تعرضت اسعار المعادن خلال العام الجاري الى تحركات واسعة جداً, وخلال الاسبوعين الماضيين, انخفضت اسعار المعادن بشكل واضح لتكسر مستويات خط الاتجاه المرتفع على المستوى اليومي.
على الرغم من ذلك, كنا واثقين بأن اسعار المعادن وانخفاضاتها الاخيرة ما هي الا نوع من التصحيح وان الانخفاضات لم تستمر طويلاً, وان الاسعار ستعود الى الارتفاع بقوة. وهذا طبعاً لا يعود الى معرفتنا بأن الوضع السياسي في الولايات المتحدة الاميركية سيسوء بشكل مفاجئ لأن لا يمكن لأحد ان يعلم ذلك, لكن السبب وراء تأكدنا بأن اسعار الذهب ستستمر بالارتفاع يعود الى ان الدولار قد انهى رحلة الارتفاع منذ بداية العام الجاري.
في التقارير السابقة, خلال تداولات الاسبوع الجاري والاسبوع الماضي, ذكرنا بأن على المتداولين عدم المبالغة في التفاعل مع موضوع كسر الذهب لخط الاتجاه المرتفع على المستوى اليومي. وفي نفس الوقت, ذكرنا بأن على اسعار الذهب والفضة ان تثبت قوتها من جديد لتعطي اشارات اكثر ايجابية من السابق.
هذا الاسبوع, اظهرت المعادن بشكل عام العديد من الاشارات التي ترجح ان نشهد اسعار المعادن مقبلة على المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة, وان الانخفاض الاخير الذي حصل للاسعار ما هو إلا كسر وهمي او فخ للبائعين.
في الوقت الحالي, ومع استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم بالارتفاع وبالاضافة الى الوضع السياسي المعقد نوعاً ما في الولايات المتحدة الامريكية واستمرار الدولار بالانخفاض, تبقى النظرة العامة للمعادن ايجابية دون تغير.
الذهب فوق المتوسطات المتحركة من جديد
خلال تعاملات الاسبوع الماضي, انخفضت اسعار الذهب الى ما دون المتوسطات المتحركة الرئيسية بالكامل, بما فيها متوسط 50 و 100 و 200 يوم على المستوى اليومي.
على الرغم من ذلك, إلا ان اسعار الذهب وخلال تعاملات الاسبوع الجاري سجلت اكبر ارتفاع يومي لها منذ يونيو من العام الماضي, وهو ما يعتبر تحركاً كبيراً للذهب ويظهر احتمالية ان نشهد استمرارية في هذه التحركات خلال الايام والاسابيع المقبلة.
إلا ان لازال على الذهب ان يثبت قوته بشكل اكبر من السابق ليعطي المزيد من الايجابية, وذلك يأتي من خلال اختراق الذهب لمستويات 1260 دولار نحو الاعلى خلال الفترة المقبلة مع اغلاق تداولات الاسبوع فوق تلك المستويات.
وفي ما لو تم ذلك بالفعل, فستكون اسعار الذهب فوق جميع المتوسطات السعرية بالاضافة الى فوق خط الاتجاه المرتفع المكسور سابقاً والذي لازال الذهب يتداول حوالي تلك المستويات الى الان.
اما على مستوى الانخفاض, في ما لو شهدت الاسعار أي انخفاض تصحيحي خلال الفترة المقبلة, فهذا من شأنه ان يكون محدود فوق القاع الاخير الذي سجله الذهب عند مستويات 1210 دولار تقريباً.
المؤشرات التقنية بشكل عام وصلت الى مستويات تشبع عمليات الشراء, وهو ما يرجح احتمالية ان نشهد نوع من التصحيح نحو الاسفل قبل استمرار الارتفاع من جديد.
وعليه وبما ان البائعين قد وقعوا في فخ انخفاضات الاسبوع الماضي, نأمل ان لا يقعوا في نفس الفخ خلال الايام والاسابيع القليلة المقبلة.
الذهب يتغلب على الفضة اخيراً
للفضة قصة مختلفة قليلاً عن الذهب, لكن النظرة العامة للفضة والذهب بشكل عام لازالت ايجابية دون تغير في الوقت الحالي وحتى اشعارٍ آخر.
ارتفعت اسعار الفضة خلال الايام القليلة الماضية الى ما فوق مستويات 17 دولار للاونصة, لكن الاسعار لازالت بعيدة جداً عن المتوسطات المتحركة الرئيسية, حيث ان المتوسط الاول يتمركز عند مستويات 17.40 والتي تمثل متوسط 200 يوم على المستوى اليومي.
اما متوسط 50 يوم ومتوسط 100 يوم يتمركزان عند مستويات 17.60 دولار وهو ما يعني ان على الفضة ان ترتفع بأكثر من دولار من المستويات الحالية لاختبار هذه المتوسطات على الاقل.
على الرغم من ذلك, إلا ان هناك احتمالية كبيرة بأن يتغلب الذهب على الفضة خلال الفترة المقبلة على عكس ما حصل خلال الفترة الماضية, وهو ما يعني ارتفاع الذهب بوتيرة اسرع من الفضة لبعض الوقت.
تبقى النظرة العامة للفضة حتى الحظة وعلى الرغم من توقعات ارتفاع الذهب بوتيرة اعلى ايجابية دون تغير طالما ان الفضة تتداول فوق مستويات 16.10.
المؤشرات التقنية بشكل عام وصلت الى مستويات تشبع عمليات الشراء وتقاطعت نحو الاسفل من جديد, وهو ما يعني احتمالية ان نشهد حركة تصحيح نحو الاسفل اولاً قبل استمرار الارتفاعات من جديد. على الرغم من ذلك, لازالت التوقعات تشير الى محدودية التصحيح نحو الاسفل فوق القاع الاخير الذي سجلته الفضة مؤخراً.
اما على مستوى الارتفاع, فمستويات المقاومة الاولى للفضة تمركز عند 17.30 والتي تمثل مستويات التصحيح بواقع 50% من الانخفاض الاخير الذي حصل للفضة, وهذا المستوى ايضاً يتلاقى تقريباً مع متوسط 200 يوم على المستوى اليومي وفي الغالب ما ستشهد الفضة بعض عمليات البيع من تلك المستويات.
على الرغم من هذا ايضاً, لازال على الفضة ان تثبت قوتها من جديد, وذلك من خلال اختراق المستويات المذكورة اعلاه خلال الفترة المقبلة لتعيد النظرة الايجابية بشكل اكبر من السابق.
