مكتبة التداول

انخفاض حاد في الفضة بينما الذهب قرب مستويات دعم مهمة

0

المعادن الثمينة في طريقها لتسجيل الاسبوع الثاني على التوالي من الخسائر بما فيها اسعار الذهب والفضة, وذلك مع استمرار العوائد على السندات العالمية بالارتفاع.

احد اهم الاسباب وراء ارتفاع العوائد على السندات وخصوصاً سندات طويلة الاجل (10 سنوات) تعود الى تصريحات من العديد من مدراء البنوك المركزية الاسبوع الماضي.

يبدوا ان البنوك المركزية الان قد عادت جميعها الى الاتفاق من جديد على صفحة واحدة, بعد ان كانت معظم البنوك وسياساتها تتضارب مع بعضها البعض, فبعضهم كان يقوم بابقاء السياسات الحالية دون تغير, والبعض الآخر كان يقوم بعمليات التيسير الكمي بشكل اكبر من السابق, بينما كان عناك بنك وحيد يقوم بعمليات تضييق السياسة النقدية.

على الرغم من ذلك, إلا انهم وخلال الاسبوع الماضي قد اجمعوا على رأي واحد وهو ان اجراءات التحفيز والسياسات الاستثنائية التي حصلت خلال فترة الازمة المالية العالمية يجب ان تنتهي ومن الممكن ان تنتهي بفترة اقرب مما كانت تتوقعه الاسواق وهو ما سبب موجة مع المخاوف في العديد من الاصول سواء اسواق الاسهم والسندات وحتى السلع.

العوائد على السندات العالمية وخصوصاً ذات اجل العشر سنوات سجلت افضل يوم لها من الارتفاعات خلال الاسبوع الجاري والاسبوع الماضي وهو الشيء الذي لم تشهده العوائد على السندات منذ بداية العام على الاقل.

منذ تصريحات واتفاق البنوك المركزية على رؤية واحدة, استمرت اسعار السلع بالانخفاض التدريجي بينما استمرت العوائد على السندات في الارتفاع لتسجل اطول فترة ارتفاع لها هذا العام على الاقل.

الى متى من الممكن ان تستمر هذه التحركات؟

كل شيء الان محصور في خطوات البنوك المركزية, وفي الوقت الحالي, يقوم المتداولون في الاسواق بتسعير احتمالات تضييق السياسات النقدية حول العالم في المستقبل القريب, وهو ما يعني انهم سيحاولون الاتجاه نحو العوائد الاعلى والاكثر اماناً.

ولا احد من الممكن ان يتوقع الى متى ستستمر هذه التحركات الحالية على الاقل, لكن مخاطر استمراراها لازالت متواجدة بشكل اكبر مما كان عليه في السابق, وهو ما لن يعجب البنوك المركزية حول العالم ايضاً, حيث ان فقدان السيطرة على العوائد على السندات هو كابوس كبير للبنوك المركزية وهو آخر شيء يريد ان يقع البنك المركزي به وهو ما يعرف بفقاعة السندات.

إلا ان البنوك المركزية في الغالب لن تتسرع كثيراً حول بيع السندات التي تحملها منذ الازمة المالية العالمية الى الان, على الرغم من ان الفدرالي الاميركي كان قد ذكر انه سيبدأ ببيع السندات خلال العام الجاري. كما ذكر الفدرالي ايضاً, ان اعلى مستوى من الممكن ان يقوم البنك ببيعه من السندات قد يصل الى 30 مليار دولار وهو رقم بسيط جداً بالمقارنة مع 4.5 تريليون دولار من السندات التي يحملها الفدرالي بشكل عام.

انخفاض الفضة الحاد يبدوا وأنه خطأ تقني

خلال ساعات الصباح الاولى خلال فترة التداولات الاسيوية الماضية اليوم, انخفضت اسعار الفضة بشكل كبير ومفاجئ بحوالي 2 دولار حلال دقيقة, لتنخفض من مستويات 16.05 الى مستويات 14.30 دولار.

على الرغم من هذا, إلا ان الاسعار عادت الى الارتفاع من جديد بشكل سريع جداً وخلال 3 دقائق فقط, عادت الفضة الى مستويات 15.97 دولار واستمرت في التداول في نطاق ضيق جداً حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

هذه التحركات التي شهدتها اسعار الفضة قد تكون بسبب خطأ تقني او خطأ في نظام التداول والتسوية او انه خطأ من احد البنوك او المتعاملين في الاسواق وهو ما يعرف بـFat Finger. لكن هذا لا يغير الحقيقة بأن اسعار الفضة لازالت ضعيفة كما شهدناها خلال الاسابيع القليلة الماضية.

وفي الوقت الحالي, لازالت الفضة في خطر ان نشهد المزيد من الانخفاض خلال الاسابيع القليلة المقبلة, وخصوصاً بعد ان فشلت في الارتفاع فوق مستويات 17 دولار الاسبوع الماضي.

اما عن تداولات اليوم, على المتداولين ابقاء النظر على الاغلاق الاسبوعي وهو مهم جداً خصوصاً بعد الاعلان عن ارقام تقرير الوظائف الاميركي, والذي يصدر اليوم. السيناريو الوحيد الذي قد يدفع الفضة الى الارتفاع من جديد يكمن في خيبة امل جديدة في تقرير الوظائف الاميركي, وفي ما لو حصل ذلك بالفعل, يكون لدى الفضة فرصة اخيرة لمحاولة العودة فوق مستويات 17 دولار خلال الاسبوع المقبل. عدا عن ذلك, تبقى النظرة ضعيفة للفضة دون تغير.

الذهب واستمرار نموذج Higher Lows

على الرغم من ان الذهب ايضاً استمر بالانخفاض خلال الاسبوعين الماضيين, إلا ان الذهب لازال فوق القاع الماضي الذي سجل في مايو الماضي عند مستويات 1214 دولار

وفي الوقت الحالي, لازال هذا النموذج المسمى بـHigher Lows يعطي اشارات ايجابية, لكنه قريب من ان يتم كسره وذلك في ما لو وصلت اسعار الذهب الى ما دون ادنى مستويات شهر يونيو.

إلا ان اليوم قد يكون الحافز الاساسي للعودة الى الارتفاع من جديد, وهو تقرير الوظائف الاميركي حتى في ما لو استمرت العوائد على السندات بالارتفاع.

هناك احتمالية بأن نشهد خيبة امل من تقرير الوظائف الاميركي اليوم, خصوصاً بعد ان شهد التقرير خيبة امل طوال 3 اشهر على التوالي. بالاضافة الى خيبة الامل التي سجلها مؤشر الوظائف في القطاع الخاص يوم امس ايضاً.

وعليه ففيما لو اتى تقرير الوظائف الاميركي اليوم بخيبة امل جديدة, فهذا من شانه ان يدعم اسعار الذهب من جديد, حيث ان تقرير وظائف ضعيف سيقلل من احتمالات رفع اسعار الفائدة من جديد وسيخفف من احتمالات ان يقوم الفدرالي الاميركي ببيع السندات ايضاً, وهو ما سيقلل الزخم نحو السندات ويدعم اسعار الذهب من جديد.

عدا عن ذلك, ففي ما لو كسر الذهب مستويات 1214 دولار سيتم تغيير النظرة العامة للذهب من ايجابية الى حيادية تحت المراقبة مع احتمال الانخفاض نحو مستويات 1200 دولار للاونصة.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.