مكتبة التداول

النفط يدخل مرحلة السوق الهابط, الى متى؟

0

استمرت اسعار النفط بالانخفاض من جديد تماشياً مع توقعاتنا السابقة, على الرغم من كل التصريحات التي صدرت خلال الايام الماضية من قبل المنتجين سواء من اعضاء اوبك او من خارجها, حيث حاول المنتجون رفع توقعات الاسواق لاستقرار الاسواق. إلا ان الامور لا تمشي كما يريد المنتجون الى الان, بل اصبحت الامور أكثر سوءً من قبل.

النفط يدخل مرحلة السوق الهابط

دخل كل من خام برنت وخام غرب تكساس مرحلة ما يسمى السوق الهابط, وذلك على الرغم من الاتفاق لاذي تم التوصل اليه ما بين اوبك والاعضاء من خارجها في ديسمبر, وعلى الرغم من تمديد هذا الاتفاق لفترة 9 تشهر في مايو الماضي.

خام برنت حالياً يفقد أكثر من -22.2% من سعر افتتاح الاول من يناير من العام الجاري, كما خسر ايضاً اكثر من 23% من اعلى مستويات العام الجاري الى ادناها.

اما خام غرب تكساس, فينخفض حالياً بأكثر من 22.4% من افتتاح تداولات العام الجاري, وخسر اكثر من 23.2% منذ ان وصل الى اعلى مستوى له لهذا العام ايضا.

ومع هذه التحركات ودخول النفط في مرحلة السوق الهابط, فهذا يشير الى احتمالية ان تتسارع ونيرة الانخفاضات من جديد, وهو ما لن يكون خبراً ايجابياً للمنتجين سواء من اوبك او من خارج المنظمة ايضاً.

دليل أن تمديد الإتفاق لا يعتبر ايجابي لأسعار النفط

بالنظر الى الرسم اعلاه, ففي ديسمبر من العام الماضي وعندما اعلنت اوبك عن توصلها الى اتفاق ما بين اعضاء اوبك وخارجها لخفض الانتاج النفطي لأول مرة منذ الازمة المالية العالمية تقريباً, إلا ان اسعار النفط فشلت في الارتفاع الى مستويات جديدة لهذا العام.

برنت في ذلك الوقت كان قد ارتفع بحوالي دولار واحد فقط قبل يتداول في نطاق ضيق ما بين 7 الى 8 دولار حتى شهر فبراير منا لعام الجاري, عندما بدأت الاسعار بالانحدار.

وعندما لا تتفاعل الاسواق لهكذا خفض في الانتاج لفترة وصلت الى اكثر من 3 اشهر, لا تتوقعوا ان تتفاعل الاسواق ايجاباً مع نفس الاتفاق لكن لفترة اطول.

في مايو من العام الجاري, عندما اعلنت منظمة اوبك عن تمديد الاتفاق من جديد, اسعار النفط فعلت نفس ما فعلته في ديسمبر الماضي. برنت كان قد ارتفع قرابة الدولار واجد فقط قبل ان تعود الى الانخفاض ليصل خام برنت وخام غرب تكساس الى المستويات المتدنية التي وصلنا اليها حالياً.

اما من ناحية النسب المئوية فقد خسر برنت اكثر من 18.5% بينما خسر خام غرب تكساس الاميركي اكثر من 18% منذ الاعلان عن تمديد نفس الاتفاق الى الان.

اين نذهب من المستويات الحالية

بالنظر الى الرسومات التقنية لخام برنت أولا, فقد خسر برنت مستويات الدعم النفسية التي كانت تتمركز عند مستويات 45 دولار للبرميل, وهو ما يعتبر اشارة سلبية جديدة ويفتج الباب لمزيد من الانخفاضات خلال الايام المقبلة.

مستويات الدعم التالية حالياً والتي على المتداولين متابعتها خلال الايام المقبلة تتمركز عند مستويات 44.40 دولار, بينما وفي ما لو تم كسرها نحو الاسفل بسبب الضغط المستمر, فمن المتوقع ان نشهد المزيد من التراجعات نحو مستويات 44.0 دولار على الاقل.

اما عن خام غرب تكساس الاميركي, فقد خسر هو الآخر مستويات الدعم التي كانت تتداول عند 43 دولار خلال تداولات يوم امس واغلق التداولات دون تلك المستويات. وفي الوقت الحالي, لا توجد مستويات دعم كبيرة لخام غرب تكساس قبل مستويات 41.70 والتي من الممكن ان تصل الاسعار اليها خلال الساعات والايام المقبلة.

المتداولون يراهنون على المزيد من الانخفاضات

بالنظر الى التقرير الاخير الصادر عن هيئة العقود الاجلة الاميركية وفي تقريرها الاخير المعروف بتقرير التزامات المتاجرين والذي يتم اصداره اسبوعياً, من الممكن ان نرى استمرار ارتفاع عقود بيع النفط في السوق الآجلة الى قرب اعلى مستوى لها لهذا العام.

اعلى مستوى لهذا العام بالنسبة لعقود بيع النفط كانت قد وصلت الى مستويات 330 الف, بينما ارقام الاخيرة اظهرت وصول عقود البيع نحو مستويات 280 الف عقد حتى تداولات يوم الثلاثاء الماضي.

وفي نفس الوقت, لازالت عقود شراء النفط في السوق الآجلة تنخفض بشكل تدريجي, وهو ما يرفع من مخاطر الضغط على اسعار النفط بشكل اكبر خلال الايام المقبلة.

أوبك قد تدخل في أي وقت

لا تتوقعوا ان تقف منظمة اوبك والمنتجين من خارجها ايضاً كتوفي الايدي وهم يشاهدون اسعار النفط تنخفض بشكل كبير. على جميع المنتجين من اوبك ومن خارجها ان يتدخلوا لاعادة الاستقرار الى الاسواق.

في الوقت الحالي, نحن في حالة سوق هابط كما ذكر سابقاً, ونحن لسنا نتداول في نطاق ضيق حتى, وهو الشيء الذي يرفع من مخاطر المزيد من الانخفاضات من جديد.

وعليه, من الممكن ان يضطر المنتجين من اوبك وخارجها الى التوجه الى الاعلام من جديد واعطاء المزيد من التصريحات, لكن التصريحات المقبلة في الغالب ما ستكون افضل مما كانت عليه في السابق واكثر قوة.

بمعنى, من الممكن ان تبدأ اوبك التلميح الى تحرك جديد ليس فقط لتمديد الاتفاق, بينما ستضطر ان تعلن عن احتمالية خفض الانتاج بشكل اكبر خلال الاشهر المقبلة. السؤال الاهم حالياً, هل ستتفاعل الاسواق مع التصريحات؟ ام انها ستتجاهلها كما حصل في السابق؟ الوقت سيجيب على هذا السؤال.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.