مكتبة التداول

ماذا يمكننا أن نتعلّم من الأزمة المالية لعام ٢٠٠٨؟

0

لا شك أن حالات الركود لا تتطابق تماماً، ولكن هناك بعض أوجه التشابه التي نستطيع أن نستخدمها لاكتساب بعض البصيرة بشأن الكيفية التي قد يتطور بها الركود الحالي.

والأهم من ذلك أن ما يعنيه ذلك لعدة أشهر قادمة حين تعود الاقتصادات إلى النمو.

ماذا يحدث بمجرد العثور على لقاح/علاج لمرض كوفيد؟ أو حين يدرجه المجتمع ببساطة كفيروس موسمي جديد؟

وقد يزعم البعض أننا لم نتعافَ بالكامل بعد من الأزمة المالية الكبرى، على الرغم من كوننا في أطول سوق صاعدة في التاريخ.

من الشائع أن نشير إلى السياسة النقدية، مع إبقاء أغلب البنوك المركزية على أسعار فائدة منخفضة للغاية أو سلبية منذ الأزمة الأخيرة. ولم يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلا مؤخراً بضع مرات قبل أن يضطر إلى خفضها من جديد.

تداول بأفضل الشروط! افتح حسابك مع أوربكس الآن

الأمر غير مقتصر على المؤسسات الكبرى فقط

ولكن خلف ما هو ظاهر، كانت هناك إشارات أخرى والتي (ربما قد تم تجاهلها) في الاقتصاد.

وعلى سبيل المثال، كانت القروض المتعثرة، وخاصة التخلف عن سداد قروض الرهن العقاري، لا تزال مرتفعة إلى نحو غير معقول ولم تعد إلى مستويات ما قبل الأزمة. فما زالت العديد من البنوك تحتفظ بمحافظ كبيرة من “الأصول السامة” والتي لم تعالج بعد، وكانوا يأخذون لها مخصصات.

وقد نما التفاوت في الدخل بشكل واضح في فترة ما بعد الركود.

ولم تشهد أغلب أوروبا عودة إلى مستويات التوظيف في مرحلة ما قبل الأزمة. وحتى بين البلدان التي شهدت توظيف كبير للعمالة، فإن قسماً كبيراً من هذا كان عبارة عن وظائف أكثر خطورة في اقتصاد البلاد، والتي كانت تدفع قدراً أقل من المال وفقاً للتضخم.

فالولايات المتحدة على سبيل المثال لم تعود إلى البطالة الهيكلية إلا منذ عامين فقط.

ما الذي يعنيه ذلك فيما يخص سيناريوهات التعافي التي نستعرضها؟

 يتلخص الأمل الآن في عودتنا السريعة إلى الوضع الطبيعي، بمجرد أن تصبح القيود المفروضة على الحركة الشخصية غير سارية.

وهذا هو سيناريو التعافي السريع على شكل حرف”V”. ولكن هذا يستند إلى افتراض مفاده أن الاقتصاد كان في حال جيدة قبل أن يتم إغلاقه. وكما ناقشنا من قبل، فهناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن العالم كان يتجه نحو الركود هذا العام على أية حال. وهذا من شأنه أن يخلف بطبيعة الحال عواقب بالنسبة لوتيرة التعافي.

وقد يزعم البعض أن الركود الاقتصادي الأخير أعقبته فترات تعافي أبطأ على نحو متزايد. وكان التعافي الاقتصادي أكثر اعتماداً على الحوافز النقدية والمالية.

فقد ظلت أسعار الفائدة منخفضة طيلة ما يقرب من عقد من الزمان بعد الركود الأخير. وهذا مقارنة بسنوات قليلة في فترة الركود السابقة وببضعة أشهر فقط في فترة الركود قبل ذلك.

الإصلاحات

لعقود من الزمان عند هذه المرحلة، كان محافظو البنوك المركزية يحذرون من أن النمو الاقتصادي كان هزيلاً بسبب الافتقار إلى الإصلاحات الهيكلية. وبترجمة المصطلح إلى لغة مبسطة، فإن هذا يعني أن العقبات التنظيمية تعمل على زيادة الضغوط على الشركات. وهذا من شأنه أن يجعل النمو أبطأ حتى في أفضل الأوقات.

وكانت الاستجابة شبه العالمية للأزمة الأخيرة سبباً في زيادة العبء التنظيمي على الشركات. وتتحدث الجهات التنظيمية عن زيادة القيود حتى في خضم هذا الوباء.

وخلاصة القول إنه حتى في “أفضل سيناريو” للتعافي والذي هو على شكل حرف “V”، كنا سنعود إلى حيث كنا في أواخر عام ٢٠١٩. عندما بدأت البنوك المركزية بالفعل في خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، وكان التضخم منخفضاً، وبدأت البطالة في الارتفاع.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.