مكتبة التداول

ماذا بعد قرار البنك المركزي الاوروبي

0

قرر البنك المركزي الاوروبي الابقاء على السياسة الحالية دون تغير بما فيها معدلات الفائدة الثلاث الرئيسية في دول الاتحاد الاوروبي كافة.

حيث ابقى المركزي الاوروبي على اسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المتدنية عند مستويات 0.0% والفائدة على الودائع عند مستويات -0.4%. على الرغ من ذلك, إلا ان بيان البنك الاولي اظهر بعض النقاط السلبية, لكن هذه النقاط يجب ان لا تكون مفاجئة للاسواق او المتداولين, خصوصاً وان الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية على بعد ايام بسيطة.

في الغالب ما سيبقى البنك المركزي الاوروبي في حالة من الحذر مع بعض التعليقات المتشائمة نوع من الاحتياطي وذلك في ظل استمرار مخاطر الانتخابات الفرنسية على الرغم من ان هذه المخاطر منخفضة جداً في الوقت الحالي. وبالاضافة الى ذلك, اليورو قد ارتفع الى مستويات جديدة لهذا العام وهو الشيء الذي لا يريده المركزي الاوروبي حالياً على الاقل.

تخفيف التيسير الكمي مستمر كما هو مخطط

اعلن رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ان عملية تخفيف التيسير الكمي قد بدأت من خلال اقتطاع 20 مليار يورو من مشتريات الاصول لتصبح الان عند 60 مليار يورو بدلاً مما كانت عليه عند 80 مليار يورو سابقاً.

وهذه العملة (تخفيف التيسير الكمي) في الغالب ما ستنتهي بالكامل مع نهاية العام الجاري. على الرغم من هذا, إلا ان ماريو دراغي وخلال المؤتمر الصحفي كان قد ذكر ان الاحتمالية واردة دون تغير بان نشهد رفع للتيسير الكمي او حتى تخفيضه بشكل اسرع في الفترة المقبلة بناءً على الارقام الاقتصادية والظروف المقبلة لدول الاتحاد الاوروبي.

وفي نفس الوقت ايضاً, ذكر ماريو دراغي ان معدلات الفائدة العامة في الغالب ما ستبقى متدنية لفترة مطولة من الزمن مع احتمالية انخفاضها أكثر مما هي عليه الان في ما لو تطلب الامر ذلك.

نظرة اقتصادية ايجابية

اظهر ماريو دراغي بعض الايجابية بشك واضح, حيث ذكر ان مخاطر الضغط على الاقتصاد لازالت نحو الاسفل واكثر مما كانت عليه في السابق, وان معدلات النمو تعتبر قوية بالمقارنة عن ما كانت عليه في السابق, ولازال يتوقع ان يستقر التضخم قرب مستويات 2% سواء اعلى من 2% او اسفلها.

اظهر ايضاً المركزي الاوروبي نبرة اكثر ايجابية حول توقعات معدلات النمو بشكل عام, على الرغم من ان البنك قد ذكر ايضاً ان المخاطر الخارجية للاتحاد الاوروبي لازالت عالة وقد تؤثر على الاقتصاد في اي وقت.

دراغي ايضا رفض الحديث او حتى التعليق على الانتخابات الفرنسية, حيث ذكر ان البنك المركزي الاوروبي ليس له علاقة بالسياسية والقرارات المتخذة دائماً ما تكون بعيدة عن السياسة.

تعليقات سلبية

على الرغم من النبرة الايجابية والتعليقات المشجعة, إلا ان السيد ماريو دراغي لم يستطيع ان ينهي المؤتمر دون ان يعطي الاسواق جرعة سلبية بسيطة, حيث ذكر انه وحتى اللحظة وعلى الرغم من ارتفاع معدلات التضخم, إلا انه لا يرى وجود دلائل كافية بأن الارتفاع الحالي هو بمثابة اتجاه قوي.

وهو ما يعني ان المركزي الاوروبي حالياً غير قلق من ارتفاع التضخم الاخير في جميع دول الاتحاد الاوروبي, وهو ما يفسر ايضاً بأن المركزي الاوروبي لم يناقش في هذا الاجتماع اي من سياسات الخروج من اسواق السندات.

ارتفاع معدلات التضخم في المانيا خلال ابريل الجاري

بعد قرار البنك المركزي الاوروبي بدقائق, تم الاعلان عن ارقام التضخم من المانيا والتي اتت بمفاجأة ايجابية من جديد سواء على المستوى الشهري او المستوى السنوي.

على المستوى السنوي, ارتفع مؤشر اسعار المستهلكين الى اعلى مستوى له منذ شهرين ليصل من جديد الى مستويات 2%, على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى ارتفاعه نحو مستويات 1.9% فقط.

اما على المستوى الشهري, فكانت التوقعات تشير الى انخفاض مؤشر اسعار المستهلكين بواقع 0.1%, إلا ان المؤشر لم يظهر اي نمو او انخفاض واستقر دون تغير خلال ابريل الجاري.

بشكل عام, سواء في المانيا او في الاتحاد الاوروبي, لازالت الارقام الاقتصادية وخصوصاً ارقام التضخم ترتفع بشكل تدريجي, لكن الوقت الحالي قد لا يكون الوقت المناسب بأن تشهد دول الاتحاد الاوروبي ارتفاعات كبيرة في التضخم, خصوصاً وان معدلات الفائدة العامة لازالت منخفضة جداً ومعدلات الفائدة على الودائع عند مستويات -0.4%.

اليورو قد يختبر مستويات 1.10 لكن الحذر جداً من أي ارتفاع لليورو

لازال اليورو يتداول في نفس النطاق الضيق منذ بداية تعاملات اليوم, في البدالة ارتفع بعد التصريحات الايجابية لرئيس المركزي الاوروبي, ولكنه عاد للانخفاض من جديد بعد التصريحات السلبية جول خطة الخروج من اسواق السندات, لينخفض من 1.0935 حتى وصل الى مستويات 1.0875 حتى كتابة هذا التقرير.

في الوقت الحالي, لازالت هناك احتمالات لمزيد من الارتاع في اليورو والتي من الممكن ان تصل حتى مستويات المقاومة النفسية 1.10, لكن لا نتوقع ان نشهد ارتفاعات اعلى من تلك المستويات.

هناك ملاحظة مهمة على المتداولين الانتباه اليها, وخصوصاً المتداولين الذين يفضلون شراء اليورو, حيث ان الفجوة التي حصلت خلال تداولات يوم الاثنين لم يتم تغطيتها حتى الآن.

وعلى اثر ذلك, لازلت افضل بيع اليورو خلال الفترة المقبلة اكثر من الشراء, حتى يتم تغطية الفجوة بالكامل, قبل ان نغير الاستراتيجية الى الشراء مع كل انخفاض.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.