مكتبة التداول

الدولار يستمر بالانخفاض دون توقف, الى متى؟

0

استمر المؤشر العام للدولار الاميركي بالنخفاض خلال تعاملات الاسبوع الماضي, ليغلق تداولات الاسبوع دون مستويات 94.0 لأول مرة منذ اغسطس من العام الماضي, وهو ما يزيد من النظرة السلبية للمؤشر بشكل اكبر.

السبب الرئيسي وراء انخفاض المؤشر الاسبوع الماضي يعود الى بعض الاخبار من الولايات المتحدة الاميركية وخصوصاً الكونجرس, حيث اعلن بعض اعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري معارضتهم لقانون الرعاية الصحية الجديد, وهو ما يعني عدم امكانية تمريره في الكونجرس.

وهذه الاخبار ادت الى رفع مخاوف الاسواق وتوقعاتها بأن خطة ترامب الاقتصادية قد لا يتم تمريرها من الكونجرس او ان لا يتم تطبيقها بالكامل كما وعد الناخبين سابقاً.

تباطؤ اقتصادي جديد

بدأت انخفاضات المؤشر العام للدولار الامريكي منذ بداية العام الجاري, لتفقد كل مكاسب العام الماضي بالكامل, ويعود انخفاض الدولار على الرغم من رفع اسعار الفائدة, وهذا يعود الى تراجع العديد من الارقام الاقتصادية الاساسية والتي تظهر وجود اشارات واضحة على التباطؤ.

احد اهم الارقا التي اظهرت اشارات واضحة ومقلقة كانت في مبيعات التجزئة الشهر الماضي, والتي سجلت الانخفاض الشهري الثاني على التوالي, وهو الشيء الذي لم تشهده الولايات المتحدة الاميركية منذ العام 2013.

الفدرالي الاميركي وفي اجتماعه الاخير حاول قدر الامكان عدم الحديث عن اجتماعه المقبل في سبتمبر من العام الجاري, وهو ما اعطى الاسواق بعض الاشارات على ان الوقت قد حان بأن يتوقف الفدرالي لبعض الوقت قبل رفع اسعار الفائدة من جديد.

كما ان اسواق السندات الان قد عادت الى الهدوء من جديد, خصوصاً بعد قرار البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي الاخير وارقام مبيعات التجزئة الاميركية.

العائد على السندات الاميركية لأجل 10 سنوات قد عادت الى الانخفاض من جديد نحو مستويات 2.23% من المستويات التي وصلت اليها مؤخراً عند 2.4%, وذلك عندما اعلن مدراء البنوك المركزية العالمية في اجتماعاتهم الاخيرة ان الوقت قد حان لوقف برامج التحفيز الاستثنائي, والتي قد تنتهي في وقت مبكر, وابكر من الوقت الذي كانت تتوقعه الاسواق.

لا يوجد طلب كبير على الدولار بعد

بالنظر الى التقارير الاخيرة لالتزامات المتاجرين (عقود الشراء والبيع) من هيئة العقود الاجلة الاميركية, من الممكن ان نرى ان المتداولين في اسواق العملات غير مهتمين بشراء الدولار حالياً.

حيث ان عقود الشراء في السوق الاجلة للدولار قد انخفضت بأكثر من 50% في مايو الماضي لتصل الى مستويات 28 الف عقد شراء فقط بالمقارنة مع 50 الف عقد في منتصف يونيو.

وفي نفس الوقت, لازالت اوامر وعقود البيع على الدولار في ارتفاع مستمر منذ ابريل الماضي الى اليوم, لتصل الى اعلى مستوى لها منذ اكثر من عام تقريباً.

تشبع عمليات البيع على المؤشر العام للدولار الاميركي

في ما لو نظرنا الى معظم او جميع الرسومات التقنية للمؤشر العام للدولار الاميركي, من الممكن وبسهولة معرفة ان المؤشرات التقنية قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات البيع بشكل كبير.

على الرغم من ذلك, إلا ان الدولار لازال يخسر المزيد من قيمته يوماً بعد يوم, وهو ما يعني ان الحركة الحالية هي استكمال للاتجاه العام, وهو ما يجب ان يقلق المتداولين نوعاً ما, خصوصاً التداولين الذين تأخروا في بيع الدولار منذ بداية العام.

في الوقت الحالي, يتداول المؤشر دون مستويات 94.0, وهذه المستويات هي الادنى للمؤشر منذ يونيو من العام الماضي, وذلك بعد ان كسر المؤشر مستويات الدعم النفسية والتي كانت تتمركز عند مستويات 95.0.

وهذه التحركات لازالت تزيد من حالة السلبية والنظرة العامة السلبية للمؤشر, على الرغم من ان المؤشرات التقنية قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات البيع, وهو ما يزيد من احتمالات التصحيح نحو الاعلى.

لكن ومن الناحية التقنية ايضاً, فمن المتوقع ان تبقى اي تصحيحات نحو الاعلى محدودة في ما دون مستويات 95 او مستويات 96.50, والتي كانت تعتبر مستويات دعم قوية سابقاً ودعمت الدولار في كل من شهر مايو ويونيو الماضي.

اما على مستوى الانخفاض, فهناك مستوى تقني مهم جداً على جميع المتداولين الانتباه اليه خلال الفترة المقبلة, حيث ان هذا المستوى يعتبر مستوى دعم على المدى الطويل (اسبوعي)

كما هو موضح على الرسم اعلاه, فمستويات 93.0 تعتبر مستويات دعم مهمة على المدى الطويل, والتي صمدت منذ العام 2015 حتى اليوم, والتي دعمت الدولار على مدار الاعوام الثلاثة الماضية تقريباً.

وهذا يعني ان من الممكن ان نشهد اختبار جديد لهذه المستويات خلال الفترة القصيرة المقبلةت, لكن وفي نفس الوقت, فان كسر هذه المستويات سيفتح المجال لمزيد من الانخفاضات من جديد نحو مستويات الدعم النفسية الاخيرة والتي تتمركز عند 90.0.

وبالاضافة الى ذللك ايضاً, المؤشر العام للدولار لازال في حالة انخفاض مستمر للشهر الخامس على التوالي, وهو الشيء الذي لم نشهد له مثيل منذ العام 2011.

فجميع الاشارات لازالت ترجح الانخفاض, لكن علينا ان نشهد بعض التصحيح اولاً.

Leave A Reply

Your email address will not be published.