مكتبة التداول

تداعيات نتائج مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني على الأسواق

0

كان كل شيء معلقاً في الصين حتى لحظة اختتام مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في نهاية الأسبوع. ثم أعقبه سيل من البيانات واكتشفنا ما تم الاتفاق عليه. ويبدو أن النتيجة لم ترق للأسواق، حيث انخفضت الأسهم الصينية إلى مستويات لم تشهدها منذ عام ٢٠٠٨. وكان مؤشر “هانج سنج” هو الأكثر تضرراً، إذ انخفض بنسبة ٦.٥٪ في جلسة واحدة. 

ما الذي حدث، وما يعنيه ذلك بالنسبة للسوق العالمي؟

أولاً، تم تأخير الإعلان عن البيانات الرئيسية التي كان من المقرر إصدارها في الأصل يوم الإثنين الماضي بشكل غير متوقع. وأوضحت السلطات أن قيود كوفيد هي الذريعة، ليتم نشر البيانات أخيراً في ختام المؤتمر. وكانت هناك بعض التخوف لدى الأسواق أن يكون التأخير معناه نتائج سلبية للبيانات. 

ومع ذلك، كانت الأرقام المالية الرئيسية بشكل عام أعلى من التوقعات، حيث بلغ الناتج الإجمالي المحلي الربع سنوي ٣.٩٪ مقارنة بنسبة ٣.٤٪ المتوقعة. لكن بيانات سبتمبر كانت مخيبة للآمال نوعاً ما، حيث نمت مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي، ولكن ليس بالسرعة المتوقعة. وفاق الميزان التجاري لشهر سبتمبر كذلك التوقعات، حيث ارتفعت كل من الواردات والصادرات أعلى من التوقعات. وبشكل عام، لن تبرر نتائج البيانات مثل هذه الخطوة الدراماتيكية في الأسواق. 

ما الذي تغير؟

كما كان متوقعاً، فاز الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بولاية ثالثة تعد سابقة تاريخية لم تحدث من قبل. لكن التغييرات في المكتب السياسي والمكاتب الأخرى هي التي استرعت انتباه الأسواق، حيث شوهدت التحركات على انها تعزيز للقوة في يد “شي“. وكان رئيس الوزراء أحد الشخصيات الرئيسية التي تم تغييرها، والذي سيحل محله زعيم شنغهاي الذي أشرف على واحدة من أقسى عمليات الإغلاق ضمن سياسة صفر كوفيد. 

ويلاحظ أن لهما سياسات مختلفة تماماً، حيث يُنظر إلى رئيس الوزراء الحالي “لي كه تشيانغ” على أنه مؤيد للأسواق بشكل عام. بينما يُنظر إلى خليفته “لي تشيانغ” على أنه حصل على الوظيفة في المقام الأول بفضل ولائه لـ شي”. ويعتبر رئيس الوزراء هو العضو الثاني في المكتب السياسي، وسيكون مسؤولاً عن الاقتصاد، والأهم من ذلك، مراجعة سياسة صفر كوفيد. 

ما الذي استجد في هونج كونج؟

الحدث الرئيسي الآخر الذي حصل خلال عطلة نهاية الأسبوع لم يكن مرتبطاً بشكل مباشر بمؤتمر الحزب الشيوعي. فلقد أوقفت جوانزو الحضور في المدارس بعد ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس. وحطمت هذه الخطوة الآمال في تغيير سياسة صفر كوفيد بعد المؤتمر. فضلاً عن أن جوانزو تقع استراتيجياً قرب الحدود من هونغ كونغ، والتي تحاول تخفيف قيود كوفيد. 

 تداولت العقود الآجلة العالمية على انخفاض في وقت متأخر من يوم الأحد، حيث استوعب المتداولون ما كان يجري في الصين، ولكن بحلول وقت مبكر من يوم الإثنين بدأوا في العودة إلى المنطقة الخضراء. وفي حين تكهن المحللون بأن توطيد السلطة حول شي” قد أثار مخاوف جيوسياسية محتملة، ظلت البيانات الأساسية من الصين ضمن التوقعات. وتم تناقل التغييرات السياسية بشكل جيد، لذلك بالنسبة إلى خارج البلاد، من غير المرجح أن تغير النتائج المسار العام للسلع. 

لكن في الوقت نفسه كانت هناك آمال منعقدة حول حدوث تغيير كبير في الاتجاه، لا سيما فيما يتعلق بكوفيد وسوق الإسكان. وعادةً ما تؤدي مواصلة القيادة للمسار في تهدئة الأسواق، إذ تحد من حالة عدم اليقين السياسي. وقد تشهد أسواق الشرق الأقصى تصحيحاً بعد أن يتسنى للمستثمرين الوقت الكافي لاستيعاب الموقف والتوقعات بشكل كامل. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.