إذا كنت ممن حالفهم الحظ، وشاهدت المسلسل الكوري “لعبة الحبار” على منصة “نتفليكس” فمن المؤكد أن تكون قد شاركت في مناقشات حول شخصيات وأحداث المسلسل، ولديك الرغبة في قراءة هذا المقال، وإذا لم تشاهده بعد فانصحك بمشاهدته أولاً.
تناولنا معاً سابقاً أحداث مسلسل “La Casa de Papel” وأسقطنا شخصياته على أنواع المتداولين انصحكم بقراءة هذا المقال السابق أيضاً، ولكن في هذا المقال سأناقش بعض الجوانب المتعلقة بأحداث المسلسل وشخصياته بداية من المتحكمون في اللعبة واللاعبين أنفسهم.
سأعطيكم نبذة في البداية عن المسلسل، حيث يتنافس اللاعبون في لعبة الحبار المثقلين بالديون على الفوز بجائزة مالية قدرها 45 مليار وون كوري من خلال المشاركة في ألعاب أطفال ولكن ثمن الخسارة في جولات الألعاب هو الموت!
إشارة حمراء، إشارة خضراء
اللعبة الأولى في المسلسل يمكن أن تكون هي بدايتك في السوق حيث لا تعرف ما هي قواعد اللعبة وترى عدد كثير من اللاعبين حولك ولكن بطبيعة الحال سينتابك الارتباك وقد لا تلتزم بالقواعد التي تم إملائها عليك. كل ما عليك فعله هو الإسراع نحو خط النهاية ولكن بشروط معينة وإذا لم تتبعها سيتم قتلك!
قد تكون بدايتك في التداول مشابهة لهذا الأمر، حيث تفكر في تحقيق أكبر قدر من الأرباح وقد يؤدي ذلك إلى دفعك لعدم الالتزام بالقواعد، مثل قواعد إدارة المخاطرة، ولهذا ستخسر على الفور إن لم تركز على اتباع تلك القواعد. ولهذا وجدنا أن أغلب اللاعبين قد تم قتلهم في البداية. وهكذا هو السوق؛ أغلب المتداولين يخسرون ولكن ليس بسبب السوق ولكن بسبب عدم اتباع القواعد.
قرص العسل
في اللعبة الثانية يمكن أن نقول أنها تشبه اختيارك للاستراتيجية الخاصة بك، ولكن بالرغم من بحثك عن الاستراتيجية الذهبية ستجد أن أغلبها تشبه بعضها والفارق الحقيقي هو أنه يجب أن تتمتع بالمرونة الكافية للتغلب على تقلبات السوق. وكان السر الحقيقي للتعامل مع كافة الاستراتيجيات هي “إدارة المخاطرة” فوجدنا “سيونغ جي هون” قد اكتشف سر الفوز وهو من خلال تقليل مخاطر انكسار قرص العسل. وكذلك هي السوق، حيث قد لا تلائم استراتيجيك كافة أوضاع السوق، ولكن إدارتك للمخاطرة هي العامل الحقيقي للنجاح.
جذب الحبل
في اللعبة الثالثة نستننج منها التعامل مع انعكاسات السوق، ففي البداية، وضع السوق خطة تداول واضحة للفوز وتقليل احتمالات الخسارة وكانت الخطة جيدة جداً في البداية وتم الالتزام بها ولكن بالرغم من ذلك كاد أن يخسر الفريق. وهذا دليل على أن خطة التداول الخاصة بك قد تواجه أوقات وفترات للخسارة، ولكن ما حدث هو أن الفريق وجد طريقة للتعامل مع اللحظات التي كاد أن يخسر فيها وهو اتباع خدعة للتغلب على الفريق الآخر. فمثلاً قد تلجأ أنت لاستراتيجيات مثل المضاعفات أو التحوط (الهيدج) للتعامل مع الانعكاسات المفاجئة للسوق وهو ما يمكنك من الخروج منها بأرباح.
الكرات الزجاجية
كانت هذه اللعبة تعتمد بشكل كبير على الحظ وهناك أيضاً من يعتمد على الحظ في التداول ظناً منه أنه سيستطيع تحقيق الأرباح. ولكن نجد أن من يعتمد على الحظ سيلاحظ انقلاب الموازين، تماماً كما حدث في أغلب الفرق. ولذلك إذا اعتمدت على الحظ في التداول فاعلم أنه إذا سارت الأمور كما توقعت فإنها قد تأتي عكس توقعاتك مرة واحدة لتفقدك كل ما حققته في البداية.
نتعلم أيضاً أنه إذا لم يكن لديك هدف محدد في بداية طريقك للتداول، مثلاً تحديد نسبة أرباح شهرية أو تحديد أقصى خسارة للحساب، ستسيطر عليك مشاعرك وتفقد شغفك للتداول وبالتالي لن تدفعك الخسائر إلى تحسين خطة التداول الخاصة بك.
مرور الجسر
تعبّر تلك اللعبة عن التداول بأقصى قدر من المخاطرة، فإذا أصبت فإن ذلك يعني قدر كبير من الأرباح والاقتراب أكثر من الأرباح الهائلة التي تنتظرك في نهاية الممر، ولكن خطأ واحد سيكلفك حسابك بالكامل. ولهذا تعلّم من هذه اللعبة أن تضع هدف لك في البداية وتعلّم من أخطاء الآخرين وحاول تجنبها، بالرغم من تحديات السوق. ولكن التعلم والدراسة والاستعانة بالخبراء سيساعدك على تخطيها، وهذا ما حدث مع عامل مصنع الزجاج.
وأخيراً قد يرى بعض المتداولون أن المتحكمون في اللعبة هم صناع السوق وأنهم دائماً ما يريدون خسارتهم ولكن هذا على النقيض تماماً، فالشخصيات الهامة كانت دائماً تراهن على مكسب اللاعب لاستمرار اللعبة وتحقيق المكاسب. هذا هو الوضع لشركات الوساطة التي توفر دائماً المواد التعليمية وأدوات التداول التي تساعد المتداول على تحقيق الأرباح حتى يستفيد كلا الطرفين من خلال العمولات باستمرار المتداول في تحقيق الأرباح، وإن كان منهم ما قد يراه البعض البنوك والمؤسسات الكبرى.
تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!
