مكتبة التداول

اليورو مقابل الدولار وحلم الوصول الى مستوى التعادل

0

خلال العامين الماضيين وعندما عادت الامر في الاتحاد الاوروبي للتراجع واصبحت معقدة أكثر مما كانت عليه في السابق, وخصوصاً عندما عادت معدلات النمو للضعف وانخفاض في معدلات التضخم بشكل كبير, تغيرت نظرة الجميع حول اليورو الى سلبية بشكل كبير, وكانت هذه التوقعات صحيحة بالفعل.

فقد اليورو اكثر من 25% من قيمته منذ مايو من العام 2014 حتى انخفض الى قرب مستويات 1.03 مع بداية العام الجاري. على الرغم من ذلك, إلا انه اقترب من مستويات التعادل مع الدولار الأميركي, لكنه لم يصل اليها بالفعل حتى هذه اللحظة.

بالاضافة الى ذلك كله ايضاً, فقد غيرت البنوك العالمية توقعاتها نحو اليورو الى مستويات تاريخية متدنية جداً الى ما دن مستويات التعادل مع الدولار حتى. حيث ان بعض البنوك ذكرت في توقعاتها ان اليورو في الغالب ما سينخفض الى ما دون مستويات التعادل وقد يصل الى مستويات 0.99 وحتى ان البعض من هذه البنوك ذكر احتمالات ان يصل اليورو الى مستويات 0.85.

إلا ان ذلك وحتى اليوم لم يحصل بتاتاً, لا من ناحية الوصول الى مستويات التعادل او دون ذلك, بل على العكس, اليورو مازال قوي منذ بداية تعاملات العام الجاري, ولازال الزخم الايجابي يرتفع تدريجياً, وهو الشيء الذي غير من التوقعات لهذه البنوك من جديد.

بعض البنوك العالمية قررت ان تعدل توقعاتها من جديد وان ترفع من متوسط تداول اليورو لهذا العام الى ما فوق مستويات التعادل مع الدولار, وهو ما يعني عدم توقعهم الان ان نشهد انخفاضات حادة في أي وقت قريب. كما ان بعض البنوك ايضاً قد وصل اليورو الى اوامر الوقف لديها على عقود بيع كبيرة كانت هذه البنوك قد فعلتها في بداية العام الجاري.

وعلى اثر كل ذلك, هل سينخفض اليورو مقابل الدولار بالفعل الى مستويات التعادل في أي وقت قريب او ما دون ذلك؟

الجواب البسيط والمبسط لهذا السؤال هو انه توجد احتمالية بسيطة جداً بأن نشهد انخفاض اليورو الى تلك المستويات او ان نشهد انخفاضات حادة في أي وثت قريب, وخصوصاً بعد ان قرر البنك المركزي الاوروبي ان يخفف برنامج التيسير الكمي الحالي في ابريل من العام الجاري. كما ان ارتفاع معدلات التضخم في كل دول الاتحاد الاوروبي قد يدفع البنك المركزي الاوروبي الى رفع اسعار الفائدة قبل ان ينهي عمليات التيسير الكمي بالكامل مع نهاية العام الجاري.

لماذا انخفاض اليورو الى مستويات التعادل مع الدولار الامريكي قد لا يحصل بتاتاً

من الناحية الاساسية على الاقل, هناك العديد من الاشارات التي تشير الى ان اليورو قد وصل الى القاع مؤخراً, سواء بسبب بداية تخفيف التيسير الكمي المنتظر في ابريل المقبل حتى نهاية العام الجاري.

كما ان ارتفاع معدلات التضخم من جديد في دول الاتحاد الاوروبي وتحسن العديد من ارقام نشاط دول الاتحاد الاوروبي بشكل عام قد تدفع البنك المركزي الاوروبي الى رفع اسعار الفائدة في وقت اقرب مما تتوقعه الاسواق, وهو ما سيؤدي في النهاية الى ارتفاع اليورو من جديد.

البعض قد يقول ان البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي في الغالب ما سيستمر في عمليات رفع اسعار الفائدة بشكل اسرع من البنك المركزي الاوروبي, وهو شيء قد يحصل بالفعل, لكن على الرغم من ذلك, وفي ما لو نظرنا الى الرسم البياني لليورو منذ ان قام البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي برفع اسعار الفائدة مرتين خلال العامين الماضيين, اليورو تحرك في نفس النطاق وام نشهد تحركات كبيرة جداً, ولم نشهد كسر لمستويات تاريخي جديدة.

كما ان الاهم من كل ذلك ان تأثير رفع اسعار الفائدة على الاقتصاد الامريكي لم يأتي بعد وفي الغالب ما سيظهر على الارقام الاقتصادية خلال الاسابيع والاشهر المقبلة, وهو الشيء الذي قد يدفع البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي بأن يتروى في رفع اسعار الفائدة لبعض الوقت.

 

ماذا بعد الآن؟

 

 

من الناحية التقنية على الاقل, لازال اليورو يتداول اعلى من ادنى مستوى سجله بداية هذا العام, دون ان يكسر تلك المستويات او دون ان نشهد انخفاضات حادة لليورو.

العديد من الشموع اليابانية على المستوى الشهري والاسبوعي تشير الى نماذج ايجابية على تلك المستويات, وهو ما يشير الى وجود حالة من الايجابية بين مستثمرين طويلين الاجل, حيث انه كلما شهدنا انخفاضات سريعة, يعود اليورو للارتفاع بشكل اسرع من السابق. وهو الشيء الذي يعتبر احد اهم الاشارات الايجابية للتداولات المدى الطويل.

في الوقت الحالي, قد نكون في حالة حذر لشراء اليورو خلال الفترة المقبلة, لكن طالما ان انخفاضات اليورو الماضية كانت دائماً محدودة ومؤقتة, فقد تكون الانخفاضات التي سجلها اليورو مؤخراً محدودة ايضاً, طالما ان كل انخفاض شهده اليورو هذا العام كان محدوداً ايضاً, وهو ما يعطينا اشارة الى ان انخفاضات اليورو الاخيرة قد تكون محدودة قبل استمرار الاتجاه الايجابي.

ولنكون في وضع غير خطر في تداول اليورو حالياً, قد نبقي توقعاتنا الايجابية دون تغير خلال الاسابيع والاشهر المقبلة وذلك طالما ان اليورو يتداول فوق ادنى مستويات العام الجاري والتي تتمركز عند 1.0340.

اما على مستوى الارتفاع, فلازالت الفرصة ممكنة بأن نشهد اعادة اختبار لأعلى مستوى شهده اليورو هذا الاسبوع قرب مستويات 1.09 والتي تعتبر مستويات مقاومة مهمة. حيث في ا لو تم اختراقها, فهذا قد يدفع اليورو لتسجيل مستويات اعلى من ذلك قد تصل الى مستويات 1.10.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.