مكتبة التداول

بدأ العد التنازلي للانتخابات الألمانية

0

تبعد الانتخابات الالمانية حوالي الشهر من اليوم, حيث سيذهب الالمان الى صناديق الاقتراع في يوم 24 من سبتمبر المقبل, وهذه الانتخابات تعتبر الاكثر متابعة في تاريخ البلاد منذ عقود طويلة.

تأتي هذه الانتخابات ايضاً بعد الصدمة التي حصلت بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, بالاضافة الى صدمة الانتخابات الاميركية في نهاية العام الماضي والتي افضت الى تولي دونالد ترامب الحكم في البلاد.

وهذين الحدثين اديا الى انخفاض كبير في ثقة جميع الانظمة في استطلاعات الرأي, حيث ان استطلاعات الرأي في مجملها في ذلك الوقت كانت ترجح وبنسبة عالة ان تبقى المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي وان تصل هيلاري كلنتون الى البيت الابيض, لكن ما حصل كان العكس تماماً.

إلا ان العالم قد التقط انفاسه نوعاً ما خصوصاً بعد نتائج الانتخابات الفرنسية, عندما نجح الوسطي ماكرون الى الوصول الى سدة الحكم في البلاد ليتغلب على مرشحة اقصى اليمين مارين لوبان.

وهذه النتائج قللت من مخاطر ان تعود الحركات اليمينية الى سدة الحكومات في الدول الاوروبية. لكن لا استطيع في نفس الوقت ان انظر الى استطلاعات الرأي بدون ان يكون لدي خوف من المفاجآت وخصوصاً في ما لو اردت اتخاذ اي قرارات في الاسواق, فلن اتخذ اي قرار بناءً على استطلاعات الرأي.

استطلاعات الرأي الحالية

في الوقت الحالي, تشير استطلاعات الرأي بأن حزب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل (حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي) بالاضافة الى الحليف من الحزب الاصغر وهو الحزب الاشتراكي المسيحي هم الاحزاب التي ستكون الاكبر من بين الاحزاب البقية بعد الانتخابات, لكن, لن يحظى هذين الحزبين على الاغلبية.

إلا ان عدم الحصول على الاغلبية هو شيء طبيعي في المانيا وشيء متعارف عليه على مدار التاريخ, وعليه, يتم تحديد الاغلبية من خلال عمل البرلمان خلال الفترة الاولى واي من الاحزاب الصغيرة التي ستشكل الحكومة بالتعاون مع الاحزاب الناجحة في الانتخابات.

حتى هذه اللحظة, تشير استطلاعات الرأي الى 38.6% لصالح حزب انجيلا ميركل والحزب الحليف لها, يأتي بعد ذلك 23.9% للحزب الاشتراكي الديموقراطي المعادي لميركل (المعارضة), وهو ما يعني وجود فجوة كبيرة نوعاً ما في استكلاعات الرأي, وهو ما يعني ايضاً ارتفاع احتمالات المفاجأة ايضاً.

توترات جيوسياسية بعيدة عن المانيا

على الرغم من انخفاض التوترات الجيوسياسية ما بين الولايات المتحدة الاميركية وكوريا الشمالية خلال تداولات الاسبوع الماضي, وذلك بعد ان اعلنت كوريا الشمالية انها ستؤجل ضرب القاعدة العسكرية الاميركية في جزيرة جوام, إلا ان هذه التوترات قد عادت الى الارتفاع من جديد, لكن هذه المرة فد ترتفع المخاوف في الاسواق بشكل اكبر مما حصل خلال الاسابيع الماضية.

خلال ساعات الصباح الاولى اليوم, حذرت كوريا الشمالية كل من الولايات المتحدة الاميركية وكوريا الجنوبية بضربة دون رحمة, وذلك في ظل قرب التدريبات العسكرية ما بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذا الاسبوع.

الأسواق اخذت هذا التحذير بشكل حقيقي, حيث ارتفعت جميع اصول الملاذات الامنة خلال الفترة الاسيوية والاوروبية خلال تداولات اليوم الاثنين, بما فيها اسعار الذهب والتي اضافت اكثر من 7 دولار لتصل الى قرب مستويات 1290 دولار للاونصة, بينما ارتفعت الفضة الى ما فوق مستويات 17 دولار, واخيراً الين الياباني تراجع الى ما دون مستويات 109.0.

المانيا حالياً لا تقف بجانب اي طرف, وفي نفس الوقت, تحاول عدم التدخل في هذا الشأن بتاتاً, وتحاول ايضاً ان تبقي الحوار الدبلوماسي بشكل اكبر, حيث ان اخر ما تريده المانيا والعالم ان نشهد حرب عالمية جديدة او حرباً نووية لا يمكن لأحد ان يتحمل عواقبها.  كما انه من غير المتوقع ان تتدخل المانيا في ما يحدث الان او في اي وقت قريب, خصوصاً وان ميركل تحاول قدر الامكان ان تصل لسدة الحكم من جديد للمرة الرابعة على التوالي.

ميركل تستخدم ورقة الأمن لصالحها

خلال الاسبوع الماضي, رفض الحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني لطلب الناتو بأن يتم انفاق 2% من الناتح الاجمالي نحو قطاع الدفاع, كما اتهم رئيس الحزب انجيلا ميركل بأنها تقوم بتنفيذ المطالب التي قام بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الاجتماع الاخير لحلف شمال الاطلسي.

على الرغم من هذا, إلا ان انجيلا ميركل عادت لتهاجم الحزب الاشتراكي الديموقراطي وتوسع الانقسامات ما بين صفوف الحزب المعارض لتقول ان على المانيا ان تفي بالتزاماتها الامنية مهما حدث.

وبعد الاعتداء الذي حصل خلال الايام الماضية في برشلونة, قد يضع انجيلا ميركل في موقع جيد لأن تحاجج كل من يطلب تخفيض الانفاق على الامن , خصوصاً وان المانيا كانت قد تعرضت لهجمات بسيطة جداً خلال فترة حكم انجيلا ميركل.

وحتى في ما لو ان رفع مستوى الامن والانفاق عليه كان بطلب من الولايات المتحدة الاميركية, إلا ان هذا المطلب لايزال مطلباً منطق, لكن ميركل في الغالب لن تقوم بتنفيض كل مطالب الرئيس الاميركي, لكن الامن والامان في هذه الاوقات التي نعيش فيها هي مطلب أساسي, ولا مجال للجدال في ذلك في اي وقت قريب.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.