مكتبة التداول

إلى أي مدى قد يرتفع الذهب؟

0

كانت أسعار الذهب تتجه نحو الارتفاع لأكثر من شهر حتى الآن، حيث سجل الذهب مكاسب بأكثر من ١٠٪ منذ بداية نوفمبر. وهذا الأمر بطبيعة الحال يطرح تساؤلاً عما إذا كانت هناك قمة جديدة مقبلة للذهب توقف ارتفاعه، أم أن المعدن الثمين سيواصل الصعود خلال العام المقبل. قد تجعل احتمالية حدوث تضخم في أوائل عام ٢٠٢٣ المستثمرين يبحثون عن مكان لاكتناز الثروة. لكن هناك خطوات يمكن للبنوك المركزية أن تفعلها وتكون كفيلة بتعطيل الاتجاه الصاعد للذهب. 

وفي سبيل توقع ما إذا كانت أسعار الذهب ستستمر في اتجاهها الصاعد الحالي، من المهم التعرف على سبب أدائها على هذا النحو حتى الآن. وفي حين يمكن الإشارة إلى مجموعة متنوعة من العوامل، فإن انخفاض قيمة الدولار يعد هو العامل المساهم الأكبر في هذه الحركة. فمنذ بداية شهر نوفمبر، فقد الدولار في الواقع ٨.٥٪ من قيمته مقابل سلة عملاته. مما يشير إلى أنه إذا أردنا معرفة ما إذا كان الاتجاه الحالي في الذهب سيستمر، فعلينا أن نرى ما إذا كان من المرجح أن يستمر الدولار في الضعف حتى نهاية العام. 

ماذا يحدث للدولار الأمريكي؟ 

كان الدولار يفقد قوته بشكل رئيسي بسبب اعتقاد المستثمرين أن التشديد الاستثنائي للاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهايته. وكان الدولار أكثر جاذبية من العملات الأخرى خلال العام الماضي، لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان أكثر البنوك المركزية عدوانية في وتيرة ونقاط التشديد في محاولة منه لكبح التضخم. بمعنى أن الاحتفاظ بالديون بالدولار كان أكثر ربحية من العملات الأخرى. 

ولكن مع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في “التحول” بعيداً عن الموقف العدواني، فمن المتوقع أن تلحق البنوك المركزية الأخرى بالركب ببطء. ومن المتوقع أن تتضاءل الميزة الرئيسية للدولار خلال الأشهر القادمة. ثم تأتي مسألة ما سيحدث في النصف الأول من العام المقبل، عندما يعتقد معظم خبراء الاقتصاد أن الولايات المتحدة ستقع في ركود. وليس أحد تلك النقاشات الفنية حول التعريف، مثلما كان بداية هذا العام. بل حول هل سيتمسك الاحتياطي الفيدرالي بأسعار فائدة أعلى خلال فترة الركود من أجل خفض التضخم؟ أم أنه سيذعنون للضغوط السياسية وسيبدأ في التيسير لدعم الاقتصاد؟ 

دور الصين

إضافة إلى ضعف الدولار، هناك عودة في الرغبة في المخاطرة، وذلك بفضل ابتعاد الصين على ما يبدو عن سياستها الصارمة المتمثلة في صفر كوفيد إلى سياسة صفر كوفيد أكثر ملاءمة اقتصادياً. وقد يساعد ذلك في التوقعات العالمية حيث يمكن للصين العودة إلى شراء المزيد من المواد الخام، ويمكن تخفيف أزمة سلاسل التوريد في الأشهر المقبلة. كما يمكن أن تساعد زيادة الإنتاجية في القاعدة الصناعية في العالم إلى جانب ضعف اليوان الصيني في تقليل التضخم، وتخفيف بعض المخاوف بشأن الركود. 

وتقوم الأسواق بتسعير ارتفاع بمقدار ٥٠ نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، وهو ما يمثل انخفاضاً في الوتيرة مؤخراً. وهذا من شأنه أن يضعه على المسار الصحيح لرفع ٢٥ نقطة أساس في نهاية شهر يناير. ومن ثم هناك خيار رفع آخر مرة واحدة في وقت ما في النصف الأول من العام، تاركاً المعدل النهائي عند ما لا يزيد عن ٥.٠٪. لذلك، إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة الأسبوع المقبل كما هو مسعر، وكان هناك ارتفاع في نهاية العام في الأسواق أو ما يعرف بـ سانتا رالي”، فقد يستمر الذهب في الاتجاه الصاعد على المدى القصير. ولكن إذا ضاعف بنك الاحتياطي الفيدرالي من خطاب رفع أسعار الفائدة، خاصة في ضوء أرقام الوظائف الممتازة من يوم الجمعة، فقد يجد الدولار بعض الاستقرار.  وقد يتعثر ارتفاع الذهب قليلاً. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية

Leave A Reply

Your email address will not be published.