مكتبة التداول

هل تصبح أرقام الناتج الإجمالي المحلي للربع الثالث إعلان رسمي لبداية الركود في المملكة المتحدة؟

0

في أعقاب تحذيرات دامت لبضعة أشهر مفادها توجه المملكة المتحدة نحو الركود، وبعد الاجتماع الأخير، بات التحذير واقعاً وتم القول إن الركود قد حل. وبالطبع، لم تعلن البيانات حتى الآن. ونظراً لأن التعريف الفني للركود هو نمو سلبي لربعان متتاليان، فلن تكون البيانات التي تؤكد الركود متاحة حتى الربع الأول من العام المقبل على أقرب تقدير. 

ولكن بات بالإمكان رؤية الإشارات الأولى، والتي قد تتمثل بمجموعة من البيانات المرتقب إعلانها قبل افتتاح السوق يوم الجمعة من المملكة المتحدة. وهناك العديد من المؤشرات التي قد تكون كفيلة بتحريك السوق في حد ذاتها، مثل الميزان التجاري ومؤشرات الإنتاج. لكن أكثر ما يتوقع أن يجذب انتباه المتداولين هو قراءة الناتج الإجمالي المحلي. 

ما يتعين الانتباه له

من المتوقع أن يسجل الناتج الإجمالي المحلي في المملكة المتحدة للربع الثالث -٠.٥٪، منخفضاً من ٠.٢٪ في الربع الثاني. وقد يكون هذا هو أول ربع من الربعين مطلوب للقول إن هناك ركود من الناحية الفنية. ومن المتوقع أن ينخفض ​​نمو الناتج الإجمالي المحلي السنوي إلى أكثر من النصف ليصل إلى ٢.١٪ من ٤.٤٪ في فصل الصيف. 

وتجدر ملاحظة أن هناك عاملان يشفعان. فخلال الربع الثالث كان هناك استقالة جونسون كرئيس للوزراء وحالة عدم اليقين التي أعقبت الاستقالة بشأن من سيتولى المنصب من بعده. ثم جاءت “الميزانية المصغرة” التي أعلنت عنها تروس والتي لاقت استهجاناً لا مثيل له، وأجبرت بنك إنجلترا على التدخل في الأسواق، وساهمت على الأرجح في تراجع الشركات عن الاستثمار. وإذا تمكن رئيس الوزراء الجديد سوناك من استعادة الثقة بين المستثمرين، فقد تتحسن بعض هذه المواقف في الربع الرابع. وإذا لم يكن تاريخ هذا الربع سيئاً كما هو متوقع، فقد تضغط المملكة المتحدة تقنياً وتتجنب الركود. وقد يمنح ذلك الأسواق مجالاً للارتداد حتى لو كانت هناك نتيجة سلبية. 

رد فعل السوق

من المتوقع أن ينخفض ​​الاستثمار في المملكة المتحدة في الربع الثالث ويصل إلى ١.٣٪ مقارنة بـ ٣.٧٪ سابقًا. وفي الوقت نفسه يتوقع أن يأتي الإنتاج الصناعي سلبيًا مرة أخرى عند -٤.٣٪ مقارنة بـ -٥.٢٪ سابقًا. ويمكن أن تكون هذه العوامل مهمة فيما يتعلق بكيفية معالجة السوق لأرقام الناتج الإجمالي المحلي. 

ويعد ارتفاع أسعار الطاقة وحالة عدم اليقين في الاقتصاد هما التفسيران الرئيسيان لضعف أداء الاستثمار والصناعة. ولكن إذا لم تكن هذه الأرقام بالسوء المتوقع، مقترنة مع نتيجة ليست بالسوء المتوقع في الناتج الإجمالي المحلي، فقد يمنح ذلك الأسواق مجالًا لبعض الارتداد، حتى ومان كانت الارقام سلبية. 

بنك انجلترا هو الأساس

كلما ساء الاقتصاد أكثر، تقلص المجال المتاح لبنك إنجلترا لمواصلة التصدي للتضخم. مما يعني أن رقم أسوأ من المتوقع في الناتج الإجمالي المحلي، قد يترجم إلى مزيد من التراجع في الجنيه، مما يعقد عمل بنك إنجلترا. لكن أرقام أفضل من المتوقع للناتج الإجمالي المحلي، وخاصة الإنتاج، قد تعني أن الاقتصاد قادر علي الصمود قليلًا ومنح بنك إنجلترا مجالاً لمواصلة التشديد أو الاحتفاظ بالمعدلات الأعلى لفترة أطول. 

ومن المرجح أن يدعم ذلك الجنيه، رغم أن سوق الأسهم قد يكون لها رد فعل سلبي. والعامل الآخر الذي أثار قلق المستثمرين هو إجمالي ميزانية حكومة المملكة المتحدة. ومن شأن زيادة الاستثمار، والنمو الأفضل من المتوقع، أن يساعدا في الحفاظ على تدفق الإيرادات الضريبية إلى الخزانة. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

تداول الجنيه الإسترليني بفروقات سعرية تصل إلى صفر!

Leave A Reply

Your email address will not be published.