الاسبوع الماضي, كان كل من الذهب والفضة يتداولان عند مستويات متدنية لم نشهدها منذ اشهر, وقد اقترب الذهب من مستويات 1200 دولار, بينما انخفضت الفضة الى مستويات 14 دولار قبل ان تعود الى الارتفاع وتعوض الخسائر خلال يوم واحد واستقرت عند مستويات 15 دولار في اليوم التالي.
اليوم, الذهب يتداول فوق مستويات 1240 دولار للاونصة, بينما استقرت اسعار الفضة الان فوق مستويات 16 دولار حنى اللحظة, وهو ما قد يعني المزيد من التحركات في المدى القصير.
الذهب يرتفع على الرغم من تراجع التضخم؟
البعض من المتداولين قد يسأل في حال من الشك حول ارتفاعات الذهب الاخيرة, والسؤال المطروح من قبل المجمل من المتداولين, كيف ترتفع اسعار الذهب مع ان معدلات التضخم قد عادت الى التراجع.
السؤال بحد ذاته يعتبر سؤال صحيح, حيث انه في العادة وعندما ترتفع معدلات التضخم, يقوم المستثمرون بالتحوط من التضخم من خلال شراء الذهب للحفاظ على قيمة الثروة. لكن هذه المرة الامور قد اختلفت.
خلال الاسابيع الماضية, كانت اسعار المعادن والذهب خصوصاً تنخفض على اثر الرسالة الواضحة التي وجهها مدراء البنوك المركزية للاسواق بأن حقبة برامج التيسير الكمي الاستثنائية ستنتهي في وقت اقرب مما تتوقعه الاسواق.
وهذه التصريحات كانت كافية بأن ترفع العوائد على السندات بشكل كبير. وهو ما دفع المستثمرين نحو شراء السندات حيث وصل العائد على السندات الاميركية لأجل 10 سنوات الى مستويات 2.4%.
وهذا ما كان عليه الحال حتى تداولات يوم الجمعة الماضية, عندما اظهرت ارقام الاقتصاد الاميركي تراجعاً واضحاً في اسعار المستهلكين على عكس التوقعات, واعطت اشارة واضحة للاسواق بأن الفدرالي قد يضطر للابتعاد عن فكرة رفع اسعار الفائدة في اجتماعه المقبلة في سبتمبر.
وعلى اثر هذه الارقام, عادت العوائد على السندات للانخفاض من جديد مع موجة بيع واسعة في السندات لتعيد العائد على السندات الاميركية نحو مستويات 2.28%, وهو ما دفع المستثمرين من جديد نحو الاصول ذات العوائد الاعلى, خصوصاً في ظل عدم وضوح مدى امكانية ان يقوم الفدرالي برفع اسعار الفائدة.
استمرار ارتفاع معدلات الطلب
على الرغم من الانخفاض الاخيرة والكبير الذي تعرضت له الفضة خلال الفترة الماضية, إلا ان الطلب عليها لازال نحو الاعلى بشكل واضح, وذلك من خلال النظر الى حيازات صناديق الاستثمار من الذهب والفضة, حيث ارتفعت حيازات صناديق الاستثمار من الذهب الى مستوى قياسي جديد لم تشهده في التاريخ.
على الرغم من ذلك, إلا انه وفي ما لو نظرنا الى تقرير التزامات المتاجرين من هيئة العقود الاجلة الاميركية, فمن الممكن ان نرى انخفاض عقود شراء الفضة في السوق الاجلة على مدار ثلاث اسابيع على التوالي. لكن هذا لا يعني بالضرورة ان المتداولين على خطأ, لكن عليهم الانتباه للارقام التي ستصدر يوم الجمعة (تقرير التزامات المتاجرين الاسبوعي)
نظرة تقنية على اسعار الذهب
على الرغم من ان الذهب قد كسر قاعدة نموذج Higher Lows التي كان قد بدأها منذ بداية العام, إلا ان الذهب قد استطاع العودة الى الارتفاع من نفس المستويات تقريباً, والتي تعتبر مستويات دعم مهمة ايضاً حوالي مستويات 1210 دولار.
في الوقت الحالي, اضاف الذهب اكثر من 30 دولار خلال الايام الاربع الماضية بعد الانخفاض الاخيرة, وهو ما يظهر اشارة واضحة بأن لازال للذهب قوة للارتفاع خلال العام الجاري.
وعلى صعيد آخر, في ما لو شهدنا أي تصحيح للذهب حالياً نحو الاسفل, فمن المتوقع ان يكون التصحيح محدوداً فوق مستويات 1200 دولار والتي تعتبر حاجز نفسي مهم ايضاً. اما على مستوى الارتفاع, فعلى الذهب اولا اختراق متوسط 50 و 100 يوم على المستوى اليومي, وذلك بعد ان استطاع الاستقرار الان فوق متوسط 200 يوم, وفي ما لو تم ذلك, ستعود النظرة العامة الايجابية للذهب بشكل اكبر.
نظرة تقنية على الفضة
تتداول الفضة حالياً فوق مستويات 16 دولار منذ بداية تعاملات الاسبوع الجاري, مع وجود اشارات واضحة على الاستقرار فوق تلك المستويات, وهو الشيء الذي يبقي الحالة الايجابية
إلا ان على الفضة اثبات نفسها من جديد خلال الفترة المقبلة عن طريق اختراق كل المتوسطات المتحركة بما فيها متوسط 50 و 100 و 200 يوم والذين يتداولون حالياً عند مستويات 16.65 و 17.18 و 17.25 على التوالي.
حتى ذلك الحين, سنراقب زخم تداولات الفضة خلال الجلسات المقبلة. على مستوى الانخفاض, فمن الممكن ان تكون الانخفاضات محدودة فوق مستويات الدعم المهمة والمتمركزة ما بين 16$ او 15.50$, ويجب ان لا تكون الانخفاضات بأكثر من ذلك. وفي ما لو تم كسر هذه المستويات, فستكون الفضة على موعد مع اختبار لمستويات 14 دولار من جديد.
اما على مستوى الارتفاع, فمستويات المقاومة الاولى تتمركز عند 16.40 دولار تتبعها مستويات متوسط 50 يوم عند 16.55.
كما نريد ان نشهد اغلاق اسبوعي كامل فوق مستويات المتوسطات المتحركة لكي تستعيد الفضة قوتها من الناحية الفنية على الاقل.
عدا عن ذلك, فقد تكون الفضة على موعد مع المزيد من التراجعات.
