على محافظها الاستثمارية. خصوصاً أنه بين الحين والآخر لا يزال هناك ركود متوقع مع شكوك كبيرة حول مدى صعوبة أو سلاسة الهبوط. 

السياسة مهمة كما البيانات

في حين تم تشتيت انتباه وسائل الإعلام وقامت هي بدورها بتشتيت الانتباه حول وضع ترامب، فقد حدثت بعض التحولات المهمة في البيانات التي غيرت وجهة السوق. فبالأمس كان هناك اتجاه عام بالعزوف عن المخاطرة، وذلك بعد أن مؤشر القطاع الصناعي الصادر عن معهد إدارة الامداد (ISM) أسوأ أداء منذ عام ٢٠٢٠. وهو ما أثر بشكل سلبي على الدولار، وانخفضت توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حول الناتج الإجمالي المحلي بشكل جذري. حيث كان توقعه السابق يشير لزيادة سنوية في الاقتصاد بنسبة ٣.٢٪ في الربع الأول. والآن يتوقع أن يبلغ الناتج الإجمالي المحلي للربع الأول ١.٧٪ فقط. 

بيد أن سوق الأسهم قد ارتفع بالرغم من الأنباء السلبية. وكان الدافع وراء هذه المكاسب قطاعان رئيسيان. حيث شهدت شركات الطاقة، وخاصة شركة شيفرون، انتعاشاً بعد أن وافقت “أوبك+” على خفض إنتاجها بمقدار ١.٦٦ مليون برميل في اليوم بدءاً من مايو. وقد حصلت شركات الرعاية الصحية على دفعة قوية في أعقاب قرارات إيجابية بشأن مدفوعات الرعاية الطبية. وكان كل من هذين الحدثين سياسياً، وكافياً لدفع السوق إلى الارتفاع على الرغم من البيانات المخيّبة للآمال. لذا فحتى لو لم تكن هناك تأثيرات مباشرة وفورية متوقعة من حدث سياسي، فلا ينبغي لنا أن نتجاهل ردة فعل السوق تماماً. 

ومع تركيز الساسة على الدراما الحاصلة في نيويورك، فإن العوامل الجيوسياسية الأخرى التي قد يكون لها تأثير مباشر وفوري أكثر على الأسواق تحظى بقدر أقل من الاهتمام. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التايواني مع مكارثي رئيس مجلس النواب، الأمر الذي قد يصعد التوترات أكثر مع الصين. وبعد أن تم الكشف عن بالون التجسس الذي جذب انتباه وسائل الإعلام منذ فترة، ومنذ ذلك الحين تم نسيانه، تبين إنه قام بالفعل ببعض التجسس. وكان من المفترض أن تزور وزيرة الخزانة يلين الصين قريباً للمساهمة في تخفيف التوترات بشأن تلك الحادثة. ودعونا نرى ما سيحدث. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.