مكتبة التداول

دراما اليونان تعود الى الواجهة من جديد, ماذا بعد؟

0

خلال السنوات الماضية, كانت اليونان على حافة الانهيار كدولة اوروبية. على الرغم من ذلك, إلا ان الاتحاد الاوروبي قد تدخل في ذلك الوقت لإنقاذ ما تبقى منها.

على الرغم من ذلك, إلا ان الاتحاد الاوروبي قد اضطر الى مساعدة اليونان اكثر من مرة. لكن وللاسف, عادت اليونان الى التراجع ولازالت هذه المشكلة تؤثر على الاتحاد الاوروبي بالكامل, وهو الشيء الذي لازال يزيد من حالة عدم اليقين حول قوة الاتحاد الاوروبي بشكل عام مع مرور الايام.

اين تكمن المشكلة؟

تسمى ازمة اليونان بأزمة الديون السيادية الحكومية كما عرفت باسم فترة الركود اليوناني والتي حصلت بسبب ثاتيرات الازمة المالية العالمية خلال فترة العام 2007-2008. لكن ازمة اليونان قد اصبحت على الواجهة بشكل اكبر خلال العام 2009 بسبب الركود الاقتصادي في البلاد.

وفي الوقت الحالي, تعاني اليونان من ديون كبيرة تقدر بأكثر من 300 مليار دولار وهو الدين العام للدولة, كما ان اليونان حالياً, في حال من الركود الاقتصادي القوي وقريبة جداً من التخلف عن سداد ديونها.

ما هو الحل؟

في الواقع وكما ذكر سابقاً, تدخل الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي اكثر من مرة لدعم اليونان وحمايتها من الانهيار. على الرغم من ذلك, بين كل فترة واخرى, يعود الاقتصاد اليوناني الى التراجع من جديد, حيث ان اليونان تعيش في دائرة مغلقة وفي كل مرة تخرج منها تعود اليها من جديد.

في العام 2011, وافقة الحكومة اليونانية على خطة الانقاذ الاولى والتي طرحها الاتحاد الاوروبي على اليونان, حيث استطاعت اليونان الحصول على خطة انقاذ وصلت الى اكثر من 130 مليار يورو, والتي تتضمن 48 مليار يورو لاعادة هيكلة ورسملة البنوك في الدولة.

اما خلال العام 2012, تم الاعلان عن حزمة انقاذ جديدة للبلاد وصلت الى اكثر من 240 مليار يورو. على الرغم من ذلك, إلا ان الركود الاقتصادي قد ضرب الدولة من جديد بشكل اشد من السابق, وهو الشيء الذي لم يعطي الحكومة اليونانية أي فرصة لاجراء الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة.

وخلال العام 2014, تم الاعلان عن فترة مراجعة للاقتصاد ومراجعة برنامج الاصلاح وبرنامج المساعدات, وعلى عكس التوقعات تماما, اظهرت المراجعات وجود فجوات مالية كبيرة, وذللك على الرغم من ان النظرة العامة في ذلك الوقت للاقتصاد كانت ايجابي نوعاً ما. لكن الخبر الايجابي كان ان الحكومة توقعت ان يكون لديها فائض في الحساب الجاري خلال فترة قصيرة وهو ما فتح المجال لها ان تقوم بالاستدانة من الاسواق الخاصة وهو الشيء الذي نجحت فيه اليونان في ذلك الوقت لتغطية الفجوات المالية.

على الرغم من هذا, إلا ان اليونان قد عادت الى الركود الاقتصادي من جديد خلال الربع الرابع من العام 2014, وهو ما اعتبر في ذلك الوقت فشل لبرنامج التحفيز والمساعدات الذي وضعه الاتحاد الاوروبي, وهو الشيء الذي ادى الى انتخابات جديدة لتغير الحكومة, حيث ان الحكومة رفضت التعديلات التي وضعها الاتحاد الاوروبي على حزمة المساعدات في ذلك الوقت, وعلى اثر ذلك, قررت اللجنة المسؤولة عن مساعدة اليونان وقف كامل المساعدات المالية المتبقية والمتفق عليها سابقا وهو الشيء الذي ادى الى عودة الضعف الى الاقتصاد من جديد.

في العام 2015, وبعد الانتخابات والتوصل الى حكومة جديدة, استطاعت اليونان اقناع الاتحاد الاوروبي بأن يعطوهم مهلة 4 اشهر تقريباً, وهو الشيء الذي لم يساعد اليونان لفترة طويلة, حيث عاد الاقتصاد الى الانكماش من جديد. على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى ان يتم اعادة التفاوض على اعادة جدولة الديون من جديد. على الرغم من ذلك, إلا ان الحكومة اليونانية الجديدة قررت طرح خطة انقاذ جديدة على الاتحاد الاوروبي, وهو الشيء الذي تم رفضه تماماً من الاتحاد الاوروبي وهو الشيء الذي اعاد الكرة الى ملعب اليونان واستمر الاقتصاد بالتراجع بشكل أسوأ من السابق حتى اليوم.

ما هي المشكلة الاساسية في اليونان؟

على الرغم من كل برامج وحزم المساعدات والتأجيلات وفترات السماح لليونان, إلا ان الاقتصاد لازال في حالة انكماش بشكل كبير. لماذا؟ ببساطة السبب الرئيسي وراء ذلك هو ان خطط الانقاذ الموضوعة لليونان لا تضمن النمو الاقتصادي بشكل كافي لتستطيع اليونان ان تقوم بدفع ديونها.

الديون اليونانية تزداد يوماً بعد يوم, ومع بداية الاسبوع الجاري, اعلنت وزارة المالية اليونانية ان الديون العام قد وصل الان الى مستويات 226.36 مليار مرتفعاً بواقع 2.65 مليار بالمقارنة مع الربع الماضي؟

ماذا بعد ؟

في الوقت الحالي, توجد مفاوضات جديدة بين الاتحاد الاوروبي واليونان من جديد, لكنها قد تكون نفس القصة التي حصلت مع الحكومات السابقة. كما ان صندوق النقد الدولي الان قد اصبح في الواجهة في هذه المفاوضات وهو ما سيجعل من التوصل الى اتفاق شيء صعب جداً.

لكن علينا ان نبقي الآمال في الاسواق مرتفعة قدر الامكان, خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي ليس خياراً حالياً ولا بأي شكل من الاشكال. لماذا؟ لأن فشل اليونان في التوصل الى أي اتفاق او التخلف عن سداد ديونها يعني فشل الاتحاد الاوروبي وفشل قوة الاتحاد على حل المشكلات الداخلية له وهو شيء مختلف تماماً عن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.

حتى في ما لو وصل الاتحاد الاوروبي الى مرحلة يجبرهم على اعطاء اليونان المزيد من الاموال والمزيد من الدعم غير المنقطع, فسيفعلون ذلك مهما كلف الامر. ليس لدى الاتحاد الاوروبي أي خيارات اخرى في الوقت الحالي على الاقل. اما السيناريو الأسوأ فهو خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي.

وفي ما لو حصل ذلك بالفعل, فهذا يعني فشل الاتحاد الاوروبي بشكل كامل, وتفككه خلال فترة وجيزة. وعليه, علينا ان نتوقع بعض الاخبار الايجابية خلال الاسابيع القليلة المقبلة وهو الشيء الذي سيظهر المنطقة الخضراء في الاسواق الاوروبية على الأقل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.