بعد الاخبار السيئة والمحزنة التي سمعناها خلال فجر اليوم من المملكة المتحدة وخصوصاً في مانشيستر, شهدنا تأثيراً سلبياً على الاسواق العالمية بما فيها المؤشرات الاسيوية والاوروبية وبعض العملات ايضاً.
على الرغم من ذلك, إلا ان هذا التأثير السلبي كان محدوداً ولفترة بسيطة جداً حيث عادت الاسواق الاوروبية على الاقل الى الارتفاع من جديد مدعومة بأرقام اقتصادية ايجابية من دول الاتحاد الاوروبي.
انخفاضات الأسواق الآسيوية
على الرغم من انخفاض الين خلال فترة التداولات الاسيوية إلا ان مؤشر السوق الياباني نيكاي اغلق تداولات اليوم على انخفاض بحوالي 0.33%, بينما اغلق مؤشر شانغهاي المركب في الصين على انخفاض قرابة 0.5%.
خلال الشهرين الماضيين كان المستثمرون في الصين متخوفون بسبب الحملة التنظيمية من السلطات الصينية حول الاقراض ذات المخاطر العالية, وهو الذي سيؤدي بشكل او بآخر الى تغير السياسة المالية الى سياسة اكثر تشدداً مرة اخرى, كما اعلنت بكين ايضاً عن بعض الاجراءات لنزع فتيل اي مخاطر بالنسبة للاقراض, وهو الشيء الذي يبقي المستثمرين بعيدين عن اسواق الاسهم حالياً.
عودة الاسواق الأوروبية الى المطقة الخضراء
تعرضت الاسواق الاوروبية الى تراجعات واضحة عند افتتاح الجلسة الاوروبية على اثر الهجوم الذي حصل فجر اليوم في مانشيستر في المملكة المتحدة. حيث انخفضت معظم المؤشرات الاوروبية بحوالي 0.2% عند الافتتاح.
على الرغم من ذلك, إلا ان جميع المؤرات الاوروبية باستثناء مؤشر السوق السويسيري قد قلصت الخسائر وعادت الى الارتفاع من جديد لتضيف حوالي 0.4% حتى اللحظة.
تأتي الارتفاعات وتعوضي الخسائر الذي حصل خلال فترة الصباح على اثر بعض الارقام الاقتصادية الايجابية من معظم دول الاتحاد الاوروبي, بما فيها ارقام قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات, حيث اظهرت هذه الارقام تسارعاً في معدلات النمو.
وبالمقابل, ومع تحسن هذه الارقام, لازالت تعطي المزيد من المؤشرات الايجابية للبنك المركزي الاوروبي والذي في الغالب ما سيبقي على سياسة تخفيف التيسير الكمي حتى نهاية العام الجاري دون تغير, ومن الممكن ان يتم تسريع هذه العملية لتنتهي في تاريخ قبل التاريخ المعلن سابقاً.
التحركات التي شهدناها في الاسواق الاوروبية اليوم هي تقريباً نفس الحركة التي شهدتها الاسواق قبل اشهر عندما كان هناك اعتداء امام البرلمان البريطاني.
هذه الاحداث دائماً ما يكون لها تأثير محدود على الاسواق, التأثير الاولي بالتأكيد يكون سلبي في العادة, لكن تعود هذه المؤشرات الى الارتفاع من جديد خلال نفس اليوم او اليوم التالي للاعتداءات.
مؤشر FTSE يستقر فوق مستوى 7450
مع نهاية الاسبوع الماضي, انخفض مؤشر السوق البريطاني “فوتسي 100” ليعود ويختبر مستويات مهمة والتي كانت تعتبر مستويات مقاومة سابقة خلال الفترة الماضية عند 7440.
المؤشر استطاع ان يغلق تداولات الاسبوع الماضي فوق ذلك المستوى من جديد, وهو ما يعني ان هذا المستوى قد اضبح مستوى دعم قوي جداً على المدى القصير على الاقل.
في الوقت الحالي, لازالت الفرصة مهيئة حالياً بان نشهد المزيد من المستويات التاريخية لهذا المؤشر خلال الفترة المقبلة وقد تكون على بعد ايام او ساعات من الان وذلك خصوصاً في ما لو استقر المؤشر فوق ذلك المستوى من جديد.
وفي نفس الوقت ايضاً, المؤشرات التقنية لازالت ايجابية على معظم المستويات وترجح وجود فرصة لمزيد من الارتفاعات. كما ان المؤشر لازال يتداول فوق المتوسطات المتحركة جميعها بما فيها متوسط 50 و 100 و 200 يوم على المستوى اليومي.
انخفاض وارتفاع الجنيه الاسترليني
تعرض الجنيه الاسترليني الى انخفاضات سريعة خلال ساعات الصباح الاولى وذلك بعد الاعلان عن الاعتداء في مانشيستر مباشرة.
حيث استمر انخفاض الجنيه الاسترليني امام الدولار الى ما دون مستويات 1.30 ووصل جتى مستويات 1.2950 ليخسر الاسترليني امام الدولار حوالي 0.3%. لكنه عاد وخفف من هذه الخسائر بعد افتتاح الاسواق الاوروبية ليتداول الان قرب مستويات 1.30 من جديد.
الجنيه الاسترليني مقابل الين كان قد تعرض ايضاً لبعض الضغوط ليلاً ليصل الى مستويات متجنية عند 143.75 قبل ان يقلص الخسائر ويعود الى مستويات 144.50 حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
على الرغم من عودة ارتفاع الجنيه الاسترليني اليوم, على المتداولين الانتباه والحذر خصوصاً بعد ان تم وقف الحملات الانتخابية, وهو الشيء الذي سيبقي الاسواق من جديد في حالة من عدم اليقين قبيل الانتخابات المهمة في بريطانيا في يونيو المقبل.
حتى هذه اللحظة, لازالت النظرة العامة للجنيه الاسترليني ايجابية طالما لازال الاسترليني مقابل الدولار فوق مستويات 1.29 او مستويات الدعم الاهم المتمركزة عند 1.2850, بينما لازالت المستويات المستهدفة للاسترليني مقابل الدولار على المدى القصير عند مستويات 1.3085, وذلك خصوصاً ن المؤشرات التقنية لازالت بعيدة عن مستويات تشبع عمليات الشراء.
