ارتفع المؤشر العام للدولار الأميركي منذ بداية تعاملات الاسبوع الجاري في ظل انخفاض وتيرة وشح الارقام الاقتصادية المنتظرة في جميع دول العالم تقريباً, سواء من آسيا او اوروبا او في الولايات المتحدة الأميركية.
على الرغم من ذلك, إلا ان هناك العديد من التساؤلات لدى بعض المتداولين حول اسباب انخفاض المؤشر العام للدولار الامريكي خلال تداولات يوم الجمعة بعد الاعلان عن تقرير الوظائف الامريكي, وذلك على الرغم من ان التقرير اتى بأفضل من التوقعات نوعاً ما.
كما ان هناك العديد من التساؤلات من جهة اخرى حول اسباب ارتفاع الدولار من جديد يوم الاثنين بعد الاعلان عن نتائج الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات الفرنسية, وذلك على الرغم من انتهاء مخاطر وصول مرشحة اقصى اليمين مارين لوبان
لنلقي نظرة على كل حالة على حدى:
انخفاض المؤشر العام للدولار بعد الاعلان عن تقرير الوظائف الاميركي
كما كنا نحذر دائماً في التقارير المكتوبة والمصورة, وخصوصاً التقارير الخاصة بتقرير الوظائف الامريكي وقبل صدور هذه التقارير ان على المتداولين معرفة قراءة التقرير والنتائج الصادرة قبل التعامل مع تحركات الدولار والاسواق.
صحيح ان تقرير الوظائف الامريكي بشكل مجمل اتى بأفضل من التوقعات, حيث اضاف الاقتصاد من جديد اكثر من 200 الف وظيفة ليعوض التباطؤ الكبير الذي حصل خلال شهر مارس الماضي. كما انخفضت معدلات البطالة من جديد الى مستويات متدنية جديدة لم نشهدها منذ الازمة المالية العالمية, واخيراً ارتفع متوسط الاجور الشهري 0.3% وبافضل من التوقعات.
لكن الشيء المهم والذي اغفله العديد من المتداولين ان الفدرالي الامريكي دائماً ما ينظر الى الارقام السنوية وليس الارقام الشهرية, حيث تراجع متوسط الاجور السنوي الى ادنى مستوياته منذ عام تقريباً, وهو على عكس توقعات الاسواق, والتي كانت تتوقع ارتفاع الاجور السنوية الى 2.7% لكن الاجور انخفضت من جديد نحو مستويات 2.5%.
ومع عدم وجود ارتفاع في متوسط الاجور او تضخم الاجور, فهذا من شأنه ان يقلل احتمالات وصول معدلات التضخم العامة والاساسية في البلاد الى المستويات التي يطمح اليها الفدرالي عند مستويات 2%.
ارتفاع الدولار الامريكي خلال تداولات يوم الاثنين
مع افتتاح الاسواق هذا الاسبوع, كان العديد من المتداولين يعتقدون وينتظرون ان يرو حركة كبيرة في الاسواق كما حصل عندما تم الاعلان عن نتائج الجولة الاولى للانتخابات الفرنسية.
على الرغم من ذلك, إلا ان المتداولين اللذين كانوا ينتظرون هذه التحركات قد خاب املهم بشكل كبير, حيث انخفاض المؤشر العام للدولار الاميركي بشكل طفيف جداً عند الافتتاح قبل ان يعود الى الارتفاع من جديد ويضيف اكثر من 0.5% يوم الاثنين واكثر من 0.4% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء.
على الجميع ان يفهم ان الاسواق قد سعرت وصول ماكرون الى سدة الحكم منذ اسبوعين تقريباً, ومنذ ان تم الاعلان عن نتائج الجولة الاولى من الانتخابات الفرنسية, وفي ذلك الوقت انخفض المؤشر العام للدولار الامريكي بأكثر من 1.5% خلال ساعات بسيطة.
وبما ان الاسواق قد سعرت نتائج الانتخابات النهائية منذ اسبوعين, فلا داعي بأن نشهد اي نوع من التحركات العنيفة او المبالغة في التفاعل مع نتائج الانتخابات.
العقود الاجلة لمعدلات الفائدة الاميركية عند 100%
احد الاسباب التي ادت الى ارتفاع الدولار خلال يوم امس واليوم من جديد يعود الى ان الاسواق اصبحت على يقين بأن الفدرالي الاميركي سيقوم برفع اسعار الفائدة في يونيو المقبل.:
العقود الآجلة لمعدلات الفائدة الاميركية الان اصبحت تسعر احتمال 100% بأن يقوم الفدرالي برفع اسعار الفائدة بواقع 25 نقطة اساس في يونيو المقبل. وهو ما يعني ان الاسواق ستقوم بتسعير هذا القرار مسبقاً وهو ما يعني ان نشهد ارتفاعات واضحة في الدولار خلال الفترة المقبلة, على الرغم من ان هناك احتمالات بسيطة بأن يتم الابقاء على الفائدة دون تغير.
ما هي الإتجاهات بعد الآن؟
ارتفع المؤشر العام للدولار الامريكي خلال تداولات يوم الاثنين من الضلع السفلي للقناة المنخفضة كما هو موضح على الرسم, وهو مستوى على الجميع الانتباه اليه خلال الفترة المقبلة.
على الرغم من ذلك ايضاً, إلا ان هذه الارتفاعات لازالت تعتبر ارتفاعات محدودة ليعود المؤشر ويختبر مستويات متوسط 200 يوم على المستوى اليومي بالاضافة الى احتمالية اغلاق الفجوة السعرية الستي حصلت قبل اسبوعين تقريباً, مع احتمالية ان نشهد ايضاً اختباراً لخط الاتجاه المنخفض على المستوى اليومي والذي يتمركز عند مستويات 101.30 تقريباً.
النظرة العامة السلبية لهذا العام للدولار الاميركي تبقى دون تغير, واي ارتفاع للدولار في الغالب ما سيكون محدود دون المستويات المهمة المذكورة سابقاً.
وبالاضافة الى ذلك ايضاً, المؤشرات التقنية لازالت تدعم احتمالية الارتفاع التصحيح, خصوصاً وبعد ان وصلت هذه المستويات الى مستويات تشبع عمليات البيع وقد عادت الى الارتفاع من جديد خلال اليومين الماضيين.
