مكتبة التداول

أسعار النفط تنخفض على الرغم من اعصار هارفي وانخفاض المخزونات

0

العديد من المتداولين في الاسواق العالمية يسألون نفس السؤال تقريباً وذلك بشكل يومي, وحتى هذه اللحظة, لا يوجد اجابة منطقية نوعاً مل لهذا السؤال.

اذا كنت تقرأ هذا التقرير ولديك نفس السؤال كما باقي المتداولين او الغالبية العظمى منهم, فمن الممكن ان تصل الى الاجابة, حتى لو كانت هذه الاجابة غير منطقية او لا تتفق مع تحليلك.

السؤال الابرز الذي يسأله الغالبية العظمى من المتداولين هذه الايام هو التالي, لماذا لازالت اسعار النفط تنخفض باستمرار؟ وذلك على الرغم من انخفاض المخزونات النفطية عالمياً وبالاضافة الى اقتراح اوبك ان يتم تمديد اتفاق خفض انتاج النفط من جديد, وحتى ان الاسعار انخفضت على الرغم من الاعصار هارفي والذي ضرب ولاية تكساس الاميركية

وهذا ما كنا نتحدث عنه منذ بداية العام الجاري الى الان, لكن قد يكون هناك القليل من المتداولين لا يريدون ان يتابعوا بشكل حثيث تحركات اسعار النفط واهميتها, لذلك, ننصح بقراءة التقرير حتى النهاية, قد تصلكم الفكرة ويتم الاجابة على السؤال المذكورة.

انخفاض المخزونات النفطية

هنا سنتكلم عن الحقائق وليس عن التوقعات, فقد انخفضت المخزونات النفطية الاميركية طوال فترة السبع اشهر الماضية, وهذه ثاني اطول فترة انخفاض اسبوعي في المخزونات الاميركية خلال العام الجاري.

وبالاضافة الى ذلك, وخلال فترة السبع اسابيع الماضية ايضاً, كانت الارقام تأتي أعلى بكثير من توقعات المحللين وتوقعات الاسواق في نفس الوقت.

حيث انخ وخلال تلك الفترة, كانت متوسط التوقعات تشير الى انخفاض المخزونات ما بين 1 الى 2 مليون برميل اسبوعياً, إلا ان الارقام كانت تأتي بعيدة جداً عن التوقعات ولم تأتي بأقل من 4 ملايين برميل تقريباً.

ومن هنا, ستبدأ الامور في هذا التقرير بالتغير, فمنها غير المنطقي ومنها المفاجئ نوعاً ما

ارتفاع انتاج اوبك من النفط لأعلى مستوى منذ ديسمبر

نعود بالتاريخ للوراء قليلاً, حيث قرر كل من منتجين منظمة اوبك ومن خارج اونك او يقوموا بخفض انتاج النفك في ديسمبر من العام الماضي, ليصل الانتاج الى مستويات 32 مليون برميل.

وبالفعل, قام المنتجون بخفض الانتاج على مدار خمس اشهر على التوالي, لينخفض الانتاج من اوبك من مستويات 34.38 مليون في نوفمبر من العام 2016 حتى وصل الانتاج الى مستويات 31.97 مليون برميل في ابريل من العام الجاري.

ومنذ ذلك الحين, عادت ارقام الانتاج للارتفاع دون سبب واضح الى الان, حيث ارتفع انتاج النفط على مدار ثلاث اشهر على التوالي, بما فيها شهر مايو و يونيو ويوليو الماضي ليصل الانتاج الى مستويات 32 مليون برميل تقريباً.

والسؤال الكبير هنا, كيف يمكن من المنطق ان يرتفع انتاج اوبك من النفط, وذلك على الرغم من اتفاق الجميع بالاجمال على خفض الانتاج؟ هل وصلت الفكرة بعد؟

تمديد الإتفاق أكثر من مرتين

خلال بداية العام الجاري, اعلن المنتجون من داخل منظمة اوبك والمنتجين من خارجها انهم اتفقوا على تمديد اتفاق خفض انتاج النفط حتى سبتمبر من العام الجاري.

إلا انه وفي مارس, اعلن المنتجون من جديد على تمديد خفض انتاج النفط مرة اخرى حتى مارس من العام المقبل, وذلك على الرغم من ان انتاج نفط اوبك كان يرتفع خلال فترة الاجتماعات الاخيرة ايضاً.

أخيراً, وفي بداية الاسبوع الجاري, وعندما كانت اسعار النفط تنخفض بشكل تدريجي, اعلنت كل من المملكة العربية السعودية وروسيا عن اقتراح لتمديد الاتفاق مرة اخرىلمدى 3 اشهر اضافية, بمعنى ان ينتهي الاتفاق في يونيو من العام المقبل. هل وصلت الفكرة بعد؟

نجمع كل الامور مع بعضها

أعلم ان الفكرة لم تصل بعد من كل ما سبق, لكن في هذه الفقرة سنجيب على السؤال بعد وضع كل ما ذكر سابقاً على الطاولة وننظر الى الاسباب الحقيقية وراء انخفاض النفط.

اولاً, لنتحدث عن اتفاق اوبك, اذا ما كان هناك اتفاق ما بين المنتجين لخفض انتاج النفط, اذاً, لماذا ارتفع انتاج اوبك من النفط خلال الاشهر الثلاثة الماضية؟ كيف يمكن ذلك؟ وبالاضافة الى ذلك ايضاً, تشير توقعات شهر اغسطس الذي ستصدر ارقام انتاجه خلال الايام المقبلة الى ارتفاع الانتاج من جديد والذي قد يصل الى ما فوق مستويات 32.1 مليون برميل, وهو الارتفاع الشهري الرابع على التوالي.

فعلى الرغم من اتفاق خفض انتاج النفط في ديسمبر من العام الماضي, فشلت اسعار النفط في الارتفاع الى مستويات جديدة, كما ان انخفاض المخزونات علمياً, فشل هو الاخر في دعم اسعار النفط.

وعلى الرغم من كل ما ذكر اعلاه, وبالاضافة الى تمديد الاتفاق المتواجد مرتين, والحديث عن تمديد ثالث للاتفاق, لم نشهد تفاعلاً ايجابياً مع اسعار النفط الى الان. بل على العكس, الاسعار انخفضت ووصلت الان الى قرب ادنى مستوياتها منذ يوليو الماضي.

الاجابة وببساطة على السؤال الاهم حالياً هي ” اسواق النفط تحتاج الى خفض اكبر في الانتاج ” وليس تمديد للاتفاق الحالي. السوق نفسه وفي ظل انخفاض الاسعار بهذا الشكل يطلب من المنتجين ان يقوموا بخفض اكبر في الانتاج, وان تمديد الاتفاق الحالي غير كافي لدعم الاسواق.

اخيراً, المنتجين من اوبك وخارجها سيحاولون قدر الامكان التدخل لرفع الاسعار من خلال الاعلام على الاقل في ما لو انخفضت اسعار برنت الى مستويات 50 دولار او قرب هذه المستويات ايضاً, وسيستمرون في هذه المحاولات حتى تصل الامور الى مرحلة يجبر المتجين فيها على تخفيض انتاج النفط من جديد وبشكل اكبر من السابق.

وطالما استمر تمديد الاتفاق دون اجراءات جديدة لخفض الانتاج بشكل اكبر, لا تتوقعوا ان نشهد ارتفاعات قوية في النفط في اي وقت قريب.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.