مكتبة التداول

إلى أين ستصل أسعار النفط؟

0

لقد حان الوقت لتحليل أسعار النفط. منذ بداية العام، ارتفع سعر النفط الخام الأمريكي بنحو ستة وعشرين في المائة، لكنه انخفض بنحو ثمانية وعشرين في المائة عن أعلى المستويات التي شهدها قبل عشرة أشهر. أظهر سعر نفط برنت أيضاً أداءً مشابهاً. فإلى أين يذهب سعر النفط مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الثلاثة الرئيسية لتزايد المخاطر الجيوسياسية في الخليج، واستمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي وضعف الاقتصاد العالمي؟

التوترات الجيوسياسية تساعد بدعم الأسعار وليس انطلاقها

ليس سراً أن أسعار النفط مدعومة بالتوترات المتصاعدة في الخليج العربي التي تشمل الضربة الأمريكية لطائرة الدرون الإيرانية، والاستيلاء على ناقلة بريطانية من قبل إيران، وعدم اليقين المستمر في ليبيا. كما لعبت العوامل الجيوسياسية دوراً رئيسياً في معادلة أسعار النفط خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب صعوبة شحن النفط من فنزويلا.

عامل الإنتاج الأمريكي الأكثر أهمية

نعلم أن دور ارتفاع معروض النفط الأمريكي يسهم في منع وصول الأسعار نحو 100 دولار للبرميل. فقد وصل إنتاج النفط الأمريكي اليومي إلى 20 مليون برميل، في حين أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط والسوائل النفطية في طريقه للوصول إلى 620 ألف برميل يومياً هذا العام، مما يساوي أكثر من 3٪ من إجمالي الاستهلاك.

وتذكر هذه الحقيقة الأساسية: على الرغم من أن الولايات المتحدة قد حققت استقلالية النفط من خلال كونها أقل اعتماداً على الواردات وأقل حساسية لارتفاع أسعار النفط، لا يزال هناك تأثير توزيعي كبير لارتفاع أسعار النفط على المستهلكين والرواتب. لهذا السبب، حث الرئيس “ترامب” منظمة “أوبك” بالاستمرار بكبح أسعار النفط. لا يريد “ترامب” أن تتسبب أسعار النفط المتسارعة في تضخم وإعطاء مبرر للاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة عاماً قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

عامل الطلب

بصرف النظر عن ارتفاع المعروض من النفط، فإن الطلب العالمي على النفط آخذ في الانخفاض. هذا الأسبوع، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي لعامي 2019 و2020 بنسبة 0.1 في المائة إلى 3.2 في المائة و3.5 في المائة على التوالي. قام الصندوق أيضاً بمراجعة توقعات أحجام التجارة العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 7 سنوات.

وفي الوقت نفسه، ذكرت منظمة التجارة العالمية في تقريرها الأخير أن خمسة من أصل سبعة مؤشرات رئيسية للتجارة الدولية قد انخفضت إلى ما دون اتجاهاتها الطويلة الأجل. كلاً من مؤشرات حجم تجارة البضائع وإنتاج السيارات والتصدير دخلت في اتجاهات سلبية.

كما تؤكد المنظمة على قرار خفض توقعاتها لنمو التجارة العالمية لعام 2019 إلى 2.6٪ من 3٪ في عام 2018.

تمركز عقود المضاربين

هناك عامل آخر يؤثر على أسعار النفط وهو المضاربة من قبل متداولي النفط. تعتبر عقود الشراء والبيع في الأسواق الآجلة للنفط من قبل صناديق التحوط في خام تكساس نقطة ضغط أساسية لأسعار النفط الخام. يشير الرسم البياني أعلاه إلى أن عدد عقود شراء النفط يتجاوز عدد عقود البيع بمقدار 424000 عقداً، لكن هذا الرصيد الإيجابي استمر بالانخفاض خلال العشرة أشهر الماضية. يشير الاتجاه العام إلى انخفاض واضح من قبل تمركز المضاربين بالإضافة الى الارتباط القوي بين صفقات المتداولين وأسعار النفط إلا أنه سيتعين على النفط أن ينخفض ​​مع اقتراب عدد عقود البيع وتجاوز عدد عقود الشراء خاصةً مع زيادة العرض الزائد وتراجع الطلب.

فنيات سعر النفط

سواء بدأنا في تحليل سعر النفط من بداية الربيع أو الخريف الماضي، فإننا نلاحظ انخفاض الاتجاه المعروف أيضاً بالقمم المنخفضة. وقد حاول مشترو النفط مراراً وتكراراً تجاوز متوسطه المتحرك لـ 55 أسبوعاً خلال الخمسة عشر أسبوعاً الماضية. والجدير بالذكر أن هذا الفشل في الاختراق فوق متوسط سعر مهم يشبه مثيله في ربيع عام 2014، وهي المرحلة التي سبقت انهيار الأسعار في عامي 2014 و2015. ولا تنسَ أن متوسط الـ 55 أسبوعاً كان ينحدر لأسفل خلال كل هذا العام.

مع الأخذ في الاعتبار عوامل زيادة العرض في الولايات المتحدة، وتراجع الطلب العالمي وديناميات الأسعار الفنية، أتوقع أن يصل سعر النفط إلى منتصف ال 40 دولاراً البرميل هذا العام. طالما لا نشاهد إغلاق أسبوعي أعلى من 70 دولاراً، لن يكن هناك أمل للعودة الى مستوى التسعينات.

Leave A Reply

Your email address will not be published.