خلال الساعات القليلة المقبلة, تتجه انظار الاسواق الى المزيد من الارقام الاقتصادية والتي ستصدر من المملكة المتحدة, والتي من المتوقع ان يكون لها التأثير الاكبر على الاسواق خلال الجلسة الاوروبية.
من المتوقع الاعلان اليوم عن مبيعات التجزئة البريطانية في تمام الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش, والتوقعات تبدوا ايجابية, حيث من المتوقع ان ترتفع مبيعات التجزئة الشهرية العامة بواقع 0.4% في فبراير بعد ان كانت قد انخفضت بواقع -0.3% في يناير الماضي, وفي ما لو صحت التوقعات ستكون هذه المرة الاولى التي ترتفع فيها مبيعات التجزئة بعد قلاث اشهر من الانخفاض المتتالي.
اما عن مبيعات التجزئة الاساسية, فمن المتوقع ايضاً ان ترتفع 0.4% خلال فبراير بعد انخفاضها 0.8% في يناير الماضي, وفي ما لو صحت التوقعات ايضاً, قد تكون الارتفاع الاول منذ شهرين تقريباً.
مبيعات التجزئة السنوية مهمة جداً اليوم
على الرغم من ان المتداولون دائماً ما ينظرون الى الارقام الشهرية, إلا ان عليهم عدم اغفال الارقام السنوية المنتظرة اليوم والتي في الغالب ما ستكون مفتاح تداولات ازواج الجنيه الاسترليني اليوم.
تشير التوقعات الى تعافي مبيعات التجزئة العامة على المستوى السنوي بعد ان كانت قد تباطأت خلال فترة الاشهر الثلاثة الماضية بشكل كبير. التوقعات اليوم تشير الى ارتفاعها نحو مستويات 2.6% في فبراير بعد ان وصلت الى ادنى مستوى لها منذ العام 2013 خلال شهر يناير الماضي.
اما مبيعات التجزئة الاساسية السنوية فمن المتوقع ايضاً ان تظهر ارتفاعات جديدة, حيث تشير التوقعات الى ارتفاعها 3.1% في فبراير بالمقارنة مع 2.6% في يناير الماضي, والتيكانت تعتبر في ذلك الوقت اضعف قراءة منذ ديسمبر من العام 2015.
الجنيه الاسترليني يصحح بواقع 61.8%
منذ قرار البنك المركزي البريطاني الصادر الاسبوع الماضي, ارتفع الجنيه الاسترليني بشكل واضح على اثر عاملين اثنين:
العامل الاول يعود الى التصويت الذي حصل في البنك المركزي على القرار الاخير, حيث اظهر الاجتماع تصويت احد اعضاء البنك بأن يتم رفع اسعار الفائدة 25 نقطة اساس.
اما العامل الثاني يعود الى ضعف الدولار الاخير والذي بدأ بعد الاعلان عن قرار البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي والذي اظهر لهجة اقل تشددية من توقعات الاسواق السابقة.
على الرغم من ذلك, إلا ان الارتفاعات الحالية للجنيه الاسترليني مقابل الدولار لازالت ضمن عملية التصحيح على المدى القصير, بعد الانخفاضات الاخيرة التي شهدها الزوج والذي وصل الى مستويات 1.2108 خلال الاسابيق القليلة الماضية.
حيث قام الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الان بالتصحيح بأكثر من 50% واخترق متوسط 50 ومتوسط 100 يوم على المستوى اليومي كما هو مبين على الرسم, وهو ما يعتبر اشارة ايجابية في ذلك الوقت.
استمر الزوج بالارتفاع من جديد بدعم من ارقام معدلات التضخم التي صدرت هذا الاسبوع ايضاً, ليصل الى مستويات التصحيح 61.8% خلال تداولات الامس. على الرغم من ذلك, إلا انه اغلق تداولات الامس دون تغير (شمعة دوجي) وهذا الاغلاق قد يكون اشارة لبداية الانخفاض من جديد.
كما انه وبالاضافة الى كل ذلك, وبالنظر الى المؤشرات التقنية على المدى القصير, من الممكن ان نلاحظ تشبع عمليات الشراء بشكل كبير على معظم المستويات وهو ما يقلص من احتمالات ان نشهد الموزيد من الارتفاعات خلال الساعات المقبلة على الاقل.
كما ان مؤشر القوة النسبية يتداول حالياً فوق مستويات الـ50 المهمة لكن بشكل حيادي على مستوى اليومين الماضيين.
وعلى اثر جميع ما ذكر سابقاً, فإننا ننظر حالياً الى مزيد من الانخفاض من جديد للاستمرار بالاتجاه العام المنخفض مرة اخرى, بينما تشير تقارير البنوك الى وجود اوامر وقف كبير لعمليات البيع في الاسواق فوق مستويات 1.26.
اما على مستوى الانخفاض, فمستويات الدعم الاولى للزوج تتمركز عند مستويات 1.2415 والتي تمثل مستويات متوسط 100 يوم على المستوى اليومي, تتبعها مستويات 1.2404 والتي تمثل متوسط 50 يوم على المستوى اليومي ايضاً, وكلا المتوسطات يجب متابعتها بحذر عند وصول السعر اليها.
النظرة العامة للدولار لازالت سلبية
على الرغم من اننا ننظر الى مزيد من الانخفاض في الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الامريكي على الاقل خلال الجلسات المقبلة, إلا ان على المتداولين الانتباه الى ان النظرة العامة للمؤشر العام للدولار لازالت سلبية.
نموذج الرأس والكتفين الان اصبح قيد الاكتمال وهو ما يعني استمرار المؤشر العام للدولار الامريكي بالانخفاض من جديد خلال الجلسات المقبلة. على الرغم من ذلك, إلا ان هناك احتمال وارد ان يقوم المؤشر باختبار مستويات 100 التي خسرها المؤشر خلال تداولات الاسبوع الجاري قبل الانخفاض من جديد
وفي نفس الوقت, الجنيه الاسترليني في الغالب ما سيكون الحلقة الاضعف ما بين العملات امام الدولار خلال الفترة المقبلة قبيل بداية المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي وتفعيل المادة 50 لبدئ اجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي, وعليه, تبقى الاستراتيجية الانسب هي البيع مع كل ارتفاع.
اي ارتفاع في المؤشر العام للدولار الامريكي حالياً من المتوقع ان يكون محدود دون مستويات ال100 والتي اصبحت الان مستويات مقاومة مهمة وقمية بعد ان كانت مستويات دعم مهمة للمؤشر في السابق.
اخيراً وعلى مستوى الانخفاض, فمستويات الدعم الاولى للمؤشر العام للدولار الامريكي حالياً تتمركز عند مستويات 99.40 تتبعها مستويات 99.20.
