مكتبة التداول

التصدي لفيروس جديد: التضخم

0

يشير الاقتصاد التقليدي إلى أنه إذا قمت بتوسيع القاعدة النقدية فإن التضخم سيأتي في أعقاب ذلك التوسع قريباً.

وتوسع القاعدة النقدية هو المصطلح الفني “لطباعة النقود”. ويفعل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا بأكثر من طريقة، مثل شراء السندات.

ومن بين المفاهيم التقليدية الأخرى للتوسع في القاعدة النقدية هو الإنفاق بالاستدانة من قِبَل الحكومة من خلال حزمة ضخمة من إعانات برنامج كوفيد.

وعلى هذا فهناك حجة تقليدية مفادها أن معدلات التضخم ستأخذ في التضخم بشكل كبير مستقبلاً.

ومن ناحية أخرى، وبعد الأزمة المالية في عام ٢٠٠٨ والتي حدث خلالها أيضاً توسع كبير في القاعدة النقدية، لم يتبع ذلك التوسع تضخم.

إن ما حدث فعلياً لا يعد عملية اقتصادية معقدة.

ففي أواخر العام الماضي كنا نتحدث عن الكيفية التي تعجز فيها البنوك المركزية أن تمثل حوالي ربع القاعدة النقدية. والأرجح أن الناس قد خبأت أموالها بعيداً عن البنوك.

وكانت النتيجة التي أدت إلى الأزمة المالية هي التحول نحو الادخار. وهذا النمط نشهده من جديد هذه المرة.

بنك الاحتياطي الفيدرالي يتوقع ارتفاع التضخم

يحتدم الجدل حول ما يمكن توقعه. ولكننا نناقش سيناريو واحد اليوم.

ألقى رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي “جيروم باول” خطابه في ندوة جاكسون هول يوم الخميس الماضي. ومن بين الأمور العديدة التي تم الإعلان عنها، فإن أكثرها صلة هي البيان الرسمي الأكثر أهمية والذي يفيد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان ينظر في “متوسط استهداف التضخم”.

وقد ترددت الشائعات منذ فترة، كما ذكر قبل الاجتماع الأخير.

ولكن ماذا يعني “استهداف متوسط التضخم” عملياً؟

لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي “تفويض مزدوج” شهير وذلك للحفاظ على استقرار الأسعار وانخفاض معدل البطالة. ولكن ما يشكل “استقرار الأسعار”، فهو متروك للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لاتخاذ القرار.

خلال العقد ونصف العقد الماضيين، قرروا أن التضخم بنسبة ٢٪ هو هدفهم. وإذا تجاوز التضخم الأساسي ذلك، فإنهم يعملون على خفضه. وإذا وصل أدنى النسبة المستهدفة، فإنهم يعملون على رفعه.

وستنظر السياسة الجديدة في إطار زمني أطول للوصول إلى الهدف.

ولا يزال الهدف أن يكون معدل التضخم ٢٪. ولكن، بدلاً من مجرد التفكير فقط في معدل التضخم في الوقت الحالي، سينظر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى “متوسط” معدل التضخم على مدى فترة طويلة من الزمن. ربما لعدة سنوات.

وعلى هذا، فمن الناحية النظرية قد يتجاوز تغيير مؤشر أسعار المستهلك أعلى وأدنى المعدل المستهدف لفترة من الوقت “للتعويض” عن الوقت الذي كان فيه أدنى أو أعلى.

ما هي الآثار العملية المترتبة على ذلك؟

تم شرح منطق الاحتياطي الفيدرالي من خلال سلسلة من الأعضاء الذين عقدوا مؤتمرات صحفية بعد إعلان “باول”.

وحيث أن معدل التضخم بقي أقل من الهدف لفترة طويلة. فهذا يعني أنه إذا تجاوز الهدف “بشكل متواضع” من بضعة أشهر إلى عام، فإنه سيعوض عن نقص التضخم من قبل.

وفي الواقع الفعلي فإن الاحتياطي الفيدرالي سيتحمل معدل تضخم يصل إلى ٢.٥٪ لمدة عام أو عامين. وهذا من شأنه أن يسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة ضخ السيولة وإبقاء معدل الفائدة المرجعي منخفضاً لفترة أطول، حتى لو بدأ التضخم في الارتفاع.

يتلخص جزء من الفكرة في ترسيخ الرسالة الموجهة إلى الأسواق بأن أسعار الفائدة ستكون منخفضة لسنوات، وذلك على أمل أن يستمر الناس في الاقتراض والإنفاق.

لكن هذا كله يستند إلى النظرية القائلة بأن أسعار الفائدة شديدة الانخفاض تؤدي إلى معدلات أعلى.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.