على الرغم من العديدي من التصريحات التي اتت من العديد من اعضاء البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي خلال تعاملات الاسبوع الماضي والاسبوع الجاري, إلا ان المؤشر العام للدولار الاميركي قد فشل في المحافظة على اي من مكاسبه التي حققها خلال الفترة الماضية, هذا يأتي على الرغم ايضاً من ان الفدرالي الأميركي يفكر في بيع السندات والاصول التي يحملها قبل نهاية العام الجاري.
معظم اعضاء الفدرالي بما فيهم رئيسة الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين لازالوا يتوقعون رفع أسعار الفائدة العامة مرة واحدة من الآن حتى نهاية العام الجاري, بينما الامور في الاتحاد الأوروبي على وشك ان تصبح أكثر اهمية.
المركزي الاوروبي غير متأكد بعد
البنك المركزي الاوروبي غير متأكد بعد حول ما سيفعله خلال الفترة القصيرة المقبلة. خلال الاسابيع القليلة الماضية, كان اعضاء المركزي الاوروبي يرسلون العديد من الاشارات للاسواق عبر الاعلام والتي كانت محيرة للاسواق بعض الشيء.
الجميع يعلم ان البنك المركزي الاوروبي قد بدأ عمليات تحفيف التيسير الكمي, وقام البنك ايضاً بتخفيف التيسير الكمي بواقع 20 مليار يورو. على الرغم من ذلك, إلا انه وكما يبدو ان البنك لن يستطيع ان ينهي برنامج التيسير الكمي في اي وقت قريب, خصوصاً وان هناك القليل من الاجتماعات للبنك المركزي حتى نهاية العام, وهناك حوالي 60 مليار يورو يقوم المركزي الاوروبي بشرائها شهرياً.
على الرغم من ذلك, إلا ان على المتداولين الانتباه الى معدلات التضخم في الاتحاد الاوروبي, والتي لازالت حتى اللحظة قرب المستويات المستهدفة للبنك المركزي الاوروبي, وهو الشيء الذي قد يجبر البنك المركزي الاوروبي على التفكير بشكل مختلف قريباً.
احد اهم السيناريوهات التي من الممكن ان يقوم المركزي الاوروبي بمفاجئة الاسواق بها تكمن في ما لو قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة على الودائع والتي تتمركز عند -0.4%.
كما انه لا يوجد سبب مقنع حالياً بأن يقوم البنك المركزي الاوروبي برفع اسعار الفائدة العامة حالياً, بينما مستويات الفائدة على الودائع عند مستويات ما دون الصفر. وعليه, فإن خفض مستوى التيسير الكمي بالاضافة الى رفع الفائدة على الودائع يبدوا كسيناريو واقعي خلال الفترة المقبلة.
وفي ما لو تمت هذه التحركات من المركزي الاوروبي, فستقلب الامور في الاسواق سواء على مستوى العملات ومنها اليورو او مؤشرات اسواق الاسهم الاوروبية.
اليورو عند أعلى مستوى له منذ 16 شهر
استمر اليورو مقابل الدولار بالارتفاع من جديد ليسجل اعلى مستوى له منذ ابريل من العام الماضي, ليقترب من مستويات 1.15, والتي يجب الانتباه اليها بحذر خلال الفترة المقبلة.
المنطقة ما بين مستويات 1.15 و 1.16 تعتبر مستويات مقاومة مهمة جداً, والتي فشل اليورو في اختراقها نحو الاعلى منذ بداية العام 2015 وحتى اليوم.
إلا ان هذه المرة الامور تختلف قليلاً, حيث ان هناك حافز اساسي اكبر مما كانت عليه الامور خلال العامين الماضيين, والحافز الاساسي الحالي يكمن في خطة البنك المركزي الاوروبي المقبلة بالاضافة الى المزيد من الارقام الاقتصادية التي لازالت مشجعة.
وفي ما لو تم الاختراق نحو الاعلى, فهذا سيفتح المجال لمزيد من الارتفاع كما سيدفع البنوك العالمية بأن ترفع توقعاتها للورو حتى نهاية العام نحو مستويات 1.17 على الاقل.
وفي نفس الوقت, وفي ما لو فشل اليورو في اختراق هذه المستويات, وهو سيناريو ضعيف حالياً, إلا انه قد يؤدي الى تراجعات واضحة في اليورو نحو مستويات 1.10 او 1.07. لكن هذا السيناريو الذي يتضمن تراجعات حادة في اليورو يحتاج الى حافز اساسي قوي لدفع اليورو الى الانخفاض بهذا الشكل سواء من البنك المركزي الاوروبي او/و البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي.
مؤشر داكس الألماني يترفع من مستويات دعم مركزية
انخفض مؤشر داكس قبل اسبوعين بشكل حاد من اعلى مستوياته في التاريخ لينخفض الى مستويات 12300 نقطة. على الرغم من ذلك, إلا انه قد عاود الارتفاع من جديد الى ما فوق مستويات 12400 نقطة, والتي تعتبر مستويات دعم مهمة على المدى الطويل ايضاً, واستمر المؤشر بالارتفاع حتى وصل الى مستويات 12500 نقطة خلال تداولات الاسبوع الجاري.
الارتفاع نفسه من تلك المستويات المهمة بعطي اشارة واضحة لوجود عمليات شراء واضحة في الاسواق وان هناك مشترين يريدون ان يدافعوا ويحموا تلك المستويات من ان يتم كسرها.
لكن ولكي يتم تأكيد هذه التحركات, على المؤشر ان يستمر بالارتفاع من جديد نحو مستويات 12700 نقطة على الاقل, ليستطيع ان يجذب المزيد من الزخم لدفع المؤشر بشكل اكبر. عدا عن ذلك, فمن الممكن ان نشهد المزيد من الانخفاضات من جديد.
وفي نفس الوقت, الخبر الايجابي للمؤشر يكمن في ان المؤشرات التقنية قد اقتربت من مستويات تشبع عمليات البيع, وهو ما يعني ان اي انخفاض من الممكن ان يحصل للمؤشر خلال الفترة المقبلة, قد يكون انخفاضاً محدوداً قبل استمرار الاتجاه العام المرتفع من جديد.
