مكتبة التداول

مخاطر السياسة على الأسواق خلال الفترة المقبلة

0

خلال الاسابيع القليلة الماضية, ارتفعت مخاوف الوضع السياسي المعقد في الولايات المتحدة الاميركية وخصوصاً بعد الاعلان عن اقالة رئيس الاستخبارات المركزية الأف بي أي جيمز كومي

انخفضت الاسواق العالمية بشكل واضح خلال ايام, لكنها عادت الى الارتفاع من جديد وعوضت الخسائر ومعظم الاسواق العالمية تتداول حالياً عند اعلى مستوياتها في التاريخ.

على الرغم من ذلك, الامور على موعد مع التغير قريباً, ومن الممكن ان تصبح الامور أكثر سوءً, وعلى المتداولين الانتباه جيداً خلال فترة الايام والاسابيع القليلة المقبلة, حيث ان التطورات السياسية ومخاطرها قد تطغى على الاسواق أكثر من تفاعل الارقام الاقتصادية معها.

الخطر الأول: شهادة رئيس الاستخبارات المركزية السابق

ارسل الكونجرس الاميركي خلال الايام الماضية رسالة واضحة لرئيس الاستخبارات المركزي المقال سابقاً ليطلب منه الشهادة امام الكونجرس خلال الاسبوع المقبل حول المناقشات التي كانت تحصل ما بينه وبين الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

يحاول الكونجرس حالياً ان يرى مدى تفاعل البيت الابيض مع هذا القرار وفي ما لو سيساعد البيت الابيض في هذا التحقيق المثير للجدل وفي ما لو سيكون البيت الابيض متعاوناً في هذا الشأن ام لا.

بدأت القصة بعد ان قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان ينهي خدمات رئيس الاستخبارات المركزية, حيث ذكر البيت الابيض في بيان الاقالة انها اتت بسبب العديد من التقارير التي تنصح ببداية جديدة في وكالة الاستخبارات بعد كل ما حدث خلال الفترة الماضي

الجميع تخيل ان هذه الاقالة عادية جداً وان هذا حق لرئيس الدولة في الولايات المتحدة الامريكية وعلى الرغم من ان وكالة الاستخبارات الاميركية كانت قد لعت دوراً واضحاً في الانتخابات الاخيرة.

إلا انه وبعد ايام بسيطة من الاقالة بدأت الامور تتكشف بشكل اكبر, حيث صدرت العديد من التقارير التي تقول ان الاقالة اتت على اثر طلب الرئيس الامريكي من رئيس المخابرات الامريكية او يوقف التحقيق في مستشار الامن القومي السابق وهو الذي استقال بعد ايام قليلة من تعيينه من منصبه.

الخطر الثاني: خروج الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتغير المناخي

يريد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان يركز في مدة ولايته الاولى على الاقل على الوظائف بشكل كبير, وبعتبه ان خروج الولايات المتحدة الامريكية من هذه الاتفاقية نجاح ونصر كبير للولايات المتحدة الامريكية

العديد من التقارير التي خرجت خلال الفترة الماضية اظهرت ان الخروج من اتفاقية سيؤدي الى مسح اكثر من 3 تريليون دولار من الناتج الاجمالي و اكثر من 6.5 مليون وظيفة بحلول العام 2040 تقريباً.

كما توقعت وكالة الطاقة النظيفة العالمية ان الاتفاقية في باريس ستؤدي الى ارتفاع مستوى مالية دول العالم الى بحوالي 19 تريليون دولار موزعة على دول العالم بحلول العام 2050, وذلك مع انخفاض تكلفة الطاقة البديلة والخضراء.

كما ذكرت ايضاً دائرة الطاقة الاميركية ان هناك 3 مليون اميركي عملوا في قطاع الطاقة النظيفة خلال فترة العام الماضي, وفي ما لو تم الخروج بالفعل من اتفاقية باريس, فستكون هذه الوظائف تحت التهديد.

في ما لو فشلت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في اظهار قيادتها للعالم ودعمها لاتفاقية باريس, فهذا ما سيهدد العديد من الاقتصادات العالمية ايضاً مثل الصين وغيرها من الدول ايضاً

وفي الوقت الحالي, سننتظر ما ه رد الكونجرس وتعليقاته على خروج المملكة المتحدة من هذه الاتفاقية وفي ما لو سيوافق عليها ام لا.

ماذا يجب متابعته خلال الفترة المقبلة

احد اكبر المخاطر التي تواجه الاسواق العالمية في المجمل خلال الفترة المقبلة تكمن في شهادة رئيس الاستخبارات الاميركية المركزية السابق خلال الاسبوع المقبل, وحتى الان لا يوجد توقيت واضح لهذه الشهادة, إلا انها ستكون في بداية الاسبوع المقبل.

السؤال الأكبر والابرز الذي سيتم سؤاله من الكونجرس لرئيس الاستخبارات السابق هو ” هل طلب ترامب ان توقف التحقيق في قضية مستشار الامن القومي السابق؟”

الاجابة ستكون اما بنعم او بلا, وهو ما ينتظره الكونجرس, الكونجرس يريد اجابة واضحة وصريحة دون أي تعليقات اخرى, وهو الشيء الذي سيؤدي الى تحركات واسعة في الاسواق سواء كانت الاجابة بنعم او بلا.

في ما لو قرر رئيس الاستخبارات المركزية السبق بأن يجيب بنعم, فنعم تعني ان تلك اللحظة ستكون بمثابة الكابوس لرئيس الولايات المتحدة الامريكية وستكون بمثابة لحظة انتقام لرئيس الاستخبارات الامريكية من الرئيس الامريكي, وهو ما يعني ان ايام الادارة الامريكية ستكون معدودة, حيث انه وفي ما صح ذلك, فسيكون الكونجرس على موعد مع مرسوم يوقف ويعزل الرئيس الامريكي من منصبه.

اما في ما لو قرر رئيس الاستخبارات ان يجيب بالنفي, فهذا سيعيد للرئيس الامريكي هيبته من جديد بشكل اكبر من السابق والاهم ان النفس سيؤكد على مقولة ترامب بأن الاعلام مزيف بشكل كبير, وهو ما سيؤدي الى تطورات خطيرة على الاعلام في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.