مكتبة التداول

هل يتسم التفاؤل الموجود في الأسواق بالواقعية؟

0

تميل الأسواق عادة إلى المبالغة في ردود الفعل. فالحيلة في نهاية المطاف تتلخص في الدخول إلى السوق قبل أن يتحرك، الأمر الذي يدفع الناس إلى تكديس الشائعات والتركيز عليها ودفع الأسعار لتتحرك على أساسها.

ولا ينبغي لنا أن ننظر إلى ما هو أبعد من ردة الفعل إزاء تفشي وباء “كوفيد-١٩”. حيث تحطمت أسواق الأسهم حول العالم خلال أسبوعين فقط، ثم تعافت من نصف الهبوط التي منيت به بعد يومين فقط من لمس القاع.

وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن الأسواق بدأت في اقتحام مناطق جديدة من القدرة على تحمل المخاطر، فتعتمد على التعافي السريع من حالة الإغلاق. فمن المعقول جداً أن نتشكك في سلامة الأسواق عموماً، بل وفي هذه الحالة أكثر من غيرها.

والواقع أن هناك حججاً جيدة تدعم الجانبان. وهناك حتى الحجج الجيدة لدعم جانب ثالث: وهو أن الأسواق ستميل للتحرك العرضي لبعض الوقت.

تداول اليورو بفروق سعرية تصل إلى صفر! افتح حسابك الآن

ما الذي يحدث إذن؟

دعونا نراجع ما الذي دفع أسواق الأسهم للتحرك على نحو جامح، وذلك لأن الأسهم تشكل دليلاً جيداً للمعنويات.

في ٢١ فبراير، لاحظ المحلّلون أن سوق السندات كان يفتقر إلى السيولة. وكانت الشركات تعتمد على التسهيلات الائتمانية تحسباً لأوقات اقتصادية عصيبة. وهذه هي الشرارة التي دفعت الأسواق في مختلف أنحاء العالم للهبوط.

فقد كان هناك ما يقرب من شهر من انهيار الأسواق، وما تسبب في إيقاف نزيف الأسواق هذا كان على عكس ما تسبب بالانهيار: إذ وعدت البنوك المركزية بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أساسي بالسيولة غير المحدودة.

ومع ضمان القدرة على الوصول إلى الأموال، عكست الأسواق مسارها وعادت إلى مستوى أكثر “عقلانية”.

هل سترتفع أسواق الأسهم أكثر؟

توفر البنوك المركزية مستويات غير مسبوقة من السيولة، وهو ما يسمح للمستثمرين بالاستمرار في ضخ الأموال في سوق الاسهم. وهذه هي الحجة الرئيسية التي تساق لتفسير استمرار السوق في الصعود، حتى مع تقلص الاقتصاد بسبب التدابير تاريخية.

لا أحد مضطر أو مجبر على تصفية مراكزه، ويرى كثيرون أنها فرصة شراء.

والأمر المؤكد هو أن الأسواق لا يمكن فصلها عن الاقتصاد الأساسي أكثر مما ينبغي. ارتفاع الأسهم بينما تخفض الشركات الأرباح وتعليق التوجيهات ليس مستداماً. وهذه هي الحجة التي يقترحها بعض المحلّلين حول الأسباب التي قد تدفع الأسهم إلى الهبوط مرة أخرى.

وهذا هو الانتعاش على شكل حرف “W”. وإذا كانت التقارير الاقتصادية سيئة حقاً هذه الأشهر، فإنها قد تدفع الأسواق إلى الانخفاض برغم كل “الأموال الرخيصة”.

التوقعات

يزعم البعض أن انعكاس منحنى العائد توقع مرة أخرى الركود بدقة.

ولكن على ماذا يدل الآن؟  لقد ارتفع هذا المنحنى بشكل كبير، الأمر الذي أظهر أن المستثمرين يثقون بتوقعاتهم بالفعل. فيتوقع التعافي السريع بحلول نهاية هذا العام.

وتستند دورات الانكماش المطولة كتلك الأخيرة، والتي كانت على هيئة “W”، إلى عدم اليقين. في ذلك الوقت لم يكن معروفاً بالضبط ما هو الخطأ في السوق، وكان من المستحيل التنبؤ بكم الوقت الذي يستغرقه إحداث التوازن.

وهذه المرة كان سبب الانكماش بسيطاً وواضحاً: الحاجة إلى منع انتشار “كوفيد-١٩”. وهذا يعني أن الحل بسيط للغاية: توفير اللقاح أو العلاج المعقول. وهذا لا يعني أننا سوف نعود إلى الوضع “الطبيعي”؛ بل إن مجرد إزالة حالة عدم اليقين التي تعمل على إبقاء الأسواق في حالة هبوط، يعني أن قوة الانتعاش ستعود إلى تأكيد ذاتها.

حسناً، السؤال الآن: هل توقع توفر العلاج أو لقاح بنهاية العام يعد تفاؤلاً مبالغاً فيه؟ هذا سؤال طبي ولا يتعلق بتحليل السوق.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.