سهم إنفيديا: هل ينم عن ازدهار حقيقي أم أنها مجرد فقاعة؟
ها هي إنفيديا، شركة أخرى تتصدر عناوين الأخبار وتحدث ضجة في أسواق المال. فقد تجاوز سعر سهم إنفيديا جميع التوقعات في الخمس سنوات الماضية، مع ارتفاع قيمتها بأكثر من 3000٪!
فمثلما سيطرت Tesla على سوق السيارات الكهربائية أو هيمنت Apple على عالم الهواتف الذكية، حان دور إنفيديا الآن لتتسيد مجالات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
وبفضل هذا الارتفاع الحاد في حركة سعرها، تفوقت إنفيديا بشكل مُؤقت على شركتي Microsoft وApple وهما أكبر الشركات من حيث القيمة في العالم قبل أن تتراجع إلى المركز الثالث. ومع ذلك، يمكن أن تعاود إنفيديا الكرة وتقفز للمرتبة الأولى سريعاً مع قدرة سهمها على الوصول إلى مستويات جديدة مع دخولنا النصف الثاني من العام.
لماذا ارتفع سعر سهم إنفيديا بهذه السرعة؟
إذا نظرنا إلى بدايات Nvidia في عام 1993، سنجد أنها رسخت مكانتها كلاعب بارز في القطاع، حيث أدى التنافس بين عمالقة التكنولوجيا مثل Microsoft وAmazon للحصول على الريادة في تطوير الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب على شرائح Nvidia ما دفع إيراداتها لمستويات غير مسبوقة.
فقد ارتفعت قيمة الشركة بنسبة 166٪ هذا العام وأكثر من 200٪ في الأشهر الـ 12 الماضية.
ارتفعت قيمة إنفيديا بأكثر من 150٪ هذا العام لتتجاوز مستوى 100 دولار في مايو.
وعلى الرغم من أنه لم ترتفع الكثير من الأسهم بهذا الشكل المتواصل، إلا أن ارتفاع إنفيديا بدأ منذ مطلع العام الجاري، ولم يشهد الكثير من التراجعات. إذ يبدو أن أي موجات بيعية قد تعرض لها كانت مؤقتة نظرًا لأن السعر قد أصبح أقوى مما كان عليه.
هل أوشكت فقاعة الذكاء الاصطناعي على الانفجار؟
في الأسابيع القليلة الماضية، فقدت شركة إنفيديا سريعًا حوالي 500 مليار دولار من قيمتها السوقية تزامناً مع مخاوف متزايدة من أن قيمة الشركة قد أصبحت مبالغ فيها، أو ما هو أسوأ، أن فقاعة الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار.
تُظهر المقارنات مع فقاعة شركات الإنترنت في بداية الألفية الثانية تشابهًا. ومع ذلك، تتضح جلياً ديناميكيات ثورة الذكاء الاصطناعي. فعلى عكس حقبة شركات الإنترنت، يتعلق الذكاء الاصطناعي بما هو قادم في المستقبل بدون علامات على تباطؤ في الابتكار والطلب مع تقدم الابتكار بوتيرة أسرع بكثير بسبب استخدام الإنترنت.
كذلك ترسخت مكانة بعض من هذه الشركات أكثر مما كانت عليه قبل 25 عامًا، كما أنه في ذروة الفقاعة، كانت حوالي 15٪ فقط من هذه الشركات تحقق أرباحاً ولها تاريخ طويل. كما أصبح المستثمرون أكثر ذكاءً حول ما يمكن أن يحدث منذ انفجار الفقاعة السابقة وأكثر ترددًا عند اختيار استثماراتهم.
كيف نميز بين فقاعة إنفيديا وفرص الذكاء الاصطناعي الحقيقية؟
تُشير قيم وتدفقات الأسهم إلى أن الذكاء الاصطناعي يختلف بشكل ملحوظ عن فقاعة شركات الإنترنت.
ومع ذلك، هناك دائمًا قلق من أن السوق قد يتحول مساره. عند تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs)، وخاصة الأسهم، يحتاج المتداولون إلى معرفة متى يمكن أن ينفجر السوق. فعلى سبيل المثال، حققت 30٪ فقط من شركات التكنولوجيا التي طرحت أسهمها للبيع في العام الماضي أرباحاً. لذلك، يجب أن يحرص المستثمرين على تنويع أصولهم الاستثمارية للتخفيف من وطأة المخاطر.
قد لا تظهر أهمية التحليلات الأساسية إلا بعد مرور بعض الوقت، وثمة مخاوف من أن إنفيديا ستُفرط في سرعتها في وقت مُبكر جدًا. وإذا انخفض سهم إنفيديا، يجب علينا النظر إلى المؤشرات ذات الصلة لمراقبة تأثيراتها على السوق. فقد انخفض مؤشر ناسداك بأكثر من 80٪ في أيام فقاعة شركات الإنترنت مقلصاً جميع المكاسب التي تحققها خلال فترة الازدهار.
باختصار، سيكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا ستتمكن شركة إنفيديا من الحفاظ على زخمها الحالي أم أن ارتفاعاتها ستتلاشى، كما حدث مرات عديدة من قبل.