مكتبة التداول

لماذا لم ينخفض اليورو الى مستوى التعادل مع الدولار

0

خلال العامين الماضيين, كان العالم اجمع تقريباً يتداولون ضد اليورو ويتوقعون وصوله الى مستويات التعادل مع الدولار الامريكي للعديد من الامور المؤشرات السلبية في الاتحاد الاوروبي. نحن بالطبع قريبون جداً من مستوى التعادل مع الدولار, لكننا لم نشهد تلك المستويات بتاتاً الى الان. هذا على الرغم من ان البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي قد رفع من معدلات الفائدة مرتين وعلى الرغم من ان البنك المركزي الاوروبي قد قام بعمليات تيسير كمي كبيرة جداً.

لماذا استقر اليورو فوق مستويات 1.04 بشكل قوي

بما أن اسواق العملات تعتمد دائماً على تسعير المستقبل في وقت سابق لأوانه, على المتداولين ابقاء النظر ومتابعة اي تغير قد يحصل في سياسة البنك المركزي الاوروبي او حتى التلميح الى تغييرها

خلال الاجتماعين السابقين للبنك المركزي الاوروبي وخصوصاً اجتماع ديسمبر الماضي, قال رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ان البنك المركزي الاوروبي يخطط الى تخفيف التيسير الكمي في ابريل من العام الجديد. ومن الناحية النظرية, البنك المركزي الاوروبي بهذا القرار سيستمر في رفع مستوى السيولة في الاسواق. كما ان الميزانية العامة للبنك ستستمر بالتوسع بشكل اكبر مما كانت تتوقعه الأسواق. وهو ما يجب ان يكون سلبي لليورو بشكل عام. اذاً لماذا يبقى اليورو قوياً بهذا الشكل؟

صحيح ان ميزانية البنك المركزي الاوروبي ستتوسع من جديد طبقاً للاعلان الاخير للبنك المركزي, حيث ان الاسواق كانت تتوقع انتهاء البرنامج في مارس. لكن اعلان البنك عن تخفيف التيسير الكمي يعني ارتفاع ميزانية البنك المركزي الاوروبي بشكل ابطأ مما كانت تتوقعه الأسواق.

تحسن النظرة الاقتصادية في الاتحاد الاوروبي.

خلال الاشهر القليلة الماضية, الذين يتابعون الارقام الاقتصادية الاوروبية بامكانهم الحكم وبشكل سهل على الارقام الاقتصادية الاوروبية, ويمكنهم ملاحظة ان الارقام الاوروبية قد تحسنت بشكل كبير. لكن التركيز في الوقت الحالي يبقى بشكل اكبر على معدلات التضخم. وفي ذلك الصدد, فقد تحسنت معظم ارقام التضخم في معظم دول الاتحاد الاوروبي بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين بالتحديد.

مهمة البنك المركزي الاوروبي هي المحافظة على اسقرار الاسعار ضمن الاتحاد. ارتفاع معدلات التضخم كما نشهد الان يعني ان على البنك المركزي الاوروبي ان يفكر في تقليص عمليات التيسير الكمي وتخفيف السيولة في الاسواق لكي لا ترتفع معدلات التضخم بشكل اكبر من التوقعات, وهو ما يعني تخفيف التيسير الكمي, وفي ما لو تطلبت الحاجة ايضاً, فمن الممكن ان يقوم البنك المركزي برفع اسعار الفائدة ايضاً, لكنه من المبكر الحديث عن ذلك الان. على الرغم من كل ذلك, إلا ان الارقام الاقتصادية الاخيرة من الاتحاد الاوروبي حفزت البنك المركزي على الاعلان عن قرب انتهاء برنامج التيسير الكمي وبداية التخفيف قريباً جداً.

محفزات اخرى

الرئيس الامريكي الجديد في البيت الابيض دونالد ترامب ايضاً يلعب دوراً جديداً في استقرار اليورو وقوته ايضاً, حيث انه ساعد خلال الاسبوع الماضي على ارتفاع اليورو بقوله ان عملة الدولار قوية جدا وهي تقتلنا بحسب تعبيره, وهذا كان احد الاسباب الرئيسية لانخفاض الدولار امام جميع العملات العالمية خلال تعاملات الاسبوع الماضي بالتحديد, بينما استطاع اليورو ان يغلق تداولات الاسبوع الماضي عند مستويات 1.0680. مع وصول ترامب الى الحكم ومحاولاته ان يبقي الدولار تحت الذغط او عدم ارتفاعه بشكل كبير, فهذا قد يكون بداية لحرب عملات جديدة, وهو ما سيقلل من احتمالات ارتفاع الدولار من جديد خلال الفترة المقبلة.

ماذا بعد الآن؟

بما أن البنك المركزي الاوروبي حالياً يخطط لوقف التيسير الكمي كما ذكر في اجتماعه الاخير, فان الاسواق والمتداولين سيبدأون بتسعير هذه الخطوة مقدماً كما هي العادة. حتى اي وقت؟ حتى نشهد اي تغير سواء من قبل البنك المركزي الاوروبي او البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي.

اهم الامور في الحالة التي تعيشها الاسواق اليوم تكمن في امكانية ان يقوم البنك المركزي الاوروبي ببيع السندات بعد ان يقوم بالانتهاء من التيسير الكمي, اي بمعنى تخفيف الحمل عن الميزانية العامة للبنك من السندات التي قام بشرائها خلال فترة التيسير الكمي, ومن الممكن ان يقوم البنك المركزي الاوروبي بذلك قبل ان يقوم الفدرالي الامريكي ببيع السندات وبشكل اسرع ايضاً. وهذا بالضبط كما حصل للبنك المركزي الاوروبي بعد ان قام ببيع السندات التي كان يشتريها خلال فترة ازمة الديون الاوروبية.

كما ان السيناريو الحاصل الان لليورو هو نفس السيناريو الذي حصل للدولار خلال العام الماضي, وذلك عندما بدأ الدولار الامريكي بالارتفاع بشكل كبير عندما لمح الفدرالي بانهاء التيسير الكمي, ومنذ ذلك الحين ارتفع الدولار بشكل كبير على اثر التوقعات التي تشير الى انتهاء التيسير الكمي وبداية رفع اسعار الفائدة العامة, لكن وعلى الرغم من رفع اسعار الفائدة مرتين خلال العامين الماضيين, كانت ارتفاعات الدولار عند الرفع محدودة جداً, وذلك يعود الى استهلاك الاسواق لهذه الاخبار والقرارات بشكل مسبق خلال العامين الماضيين.

اما عن تداولات الفترة الحالية, المتداولين في الاسواق يتوقعون نفس الشيء, فهم يقومون الان بتسعير تخفيف التيسير الكمي مسبقاً واحتمالات رفع اسعار الفائدة ايضاً, وهو الشيء الذي قد يؤدي الى وصول اليورو الى القاع وبداية الارتفاع من جديد على المدى المتوسط

Leave A Reply

Your email address will not be published.